أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016
2209
التاريخ: 18-8-2016
2807
التاريخ: 14-3-2022
2510
التاريخ: 2024-03-17
807
|
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾[1]، تشير الآية الكريمة التالية إلى صفتين أساسيّتين ينبغي أن يتحلّى بهما الإمام والقائد لكي يصبح مؤهّلاً وصالحاً لهداية الناس، وإدارة شؤونهم الدينيّة والدنيويّة:
أحدهما: الإيمان واليقين بآيات الله عزّ وجلّ.
والثّاني: الصّبر والصمود والاستقامة.
فالإمامة والقيادة من المناصب الإلهية التي لا دخالة للبشر فيها، لأنّ هداية الناس وصلاح دنياهم وآخرتهم متوقّف عليها، لذا ما كان الله متّخذاً خليفةً له وإماماً على الناس إلّا أن يكتمل عقد هذين الشرطين فيه وهما اليقين والصّبر، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدلّ على عظمة الصّبر وأهمّيته الفائقة في تكامل الإنسان وقربه من الحق عزّ وجلّ.
وتُعتبر هذه الآية الشريفة درساً لكلّ الأمم والشعوب ولجميع المسلمين، ولنا نحن أيضاً. لنعلم أنّ التصدّي للقيادة لا ينبغي أن يكون اعتباطيّاً وبشكل عشوائي بل يجب أن يخضع لمعايير وأسس، والمعياران الأبرز هما أن يكون المتصدّي للقيادة شخصاً مؤمناً، بل وعلى يقين من دينه وربّه، والإيمان وحده هنا لا يكفي في هذه الحالة، بل ينبغي أن يكون حائزاً على مرتبة اليقين أيضاً، وأن يكون ذا صبر وقدرة عالية على التحمّل وإدارة الأمور بحكمة ورويّة، لأنّ مسألة القيادة لا تخلو من لحظات صعبة، ومواقف حرجة، ومشاكل معقّدة قد تواجه القائد، فيهبّ لمواجهتها مستعيناً بقوّة اليقين وسلاح الاستقامة والصّبر، فالقائد أثناء أدائه لواجباته وتصدّيه لهداية الناس وإدارة شؤونهم، ينبغي أن لا يشكّ في حكمة الله وقدرته المطلقة، وأن لا يضعف أمام المصاعب التي تواجهه، أو يخاف من المشاكل التي تعترضه في طريق التوحيد، وخدمة عباد الله، بل هو على يقين من دينه وأمره، صابرٌ، محتسبٌ، لا يضطرب ولا يتزلزل أمام الفتن والبلاءات، ولا يجزع ولا ييأس، فيكون بذلك مستحقّاً للقيادة، ومُديماً لخطّ الهداية والإرشاد إلى اللّه سبحانه، ومكملاً لدور الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين، ولا يكون قاطعاً لطريق الخير والهداية والعياذ بالله، فيُلقى في جهنّم وبأس المصير ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ﴾[2].
فالصّبر إذاً، شرط أساسيّ للفوز برضا الله تعالى والقرب منه، والذي يتجلّى بأبهى صوره عندما يتّخذه الله تعالى وليّاً له وخليفة وهادياً بأمره، وداعياً إلى سبيله، وكفى بالمرء عزّاً وفخراً وكرامةً أن يجتبيه الله، ويستخلصه لهداية خلقه والدعوة بأمره!! فعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديثٍ له يقول: "إنّ الأئمّة في كتاب الله عزّ وجلّ إمامان: قال اللّه تبارك وتعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾، لا بأمر الناس، يقدّمون أمر اللّه قبل أمرهم، وحكم الله قبل حكمهم، وقال: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾، يقدّمون أمرهم قبل أمر اللّه، وحكمهم قبل حكم اللّه، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب اللّه عزّ و جلّ"[3]، فلا يمكن أن يصل الإمام والهادي إلى هذا المقام إلّا في ظلّ اليقين والاستقامة فقط، وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال لأحد أصحابه: "إن من صبر صبر قليلاً، وإن من جزع جزع قليلاً، ثّم قال: عليك بالصّبر في جميع أمورك فإن الله عزّ وجلّ بعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمره بالصّبر والرفقِ، فقال ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾[4]".
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|