المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



اجتناب النزعة الدنيوية في عاشوراء  
  
316   10:30 صباحاً   التاريخ: 2024-08-13
المؤلف : معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : دروس عاشوراء
الجزء والصفحة : ص229-236
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

رفض الحرص على الدنيا في ثورة الإمام الحسين عليه السلام

كتب الإمام الحسين عليه السلام وصيّته التاريخيّة لأخيه محمّد بن الحنفيّة عند خروجه من المدينة وتوجّهه إلى مكّة والتي قال فيها: "إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي".

أي: يا شعوب العالم, يا أخي محمّد! يا أهل المدينة, أيّها النّاس الذين يعيشون في أقطار العالم الإسلاميّ في ظلّ عار حكومة يزيد! يا أجيال تاريخ البشريّة الآتية! اعرفوا ما هو هدف هذه الثورة.

لم يسمح الإمام الحسين عليه السلام للأبواق الدعائيّة المفضوحة ليزيد بن معاوية أن تشتّت أهدافه وتضيّعها. يريد الإمام الحسين عليه السلام أن يوصل الحقيقة إلى آذان الجميع وأن يفهم الجميع: "إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً".

والخلاصة أنّه: لم أخرج لدوافع ماديّة, ولم أخرج لكسب مقامٍ كيزيد, لم أثُر كطلّاب الدنيا التافهين لكسب منفعة ماديّة والاستفادة منها شخصيّاً. لم أذهب إلى كربلاء اهتماماً بدنياي الماديّة, إنّما كانت حركتي وخروجي لأجل هدف آخر. لقد خرجت من المدينة ثمّ عزمت إلى مكّة لأقتلع هذا الفساد الذي أوجدَتْه الحكومة اليزيديّة والأمويّة. لقد أعددت نفسي للتضحية والشهادة لكي أسطّر بدمي وتضحيتي خطّ البطلان لكلّ التدابير والخطط اليزيديّة. لقد أتيت لكي أزلزل الأساس الفاسد لهذا النظام وهذه الحكومة.

التلوّث بالدنيا, عائق أمام مواجهة جهاز الظلم والفساد

عندما نتحدّث عن فساد الجهاز (السلطة) من الداخل، فمعنى ذلك: ظهور أفراد في المجتمع ينقلون أمراضهم الأخلاقيّة المعدية والمهلكة - الدنيويّة والشهوانيّة - تدريجيّاً إلى باقي أفراد المجتمع.

في مثل هذه الحالة، من هو صاحب القلب والمبادرة والروية الذي سيمضي لمواجهة نظام يزيد بن معاوية؟! هل سيحدث مثل هذا الأمر حينها؟ فمن هو الّذي كان يفكّر بمواجهة النظام اليزيديّ الظالم والمفسد في ذلك الزمان؟

في مثل تلك الأوضاع حدثت النهضة الحسينيّة العظيمة، الّتي واجهت العدوّ مثلما واجهت روحيّة السعي للراحة والرضا بالفساد المهلك المنتشرة بين المسلمين العاديّين وعامّتهم. وهذا أمرٌ مهمٌّ. يعني أنّ الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام قام بعمل أيقظ وجدان النّاس[1].

الغفلة عن طريق الإمام الحسين عليه السلام نتيجة طلب الدنيا

هدف الإمام الحسين عليه السلام هو ذلك الهدف الذي يظهر في كلماته, مثل: "إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي"[2] أو "أيّها النّاس إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلّاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله فلم يغيّر عليه بقولٍ ولا فعلٍ، كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله"[3].

أو قوله: "فمن كان باذلاً فينا مهجته وموطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا"[4].

كلّ من هذه الكلمات درس وفصل.

فالكلام هنا عن لقاء الله، والهدف من خلق البشر، و ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ[5].

كلّ هذه المساعي والمشاقّ لأجل هذا الأمر ﴿فَمُلَاقِيهِ﴾، فمن كان موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل مع الحسين، ولا يجوز له المكوث في البيت والتعلّق بالدنيا ومتاعها والغفلة عن طريق الحسين عليه السلام.

فيجب أن نتحرّك، وهذا يبدأ بتهذيب النفس ثمّ التحرّك إلى المجتمع والعالم.

اجتناب الحرص على السلطة

ينقل عن الإمام الحسين عليه السلام أنّه قال: "اللهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان ولا التماساً من فضول الحطام"[6].

اللهمّ إنّك تعلم أنّ حركتنا, ثورتنا, مواجهتنا هذه للظلم والاستكبار ليست للوصول إلى مقام.. وليست لأجل كسب شيء لأنفسنا, حتّى تعود ملذّات الدنيا وحلوها علينا وحتّى ندّخر المال والثروة و.. وليست لكي نكسب بضعة صباحات إضافيّة نتمتّع بها في حياتنا الزهيدة والسريعة الانقضاء.

اجتناب التفكير النفعيّ الخاطئ

يحيا الإسلام اليوم بدماء الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام, ولم يتصرّف الإمام الحسين عليه السلام انطلاقاً من التفكير النفعيّ, كما فعل بعضهم في ذلك العصر, وقال: لماذا يُقضى علينا؟! نبقى على قيد الحياة وندافع عن الإسلام. كان لبعضهم مثل هذا المنطق. وهم لم يدركوا أنّه متى كان البقاء على قيد الحياة هو الهمّ الأكبر لإنسان أو شعب أو أمّة، فلن يعود باستطاعتهم الدفاع عن الله وعن الإسلام والقيم.

شعلة الإيمان بدل التعلّق بالحكومة, طريقة الإمام الحسين عليه السلام

بصيص الأمل الوحيد الذي كان يحمّس القلوب ويحفّز هؤلاء على التحرّك خلال عامَيْ (1962 و1963م) وما تلاهما من سنيّ المحنة والاضطهاد في السجون, هو الإيمان بالجهاد، لا الرغبة في بلوغ السلطة.

وهذا الخطّ هو ذاته خطّ الإمام الحسين عليه السلام، غاية الأمر أنّه كان له طرفان والظروف الزمانيّة والمكانيّة متغيّرة, فتارة تتوفّر الإمكانيّات فترفع الحكومة الإسلاميّة رايتها، وتارة تنعدم هذه الإمكانيّات فيؤول الخطّ إلى الشهادة, وكثيراً ما شهدنا نظير ذلك عبر التاريخ.

الإمامة, النقطة المقابلة للحكم بالقوّة والخداع

ماهيّة الإمامة مغايرة لماهيّة السلطنة ومناقضة لها. فالإمامة تعني القيادة الروحيّة والمعنويّة والارتباط بالنّاس بالرباط العاطفيّ والعقائديّ، وأمّا السلطنة فتعني حكومة القوّة والشدّة والخداع بلا أدنى علاقة معنويّة أو عاطفيّة أو عقائديّة. فالإمامة والسلطنة تقفان على طرفي نقيض تماماً.

إنّ الإمامة حركة في وسط الأمّة ومن أجل الأمّة ولا تستهدف سوى الخير. بينما تعني السلطنة تلك السلطة المتجبّرة الآخذة بأعناق النّاس، والتي تهدر حقوقهم، وتتجاهل مصالحهم من أجل فئة خاصّة، وتعمل لإثراء الطبقة الحاكمة وإشباع نزواتها..

ما رأيناه في زمن ثورة الإمام الحسين عليه السلام هو تلك الثانية لا الأولى، أي أنّ يزيد الحاكم لم يكن على علاقة بالنّاس، ولم يكن من أهل العلم، ولم يكن تقيّاً ولا نقيّاً ولا حكيماً، كما لم تكن له سابقة في الجهاد في سبيل الله، ولم يكن يؤمن قدر ذرّة بمعنويّات الإسلام، ولم يكن سلوكه سلوك إنسان مؤمن، ولم يكن قوله قول حكيم عاقل, كان عارياً عن أيّ شبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وفي مثل هذه الظروف سنحت الفرصة للإمام الحسين عليه السلام ليقوم بثورته، وهو الإمام الذي كان يجب أن يخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أداء مهمّته.

لو نظرنا إلى هذه القضيّة, في الظاهر, فإنّ هذه الثورة ثورة على حكومة يزيد الفاسدة وغير الشعبيّة، وأمّا من حيث الباطن, فهي ثورة من أجل القيم الإسلاميّة وفي سبيل العلم والإيمان والكرامة وبغية إنقاذ النّاس من الفساد والانحطاط والجهالة. ولهذا فإنّ الإمام الحسين عليه السلام لدى خروجه من المدينة كتب وصيّته التاريخيّة لأخيه محمّد بن الحنفيّة والتي قال فيها: "إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي"[7].

 

[1] في جمع من عناصر الحرس الثوريّ والقوّات العسكريّة بمناسبة 3 شعبان, 6/11/1371ش - 26/1/1993م.

[2] بحار الأنوار, ج44, ص329.

[3] تاريخ الطبريّ, ج4, ص304.

[4] اللهوف, ص38, نزهة الناظر وتنبيه الخاطر, ص86, بحار الأنوار, ج44, ص367.

[5] سورة الانشقاق, الآية: 6.

[6] تحف العقول, ص239, بحار الأنوار, ج97, ص80-81.

[7] بحار الأنوار, ج44, ص329.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.