أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2017
2293
التاريخ: 7-11-2017
2183
التاريخ: 2024-02-12
1320
التاريخ: 28-4-2017
2095
|
من أهم الأمور التي يمكن انتهاجها في إصلاح سلوك الأبناء، اتباع أسلوب الترغيب، فإنه من الأمور التربوية المفيدة، ذلك أنّ الطفل يأنس هذا النهج وله مـيـل فطري نحو ذلك، لكن لابد من حسن الاستفادة من ذلك بنحو يسوق الأبناء نحو القيام بالنشاطات المفيدة والقيمة، والحاجة إلى الترغيب أمر دائمي، وأنّ من الخطأ تصوّر الأبناء إذا شبّوا وكبروا فلا حاجة لهم إلى الترغيب بل إنّ الجميع وفي جميع المراحل بحاجة إلى الترغيب سوى الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام)، فإنّهم في غنى عن ذلك، فالترغيب أمر مطلوب ولابد منه.
فوائد الترغيب
1ـ أنّ الترغيب يؤدّي إلى تقوية نفوس الأولاد، ويضاعف في قواهم ليستطيعوا القيام بأفضل الأعمال التي تنسجم مع مذاقهم ورغباتهم، ويزيد ثقتهم بأنفسهم.
2ـ أنه يساعد على تنمية الاستعدادات الكامنة لدى الأطفال وينحو بهم نحو التكامل، ويمحو اليأس والقنوط والتشاؤم عن أنفسهم.
3ـ أن الطفل يتعلّم في ظلّ الترغيب حلّ مشاكله، وتحمّل المصاعب التي يمر بها، ويحاول متابعة الهدف المنشود له، والاستمرار في الترغيب ينتهي إلى الاستمرار في النشاط والحركة.
4ـ أن ترغيب الأطفال من قبل الأبوين والمقربين والمعلمين يؤدّي إلى توطيد أواصر المحبة والنظر إليهم بعين الود والاحترام، ولذلك ثمار جسيمة.
5ـ قد يكون الترغيب بشيء غير ذي بال جداً لكنّه يغير مسير حياة الطفل، وينقذه من الوقوع في الانحرافات والقبائح.
6ـ أن ترغيب الأطفال لغرض القيام بنشاطات إيجابية، ومن ثم إعطاء الأجر على ذلك يؤدّي إلى إيجاد الرغبة فيهم للحركة، ويخلق جواً للمنافسة بينهم.
وأما الأطفال الذين لا يرغبون بشيء فهم يصابون غالباً بالهزيمة ويفقدون الثقة بأنفسهم، ويستشعرون الحقارة في أنفسهم، ويفقدون جرأة الإقدام على العمل الصالح.
ثم إنه لا يخفى ما في الترغيب من فوائد، وأنه عمل طيب، وهذا لاريب فيه، لكن الأهم من ذلك هو نوع وطريقة الترغيب التي ينبغي على الأبوين الالتفات إليها، وإلا فقد يكون للترغيب آثاراً سلبية إن لم يكن دقيقاً وصحيحاً.
والترغيب المطلوب والصحيح هو أن لا يكون باللسان فقط، لا ينبغي أن يكون عملياً أيضاً، وأن لا يكون هو الأصل في كلّ شيء، أو ينقلب إلى اُلعوبة ولهو، بل يُنتهج بعنوان كونه وسيلة في تصحيح وتقوية السلوك الإيجابي للطفل.
ثم إنه لابد للأطفال أن يعلموا لأيّ شيء يرغّبون، وماذا عليهم أن يصنعوا لكي يحصلوا على ثمرات الترغيب؟ كما أنّ الترغيب الأكثر وقعاً وتأثيراً هو الترغيب العلني، والذي يكون في الوسط الجماعي لافي الخفاء والسر فقط.
الترغيب الإلهي
لقد أثنى الله تعالى على عباده الصالحين ـ سواء كانوا أنبياء أو أولياء ـ في مختلف المناسبات، فقال عن أيوب (عليه السلام): {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44]، وأنزل في رسوله الكريم خاتم النبيين محمد بن عبد الله آيات عديدة أثنى عليه فيها، وذكر فيها أخلاقه التي تفرد بها، فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
الثناء النبوي الشريف
أثنى النبي (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) كراراً بمحضر من الصحابة، فقال عنه بعد قتله لعمرو بن عبدودّ في حرب أحد: ((ضربةُ عليّ يومَ الخندق أفضل من عبادة الثقلين))(1). وغير ذلك مما قيل في حقه (عليه السلام) وأبنائه المعصومين (عليهم السلام).
وفيما يتعلّق ببحثنا هناك روايات عن الأئمة (عليهما السلام) في ثنائهم وترغيبهم لأبنائهم نشير إلى بعضها:
عن القطب الراوندي قال: روي أن إبراهيم قال لإسماعيل في حال الذبح:
ادع أنت بالفرج؛ لأنك أنت المضطر...، فلما رأى الكبش خرج ليأخذه، فلمّا رأى يدي إسماعيل مطلقتين قال ومن أطلقك؟ قال: رجل صفته كذا قال هو جبرئيل، وهل قال لك؟ قال: نعم، قال لي: ادع الله فدعوتك الآن مستجابة، قال إبراهيم وأي شيء دعوت؟ قال قلت: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، قال: يا بني إنك لموفق(2).
الترغيب والثناء في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)
تقدّمت نماذج من سيرة أهل البيت (عليهم السلام) فيما يتعلق بالثناء والترغيب، فإنّه لما أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) ولده الحسن (عليه السلام) أن يرقى أعواد المنبر ويخطب خطبته، فقام وخطب خطبته، قام إليه أبوه (عليه السلام)، فصعد المنبر مع الحسن وقبل بـيـن عينيه، وأنه لما تصارع الحسن والحسين (عليهما السلام) أخذ النبي يحث الحسن ويقول: إيهٍ يا حسن، إيه يا حسن وجبرئيل يحثّ الحسين ويقول إيه يا حسين.... وغير ذلك.
تقدير الإمام الصادق لولده موسى (عليه السلام)
عن أبي عاصم، عن الرضا (عليه السلام) أن موسى بن جعفر تكلم يوماً بين يدي أبيه (عليه السلام) فأحسن، فقال له: ((يا بني، الحمد لله الذي جعلك خلفاً من الآباء، وسروراً من الأبناء، وعوضاً عن الأصدقاء))(3).
وعن الباقر (عليه السلام) قال: ((قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): مرضت مرضاً شديداً، فقال لي أبي (عليه السلام): أتشتهي؟ فقلت أشتهي أن أكون ممن لا أقترح على الله ربّـي ما يدبره لي، فقال لي: أحسنت ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، حيث قال جبرئيل (عليه السلام) له: هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربّي بل حسبي الله ونعم الوكيل))(4).
بأبي أنت وأمي
عن محمد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم، وفـيـه مـا فـيـه، فقال أبو عبد الله: ((ادع لي موسى))، فدعي، فقال له: ((يا بني، إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلم تنههم، فقال: نعم يا أبه، إنّ الذي كنت أُصلّي له كان أقرب إليَّ منهم، يقول الله عزّ وجلّ: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] قال: فضمه أبو عبد الله (عليه السلام) إلى نفسه، ثمّ قال: ((يا بني، بأبي أنت وأُمّي))(5).
إنه نبعة نبوة
عن عيسى شلقان قال: كنت قاعداً فمرّ أبو الحسن موسى (عليه السلام) ومعه بهيمة، قال: فقلت: يا غلام، ما ترى ما يصنع أبوك يأمرنا بالشيء ثم ينهانا عنه، أمرنا أن نتولّى أبا الخطّاب ثم أمرنا أن نلعنه ونتبرأ منه؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام) ـ وهو غلام -: ((إنّ الله خلق خلقاً للإيمان لا زوال له، وخلق خلقاً للكفر لا زوال له وخلق خلقاً بـين ذلك، أعارهم الله الإيمان يسمّون المعارين، إذا شاء سلبهم، وكان أبو الخطاب ممن أُعير الإيمان))، قال: فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته ما قلت لأبي الحسن وما قال لي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ((إنّه نبعة نبوّة))(6).
_________________________________
(1) مستدرك الوسائل، ج5، ص 247.
(2) نفس المصدر.
(3) بحار الأنوار، ج 44، ص 24.
(4) نفس المصدر، ج 42، ص 67.
(5) نفس المصدر، ج 48 ص 171؛ وسائل الشيعة، ج3، ص 436.
(6) بحار الأنوار، ج 44، ص 116.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|