المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



ما معنى ان الأئمة صلوات الله عليهم هم وجه الله ؟  
  
343   07:04 صباحاً   التاريخ: 2024-08-07
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج7 ،21
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / أهل البيت عليهم السلام /

السؤال : ورد في دعاء الندبة العبارة التالية: «أين وجه الله الذي منه يؤتى».

وورد أيضا في دعاء الندبة العبارة التالية: «أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء».

وورد في بداية دعاء كميل العبارة التالية: «وأسألك بنور وجهك الذي أضاء له كل شيء».

وورد في الحديث الشريف : «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر».

وهناك العديد من الأحاديث التي تشير بنحو أو بآخر بأنهم صلوات الله عليهم هم وجه الله, ولكن ما هو التخريج الفلسفي لهذه العبارات؟

 

الجواب : إن كلام أهل البيت عليهم السلام ـ كأمرهم ـ صعب مستصعب، لا يدرك مراميه، ولا ينال حقيقة معانيه، إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو وصي، أو رجل امتحن الله قلبه للتقوى، والعلم، والمعرفة، وأفاض الله عليه من شآبيب رحماته، وأنوار هداياته، ما جعله أهلاً لذلك، وأنَّى لمثلي ـ وأنا المتسربل بالجهل، الفقير المحتاج ـ أن يدرك معاني كلامهم، ويقف على بليغ خطابهم.

وإن في كلامهم عليهم السلام، المحكم والمتشابه، والعام والخاص، والناسخ والمنسوخ..

لقد كلفتني أيها الأخ الكريم بسؤالك هذا شططاً، وظننت بي ما لست من أهله.. سامحك الله، وعافاك، وحياك، وبياك، إنه سميع مجيب..

غير أنني سوف أستجيب لطلبك، عالماً جهلي، وقلة اطلاعي، واقفاً على قصور باعي.. مستعيناً بالله تعالى، ومتوكلاً عليه، وملتجأ في جميع أموري إليه..

أخي الكريم..

باختصار أقول: إن كلمة «وجه» قد وردت في القرآن الكريم، في أكثر من مورد، وأريد بها تارة الإشارة إلى مقام العزة الإلهية مباشرة، وذلك مثل قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [ الآيتان 26 و27 من سورة الرحمن] برفع كلمة «ذو» لتشير إلى مقام الجلال والعزة الإلهية وتدل عليه بالمباشرة، حيث إن المراد أن الله نفسه هو الباقي.. وكل من على وجه الأرض فانٍ..

وأريد بها تارة أخرى ما يضاف إلى الله تعالى، ويوصل به وإليه، وما يمكننا أن ندركه ونتلمسه، من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى لنا..

وبعبارة أخرى..

إن مقام الجلال الإلهي، لا يمكن أن تُدْرَك حقيقته، أو أن توصف ذاته.. كما أن ما يعرفه الإنسان من كل شيء، إنما هو الوجه الذي يظهر له منه، فكان لا بد من معرفة الله بما يظهر لنا منه ويواجهنا به، وهو هذه الآثار والتجليات لصفات ربوبيته لنا تبارك وتعالى، على شكل خلق، ورزق، وشفاء، وهداية، ورعاية، وما إلى ذلك..

فنحن نعرفه سبحانه من خلال ما نتلمسه من هذه الآثار لصفات ربوبيته في واقع حياتنا.. وفي كل ما يحيط بنا..

ولا شك في أن إرسال الأنبياء والأوصياء لهداية الناس، هو من أظهر تجليات تلك الصفات، التي نصل إلى الله تعالى من خلالها..

فهم إذن الوجه الذي نراه، والذي نعرف الله بالنظر إليه، ونَتَلمَّس فضل الله من خلاله، من حيث إنهم تجليات لآثار صفات الربوبية، فهو من إطلاق اسم المسبب، وإرادة السبب، أي أننا نتحدث عن أثر الصفة، ونريد به نفس تلك الصفة أعني صفة الربوبية المؤثرة..

فهم إذن ذلك النور الكاشف والدال، والهادي إلى أسماء صفات الربوبية، والألوهية، وهم وجه الله تعالى، لأن صفات الله ترى من خلالهم، فندرك أسماءها، مثل: المدبر، واللطيف، والخبير، والرحيم، والخالق، والرازق، والشافي و.. و.. ونعرف أيضاً وجود صفة القادر والعليم، والحي القيوم و.. و.. فنصفه سبحانه وتعالى بهذه الأسماء..

فأهل البيت عليهم السلام هم وجه الله الدال على صفات ألوهيته وربوبيته.. والتي لا ندرك نحن منها إلا ظواهرها وأسماءها،.. فإذا أردنا أن نتوجه إليه، وأن نصل إليه، فإننا نأتي إليهم لنجد مظاهر قدرته، وأثر حكمته، و تجليات هدايته، ودلائل نعمته، وخلقه، ورزقه، ورحمته.. و.. و..

فإذا عرفنا: أن المراد بالوجه هو ما يعرف الله تعالى به، وهو صفاته تعالى، وأن المراد بنور الوجه هو تجليات تلك الصفات في آثارها، أعني النبي صلى الله عليه وآله، وأهل بيته الطاهرين..

وبذلك نعرف المراد: بـ «نور وجهه الذي أضاء له كل شيء»..

ويتضح لنا معنى أنهم: «وجه الله الذي منه يؤتى»..

وبعدما تقدم فإننا نخلص إلى النتائج التالية:

1ـ إن المراد بوجه الله الباقي هو نفس حقيقة الذات الإلهية، قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [ الآيتان 26 و 27 من سورة الرحمن]..

وإنما لم يقل: «ويبقى الله ذو الجلال»..

من أجل تيسير إدراك المعنى لنا، لأن الوجه بالنسبة إلينا، مجرد وسيلة لإدراك الحقيقة الماثلة التي يقابلنا وجه من وجوهها، ولا نرى منها إلا بعض حالاتها..

2ـ إنهم عليهم السلام هم وجه الله الذي نعرف ثبوت صفاته تعالى بهم، ومن خلالهم، فنطلق عليها أسماءها.. لأننا لا نعرف منها إلا الأسماء.. ولا نعرف الكنه والحقيقة، وذلك على حد قوله تعالى: {اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ} [ الآية 1 من سورة العلق].. وقوله: {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.. ونحو ذلك مما يشير إلى أن ما نعرفه هو الأسماء، ولا ندرك المعاني إلا بتخيل ما تشترك معه في الاسم..

فنحن من أبواب صفاته تعالى نأتيه، فنأتي إليه من باب صفة الرحيمية تارة، ومن باب صفة الشافي أخرى، ومن باب صفة الخالق، أو الجبار، أو الكريم، أو.. أو.. ثالثة، ونطلب حاجاتنا منه تعالى، ونطرق باباً من هذه الأبواب، بحسب طبيعة الحاجة التي نريدها منه سبحانه وتعالى..

3ـ إنهم عليهم السلام نور وجه الله، ونور وجهه تعالى هو الذي يدخل الضوء في عمق وجود الأشياء، فيصبح لها ضوء نابع من عمق ذاتها «وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء»..

وقد قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا} [ الآية 5 من سورة يونس].

فأهل البيت عليهم السلام هم نور صفات الله الذي أضاء له كل شيء..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.