أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-08-2015
3437
التاريخ: 4-08-2015
3498
التاريخ: 19-3-2022
1855
التاريخ: 2-08-2015
3756
|
بما أن شهر رمضان أقبل ، فإن عليكم جميعاً واجب التبليغ بعد التفقه ، خاصة في هذا العصر ، امتثالاً لقوله تعالى : وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ . ( سورة التوبة : 122 )
إن الحاجة إلى التبليغ والإنذار في زماننا لا تحتاج إلى بيان ، فقد كثر إلقاء الشبهات ، ومحاولات تضعيف مباني العقائد المقدسة ، فوجب على كل طالب علم انتسب إلى صاحب الزمان عليه السلام أن يبذل جهده في أداء واجبه .
شهر رمضان شهر الله تعالى ، وكل ما هو موجود وكل ما هناك فهو من الله ، وعند الله ، وإلى الله . . وفي هذا الكلام لا مثلَ ، ولا شبيهَ ، ولا نظير .
ترى كيف ينال ما عند الله تعالى ؟
إن الذي يريد منكم أن يدعو الناس في شهر رمضان إلى الله تعالى لينالوا ما عنده ، يجب أن يعرف طريق الدعوة إلى الله عز وجل .
لقد قلتم كثيراً وتقولون كثيراً ، ولم تحصلوا على النتيجة المطلوبة في الناس !
فلا بد أن تعرفوا السبب والمشكلة ، لا بد من معرفة الداء ، ثم معرفة الدواء . . لماذا لا يؤثر الكلام ونشاطات التوعية في الناس ؟ ! السبب أن لكل قفل مفتاحاً ولكل بيت باباً ، ونحن ضيعنا الباب ، ولم نعرف المفتاح !
نقل الشيخ المفيد والشهيد وصاحب المزار الكبير أعلى الله مقامهم ، هذه الزيارة ، وكل عبارة منها مَعْلَم هداية ، إحدى فقراتها تقول : السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه . ( المزار للشهيد الأول رحمه الله ص 203 )[1]
يكفي لأهل التعمق أن يتأملوا في هذه العبارة ، ففيها نفي وإثبات ، وفي نفيها حصر مطلبي ! أولاً ، ماذا يعني باب الله ؟ من هذا الذي أتى الله به إلى هذا العالم في مثل غد ؟ تاريخ ولادته ( ن . و . ر . ) واسمه في القرآن نور ، وصفته في الأحاديث : نور الأنوار !
باب الله الذي لا يؤتى إلا منه . . والتعبير بباب الله تعالى ، ليس خطأ ولا مبالغة فإن فقه أحاديث أهل البيت عليهم السلام هو الفقه الأكبر .
باب الله . . أضيف الباب إلى هذا الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا ! فباب الله يعني : باب الرحمن ، وباب الرحيم ، وباب العليم ، وباب الحكيم ، وباب الباسط ، وباب الرازق . . وتمام الألف خصوصية وخصوصية المنحصرة في ذاته المقدسة ، والتي لا تنال إلا عن هذا الطريق .
إذا أردتم أن تعرفوا الناس على الله تبارك وتعالى ، فعرفوهم على وليه وحجته وباب معرفته ، الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه ، وأينما عقدتم مجلساً ، في مدينة أو قرية ، فنوروا مجلسكم بذكره واسمه الشريف ، ووجهوا القلوب إليه صلوات الله عليه ، وافتتحوا مجلسكم بزيارة آل ياسين : سلام على آل ياسين . فمعرفة الله تعالى لا يمكن أن تحصل إلا عن طريق معرفتهم صلوات الله عليهم . اللهم صلى على محمد وآل محمد .
باب الله . . بهذه الدقة في التعبير ، والاستثناء المفيد للحصر القطعي ، وتأكيده بالنفي ، وبلفظ يؤتى المطلق المبني للمجهول ، الذي يعني أن كل آت في كل مكان في كل مقام ، من جبرئيل في الملأ الأعلى ، إلى الإنسان العادي على كرتنا الأرضية ، إنما يأتي ببركتهم صلوات الله عليهم .
قيل الكثير في الإمام المهدي عليه السلام ، وما قيل وما سيقال ، إنما هو ألف باء في سفر مقام قائم آل محمد صلوات الله عليه .
وما قيمة ما قيل ويقال أمام قول الله تعالى لنبيه في الإمام المهدي في حديث المعراج : وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا ، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي ، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي ، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ، ذلك وليي حقاً ، ومهديُّ عبادي صدقاً ) .[2] فتأملوا مَن هو القائل ؟ الله عز وجل . ومَن المخاطب ؟ ! سيد الكائنات والشخص الأول في العالم صلى الله عليه وآله . ومَن هو موضوع الكلام ؟ ! الإمام المهدي الموعود أرواحنا فداه .
وتأملوا متى كان زمان الخطاب ؟ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . وأينَ كان مكان الخطاب ؟ : ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى . فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ( سورة النجم : 8 - 9 ) حيث لا يصل إليه ملك مقرب ولا نبي مرسل !
إن هذا المديح الإلهي يشتمل على عشرة مطالب ، يعلم عمقها قائلها تبارك وتعالى ، ويفهمها سيد رسله الذي خاطبه بها صلى الله عليه وآله ، أما نحن فإن استطعنا أن نعالج بأفهامنا عبارة واحدة منها فهو أمر كبير ! وأنى لنا بأعماقها وحقائقها ولطائفها ؟ !
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله : وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ، وهذا هو المطلب الأول المتعلق بالله تعالى ، والذي يخشع عنده الفهم والعقل ! فإن المعارف الإلهية عدة كلمات تتلخص ب ( سبوح ، قدوس ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ) .
وعندما أراد الله تعالى أن يخلق آدم عليه السلام أخبر الملائكة : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ . ( سورة البقرة : 30 )
أما السر الذي قال عنه تعالى : إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ، فقد بينه لمن يفهم أسراره فقال لنبيه صلى الله عليه وآله في معراجه : وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي . وبذلك تعرف مقام ذلك الشخص العظيم الذي به يعمر الله أرضه بذكره ! هذا هو المطلب المرتبط بالإمام المهدي عليه السلام مما يتعلق بالله تعالى وتقديسه .
والمطلب الثاني : وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي . ففي عالم الخلق خطان صعودي ونزولي ، أولياء الله وأعداؤه . وغرض الله تعالى من خلق الإمام المهدي عليه السلام هذا الجوهر الفريد في مخلوقاته ، إعمار الأرض بتنزيهه وتقديسه ، هذا ما يتعلق بذاته المقدسة ، وأن يطهرها به من أعدائه ، وأن يورثها به لأوليائه !
والمطلب الثالث : وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا .
سبحان الله ، من هو الإمام المهدي ؟ وماذا أودع في شخصيته من قدرة وأسرار حتى صار تحقق علو كلمته العليا به ؟ ! وتحقق سفول كلمة الكفر السفلى به ؟ !
والمطلب الرابع : وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي . ولا يتسع الوقت لشرح هذه الفقرة ، لكنا نلاحظ أنه تعالى استعمل إلى هنا لفظ ( بِهِ ) ، ثم استعمل لفظ ( له وإياه ) ، والله يعلم ماذا قال الله تعالى في هذه الباء واللام ، وماذا فهم منهما النبي صلى الله عليه وآله . والله يعلم أي يوم سيكون ذلك اليوم الذي سيظهر فيه ما قاله الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله عن وليه المهدي صلوات الله عليه ؟ !
إن العلماء الحكماء القرآنيون وحدهم يفهمون معنى : وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي ، وليس الحكماء بالفلسفة اليونانية أو الغربية !
إنها كل الذخائر المعنوية والمادية ، ذخائر عالم الملك والملكوت ، وكنوزهما ومكنوناتهما ، يظهرها الله لوليه وحجته المهدي عليه السلام ! فأين منها ذخائر الأكاسرة والقياصرة والفراعنة ، وملوك الأرض وأغنياؤها ؟ ! إنها ذخائر الأنبياء والأوصياء ودفائن السفراء عليهم السلام ، يجمعها الله ويظهرها له !
وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي . والسر والواحد منها لا ينهض بتحمله العالم كله ، فكيف بجمعها ؟ ! فأي قلب قلب الإمام المهدي عليه السلام الذي يتحمل أسرار رب العالمين عز وجل ؟ ! نعم هذا هو إمام الزمان أرواحنا فداه !
وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني . . وإنفاذ أمر الله تعالى يعني به قوله تعالى : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . ( سورة يس : 82 ) فخزانة ذلك الأمر قلب صاحب الزمان عليه السلام !
ذلك وليي حقاً . . وصفة حقاً هنا لا بد أن تتناسب مع قائلها وموضوعها !
ومهديُّ عبادي صدقاً . . أي هو المهدي من عبادي بالهداية الخاصة الكاملة !
لقد بدأ كلام الله تعالى عن وليه المهدي باسم ( القائم ) وختم باسم ( المهدي )
وكلاهما من ألقابه الخاصة عليه السلام ولهما دلالات ، وفيهما أسرار !
وهذا الحديث الذي رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة ، يفسر معنى لقب المهدي عليه السلام وعسى أن نتوفق في فرصة أخرى لشرحه وفهم بعض لطائفه وإشاراته ، فقد سأل أحدهم الإمام الصادق عليه السلام : لأي شئ سمي المهدي ؟
قال : لأنه يهدي إلى كل أمر خفي ، وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم .[3]
يهدي إلى كل أمر خفي . . وكل أداة عموم ، وأول خفي على البشر الله تعالى : كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف . ( رسائل الكركي : 3 / 159 )[4] فهو يشمل كل أمر خفي من أعلى الوجود إلى أدناه ، فهو هاد في كل هذه الدائرة ! وهذا البعد العلمي لشخصيته عليه السلام .
أما معنى قيامه عليه السلام فنكتفي بقول الإمام الصادق عليه السلام : إنه يقوم بأمر عظيم !
هذا هو صاحب الزمان ، ولي العصر ، وصاحب الأمر ، وقطب الوجود ، وقوس العالم !
وختام الكلام ، وعصارة هذه النص الشريف : أن كل ما جاء به الأنبياء عليهم السلام من آدم عليه السلام إلى الخاتم صلى الله عليه وآله ، وكل ما حمله وتحمله الأوصياء من شيث إلى أبي محمد الحسن العسكري عليهم السلام ، فإنما تتحقق فعليتها ويتجلى ظهورها علمياً وعملياً بظهور الإمام المهدي أرواحنا فداه .
اللهم صل وسلم على وليك صاحب الزمان وخليفة الرحمان
عددَ ما في علمك ، صلاةَ دائمة بدوام ملكك وسلطانك .
[1] في المزار للشهيد الأول رحمه الله ص 203 : ( زيارة سيدنا ومولانا حجة الله الخلف الصالح أبي القاسم محمد المهدي صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه ، بسر من رأى : فإذا وصلت إلى حرمه بسر من رأى فاغتسل والبس أطهر ثيابك ، وقف على باب حرمه عليه السلام قبل أن تنزل السرداب وزر بهذه الزيارة فقل :
السلام عليك يا خليفة الله وخليفة آبائه المهديين . السلام عليك يا وصي الأوصياء الماضين . السلام عليك يا بقية الله من الصفوة المنتجبين . السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين . السلام عليك يا ابن الأنوار الظاهرة . السلام عليك يا ابن الأعلام الباهرة . السلام عليك يا ابن العترة الطاهرة . السلام عليك يا معدن العلوم النبوية . السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه . السلام عليك يا سبيل الله الذي من سلك غيره هلك . السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى . السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى . . الخ . وقد تقدمت الزيارة في موضوع معرفة الإمام المهدي عليه السلام بالنورانية .
[2] في أمالي الصدوق رحمه الله ص 731 : ( حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعد الخفاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومن السدرة إلى حجب النور ، ناداني ربي جل جلاله : يا محمد ، أنت عبدي وأنا ربك ، فلي فاخضع ، وإيايَ فاعبد ، وعليَّ فتوكل ، وبي فثق ، فإني قد رضيت بك عبداً وحبيباً ورسولاً ونبياً ، وبأخيك علي خليفةً وباباً ، فهو حجتي على عبادي ، وإمام لخلقي ، به يعرف أوليائي من أعدائي ، وبه يميز حزب الشيطان من حزبي ، وبه يقام ديني ، وتحفظ حدودي ، وتنفذ أحكامي ، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي ، وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا ، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي ، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي ، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ، ذلك وليي حقاً ، ومهديُّ عبادي صدقاً ) . ( وعنه في البحار : 18 / 341 ، و : 23 / 128 ، و : 51 / 66 )
[3] في الغيبة الشيخ الطوسي رحمه الله ص 471 : ( عنه ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي ، عن أبي سعيد الخراساني قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : المهدي والقائم واحد ؟ فقال : نعم . فقلت : لأي شئ سمي المهدي ؟ قال : لأنه يهدي إلى كل أمر خفي ، وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم ) . انتهى .
ومعنى قوله ( لأنه يقوم بعدما يموت ) أن غيابه عليه السلام عند الناس كموته ، أو موت ذكره .
وفي علل الشرائع : 1 / 161 : ( حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبد الله بن المغيرة عن سفيان بن عبد المؤمن الأنصاري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : أقبل رجل إلى أبي جعفر عليه السلام وأنا حاضر فقال : رحمك الله إقبض هذه الخمسمائة درهم فضعها في موضعها فإنها زكاة مالي ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين ، وفي إخوانك من المسلمين ، إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمن ، البر منهم والفاجر ، فمن أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله ، فإنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي ، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية ، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان ، وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها ، فيقول للناس تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء ، وركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئاً لم يعط أحدا كان قبله . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وهو رجل مني اسمه كاسمي يحفظني الله فيه ويعمل بسنتي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً ، بعدما تمتلئ ظلماً وجوراً وسوءاً - وشراً - ) . انتهى . ورواه النعماني في كتاب الغيبة ص 237 وفي الخرائج والجرائح للراوندي : 2 / 862 : ( وعن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي جميلة المفضل بن صالح ، عن جابر بن يزيد قلت لأبي جعفر عليه السلام : لأي شئ سمي المهدي ؟ قال : لأنه يهدي لأمر خفي ، يبعث إلى الرجل من أصحابه لا يعرف له ذنب فيقتله ) .
وفي مصنف عبد الرزاق : 11 / 372 : ( أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر عن مطر ، قال كعب : إنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر قد خفي ، قال : ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية ) .
وفي البحار : 52 / 390 : ( عن الإمام الباقر عليه السلام قال : إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي ، حتى أنه يبعث إلى رجل لا يعلم الناس له ذنبا فيقتله ، حتى أن أحدهم يتكلم في بيته فيخاف أن يشهد عليه الجدار )
[4] لم أجد سنداً للحديث القدسي المشهور على الألسن : ( كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخق لكي أعرف ) . ويظهر أن الأستاذ يقبله ، وكذا عدد من علماء الشيعة والسنة الذين ذكروه وارتضوه ، وبعضهم نسبه إلى الله تعالى على أنه حديث قدسي ، كالمحقق الكركي رحمه الله في رسائله : 3 / 159 ، قال : ( ويؤيد ذلك الحديث القدسي ( كنت كنزا مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأن أعرف ) . وابن أبي جمهور رحمه الله في غوالي اللئالي : 1 / 55 ، والمجلسي رحمه الله في البحار : 84 / 199 و 344 ، والسبزواري رحمه الله في شرح الأسماء الحسنى : 1 / 37 ، قال ( ومن الخفيات مقام الخفي من مقامات النفس مقام الخفا المشار إليه بقوله : كنت كنزاً مخفيا فأجبت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )
وكذلك الآمدي من علماء السنة في الإحكام : 1 / 13 ، قال : ( قال عليه السلام حكاية عن ربه : كنت كنزاً لم أعرف ، فخلقت خلقاً لأعرف به ) وغيرهم . وقد أنكره بعضهم .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|