تعد جغرافية المدن من الفروع الحديثة نسبياً في مجال الجغرافية البشرية والتي تهتم بصفة رئيسية بدراسة المدينة ، وهي تركز علي الاهتمام بإبراز الملامح الوظيفية وأنماط استخدام الأرض وتفسير توزيع هذه الأنماط ، كما تركز علي دراسة العلاقة بين الإنسان والأرض ثم تحليل هذه العلاقات وتحديدها زماناً ومكاناً ، ولا يتم هذا التحديد لشخصية المدينة إلا بعد دراسة تفصيلية لنشأتها وموقعها وموضعها والعوامل التي أثرت في هذا الموضع، بالإضافة إلي شكلها ومظهرها الخارجي وتركيبها الداخلي ووظائفها واستخدام الأرض بها ، علاوة علي دراسة سكانها ومشاكلها ، ثم دراسة العلاقة بين عمران المدينة وتركيبها الوظيفي ونشاطها السكاني وإيضاح الطابع الحضري الذي يميز مدينة عن أخرى ، هذا وقد نالت المدينة اهتمام المتخصصين في مختلف فروع المعرفة وبخاصة الجغرافية في النصف الثاني من القرن العشرين لتصبح علماً قائماً بذاته وبعد أن أدخلت عليها إضافات جذرية من حيث الكم والكيف معاً ولتتحول إلي أكثر الموضوعات الجغرافية حيوية نظراً لارتباطها بالمشكلات الحضرية المعقدة والتي تواجهها المجتمعات المعاصرة.