أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-07
412
التاريخ: 2024-08-13
550
التاريخ: 2024-08-17
403
التاريخ: 2024-07-21
503
|
السؤال : أود أن أطلعك على صفحة ـ يبدو أن الوهابية وراء ذلك ـ قد جمعوا فيها، بين أقوال من لا يمسك لسانه إلا الموت، وبين أقوال من لا يفهمونه لجهلهم بلغة العرب..
إنهم قد جمعوا أقوال خطباء شيعة، ومقتطفات من الكتب، وحتى اللطميات، وفي الحقيقة إذا كان لديكم معرفة في بعض أولئك الذين لا يتورعون ويطلقون كلامهم دون أن يدركوا مدى خطورة كلامهم..
واحد منهم: في ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام، يقول: إن المسيح عيسى يتشرف أن يكون عبداً لعلي بن أبي طالب..
والثاني: أن الله لولا علي لم يخلق محمداً ولولا فاطمة لم يخلق علياً ومحمداً. وفاطمة هي سبب الخلق، وحدِّث ولا حرج، من فلتات لسان هؤلاء، لا أدري ماذا سيقولون لله يوم القيامة..
إنهم يظنون أنهم يحسنون إلى أهل البيت عليهم السلام، ولكن لا يعلمون أن أمثالهم كمحب غال..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الجواب : بالنسبة إلى أسئلتكم نقول :
1 ـ إن ما يرد في الأشعار الشعبية واللطميات، لا يعبر عن الخصوصيات العقائدية للمذهب، لأن ذلك يصدر عن أناس لم يقل أحد بعصمتهم، ولا هم من العلماء بالدين، والعارفين بخصائصه، والمدققين في مزاياه..
2 ـ إنني لا أظن أن الذي قال عن المسيح عليه السلام: إنه يتشرف بأن يكون عبداً لعلي بن أبي طالب عليهما السلام، كان يقصد بذلك أن المسيح عليه السلام، يعبد علياً عليه السلام، لأن هذا من الشرك والكفر، نعوذ بالله منه..
كما أنه لا يقصد العبودية بمعنى المملوكية له، على حد ملك السيد لعبده ورقيقه..
وإنما يقصد: أنه يفتخر أن يكون في خدمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، كما كان الإمام علي عليه السلام يقول: «أنا عبد من عبيد محمد..»(1).
أو كما يقول الإنسان للعالم، أو للرجل الكريم المسن: أنا في خدمتك، ورهن إشارتك. فإن هذا، إن كان على الحقيقة فهو راجح وصحيح، وإن كان على سبيل التواضع فهو أمر محبوب، ومرغوب أيضاً.. وهو من مفردات عظمة المتواضع، ومن دلائل كرامة من يتواضع له..
وقد يكون المقصود هو بيان أنه يجب على المسيح أن يطيع أوامر الإمام علي عليه السلام، كما يجب علينا إطاعته، وكما يطيع الولد أباه، والعبد سيده.. بل يجب أن يطيع حفيد الإمام علي عليه السلام، حيث إنه سوف ينزل في آخر الزمان، ويكون مع قائم آل محمد، يطيع أوامره، ويكون في خدمته..
3 ـ وأما بالنسبة للحديث القدسي، الذي يقول: «لولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»(2).. فلا أرى فيه أي إشكال لو فهم في سياقه الطبيعي..
إذ إننا لو نظرنا إلى جسد إنسان، فسنرى أنه لولا الرأس فإن الجسد لا يقدر على أداء وظيفته رغم وجود القلب والرئتين، وإذا فقد القلب، فلا يفيد وجود الرأس شيئاً في تمكين الجسد من تأدية وظائفه، وكذلك الحال لو فقدت الرئتان..
وهكذا يقال بالنسبة للحديث الوارد، فإن عمل النبي صلى الله عليه وآله لا يكتمل, ولا يحقق المراد الإلهي الأقصى، بدون الإمام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام، وعملهما عليهما السلام، لا يكفي إلا بوجود رسول الله صلى الله عليه وآله. فالحكمة الإلهية تقتضي وجود الثلاثة: النبي محمد، والإمام علي، والسيدة فاطمة صلوات الله عليهم أجمعين، ليمكن تحقيق الغاية، وإنجاز المراد..
4 ـ وأما حديث لولاك لما خلقت الأفلاك..(3) ، فهو واضح المعنى أيضاً، فإن جميع قضايا الحياة تقريباً قائمة على هذه المعادلة..
فإن الله الحكيم العليم لا يفعل إلا ما يوافق الحكمة، ويوافق الغرض، وهذا معناه أنه لا يخلق الخلق عبثاً، بل لا بد من غاية وهدف تتناسب مع عظمة الله سبحانه، ومع عظمة هذا الخلق، ومع دقة صنعه أيضاً، فالله الحكيم العليم القادر، لا يخلق الخلق ليجسد فيه النقص، والتلاشي، والفساد، بل ليتجلى فيه الكمال بأبهى، وأتم، تجلياته..
ومن الواضح: أن الكمال الذي يستحق أن يظهر، ويبرز بواسطة هذا الخلق، ليس هو إلا كمال رسول الله وأهل بيته الطاهرين..
إذ ليس في الفراعنة، والأبالسة، والشياطين، والمجرمين، والأشرار، أي كمال، وأما بعض مظاهر الكمال في سائر المخلوقات، فهي لا تستحق خلق هذا الوجود.. إذ إن كل كمال دون كمال رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام لا يستحق الاهتمام، لأنه مشوب بالنقص..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
______________
(1) الكافي ج1 ص90 والاحتجاج ج1 ص313.
(2) مجمع النورين ص14 عن بحر المعارف .
(3) مستدرك البحار ج3 ص168.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|