تستذكر المواكب العزائية الكربلائية في اليوم الثامن من شهر محرم الحرام، شجاعة الفتى الهاشمي القاسم بن الإمام الحسن (عليهما السلام) ووفاءه وتضحياته في واقعة الطف الأليمة. وتشهد الطرق المؤدية إلى مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) ومداخل المدينة القديمة ووصولًا إلى الرحاب الطاهرة، توافد المواكب الحسينية لإحياء فاجعة المصاب، في تقليد سنوي حرصت عليه مواكب العزاء. وفي أثناء مسيرة المواكب العزائية صدحت حناجر المعزين بمآثر القاسم وما قدّمه في يوم عاشوراء، واستشهاده بين يدي عمّه الإمام الحسين (عليه السلام)، مستذكرة شجاعة هذا الفتى الهاشمي وموقفه البطولي في الدفاع عن القضية الحسينية وثوابتها. إحياء المواكب الكربلائية لمراسم العزاء تقليد عزائي اعتادت عليه منذ مئات السنين، إذ يخرج أصحاب المواكب في مسيرات عزائية خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام.

وتشهد العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية توافد حشود كبيرة من المؤمنين من داخل العراق وخارجه؛ للمشاركة في إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، وترتفع أصوات المعزين بالهتافات الحسينية، التي تجسد معاني العزاء والوفاء لأهل البيت (عليهم السلام) وسيرتهم العطرة وتعاليمهم السامية.