ناقش الباحث الدكتور الشيخ أحمد علي الخفاجي في بحث افتتاح مؤتمر الإمام الحسن (عليه السلام) الثاني ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي (الأبعاد التربوية لمنهج الإمام الحسن -عليه السلام- في بناء الفرد والأمة). وجاء في ملخص البحث أنّه "مما لا يخفى أنّ الإسلام هو الرسالة الخاتمة لجميع الرسالات، فهو شمس الهداية للناس جميعًا، حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، لذلك فالإسلام يعمد إلى تنظيم علاقة الإنسان بربه، كما ينظم علاقته بمن حوله من الناس وما حوله من الأشياء، ويكفل تطبيقه السعادة في الدنيا والآخرة".

وقال الشيخ الخفاجي إنّه "إذا كان الإسلام بهذه الصفة فإنّه من البديهي أن يكون متضمنًا لكل ما تحتاج إليه البشرية من مقومات وأسس، ولعل أبرز ما تحتاج إليه البشرية من تلك المقومات هي التربية التي تُعد من أهم مقومات الشخصية الإنسانية، وهذا ما نراه في فطرته التي تبحث عن كل ما فيه خير وصلاح، والشريعة الإسلامية المقدسة كان لها تأكيد كبير على الأخلاق والتربية عبر الآيات المباركة والأحاديث الشريفة، فضلاً عن سيرة الأنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام) في المجتمع، وهذا ما نراه بأدنى تأمل لنصوص الشريعة الإسلامية، والقرآن كان الإمام الذي يهدي من اتبعه وتمسك بتعاليمه، إذ قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) وغيرها من الآيات الشريفة". وأضاف "تضمنت السنة الشريفة موروثًا كبيرًا وعظيمًا من الأحاديث الشريفة في هذا الباب من أبواب المعرفة الإنسانية عن طريق النبي والأئمة (صلوات الله عليهم)، وخصوصًا التربوية التي كانوا يحدثون بها الأمة، ويقومون بتربية أصحابهم عليها، لتكون منهاجًا علميًّا وعمليًّا في ذلك، ومن أولئك الأئمة المهديين الذين كان ذلك هو الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، الذي كانت حياته مليئة بالمعارف التربوية والأخلاقية، وهذا ما يمكن رؤيته بأدنى تأمل في تراثه العلمي الكبير، التي تؤكد جميعها مقام الإنسان ومنزلته في المنهاج التربوي الإسلامي، وكانت سيرته (عليه السلام) ترجمان لذلك، فقد رأيناه في أعلى مكارم الأخلاق مع أصحابه وأعدائه، وهو يؤدي رسالته في المجتمع الإسلامي، فضلاً عن مقام خلافته لله تعالى في عبادته، ونحاول في هذه الورقة البحثية أن نتناول بعضًا من عبادته وتواضعه وأخلاقه، ونبين تلك الأبعاد التربوية في منهاجه الإصلاحي لبناء الفرد والأمة".