ناقشت الباحثة فاطمة ميثم مصطفى من جامعة النهرين، أثر المرجعية الدينية في التعبئة الوقائية لمنع انهيار الدولة. جاء ذلك ضمن فعّاليات الجلسة البحثية الثالثة لليوم الثاني التي ترأّسها الدكتور طارق عبد الحافظ عدنان، لمحور (المرجعية الدينية والتنمية المستدامة) من المؤتمر العلميّ الأوّل حول فتوى الدفاع الكفائيّ، الذي تقيمه فرقة العباس(عليه السلام) بالتعاون مع كلّية العلوم السياسية بجامعة بغداد، تحت شعار (الدفاع الكفائي عقدٌ من العطاء والبناء)، في العتبة العبّاسية المقدّسة. وقالت مصطفى، "تنطلق الدراسة من إشكاليةٍ مفادها أن المرجعية الدينية في العراق تُعدّ من أبرز الفاعلين السياسيين والاجتماعيين المؤثّرين على مسار الأحداث في البلاد، خصوصاً في المراحل الحرجة والأزمات التي مرّت بها البلاد، وإحدى هذه الفتاوى المؤثّرة كانت فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الدينيّ علي السيستاني في 2014، والتي دعت إلى تعبئة الشعب العراقي للدفاع عن البلاد في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي".

وأضافت "اعتمدت الدراسة على فرضيةٍ مفادها إبراز دور المرجعية الدينية في العراق كفاعلٍ سياسيّ واجتماعي مؤثّر، والكشف عن آليّات توظيف الخطاب الديني في التعبئة الوقائية لمنع انهيار الدولة العراقية، من خلال دراسة فتوى الجهاد الكفائي كأنموذج، كما تسعى إلى تقييم مدى نجاح هذه التعبئة في الحفاظ على استقرار الدولة وتماسكها في مواجهة التحدّيات التي واجهتها". وأشارت الباحثة إلى أنه "تكتسب دراسة المرجعية الدينية العُليا في العراق أهمّيةً بالغة، لكونها فاعلاً سياسياً واجتماعيّاً مؤثّراً، وفهم آليّات الاستخدام الدعوي والتعبوي للفتاوى الدينية في السياق السياسيّ والأمنيّ، وتقييم مدى نجاح هذه التعبئة الوقائية في الحفاظ على استقرار الدولة العراقية وتماسكها".