قدّم الباحثان المدرّس المساعد يحيى السلطاني من جمعية العرب لحقوق الإنسان، والأستاذ الدكتور قاسم شعيب عباس من كلّية العلوم السياسية في جامعة النهرين، بحثاً ناقش تأثير فتوى السيد السيستاني في اختيار أسلوب القتال بعد عام 2014. جاء ذلك ضمن فعّاليّات الجلسة البحثيّة الثَّالثة الّتي ترأّسها الدّكتور أحمد الميّالي لمحور (فتوى الدّفاع الكفائي والاستجابة الشعبيّة والوطنيّة) من المؤتمر العلمي الأوَّل عن فتوى الدّفاع الكفائي، الّذي تقيمه فرقة العبّاس(عليه السّلام) بالتعاون مع كليّة العلوم السّياسيّة في جامعة بغداد، تحت شعار (الدّفاع الكفائي عقد من العطاء والبناء) في العتبة العبّاسيّة المقدّسة.

وتناول الباحثان في المحور الأوّل من البحث الموقف السياسي المؤثّر في إصدار الفتوى، إذ انطلق هذا المحور من الظروف السياسيّة التي شهدها العراق في الفترة ما بعد خروج القوّات الأميركية في 31/ 12/ 2011، والعوامل التي أثّرت في إصدار الفتوى من خلال تناول الموقف العسكريّ العام وتوزيع القطعات. كما تطرّق المحور الأوّل إلى الموقف القتالي للقيادات والتشكيلات، وكيف لعب ضعف الخبرة والتوزيع والقيادة والفساد دوراً بالمساهمة في ذلك، إضافة إلى المناكفات السياسية والتآمر الدوليّ والمحلّي دوراً في إضعاف دور المؤسّسة العسكرية، ممّا شكّك الرأي العام العراقيّ في قدرة الجيش على القيام بواجباته بعد انتشار الأخبار والدعايات حول الحالة. فيما تناول المحور الثاني الحرب الثورية وأساليبها، ويقصد بالحرب الثورية هي الأساليب العسكرية التي تقوم على أساسٍ منطقيّ غير منظّم بسبب الظروف التي تحيط بالمجموعة القتالية، باستخدام أساليب مبتكرة مطوّرة غير متوقّعة ولا تستند إلى قواعد ثابتة، إذ توزّع هذا المحور على فرعين هما أساس الحرب الثورية وأساليب الحرب الثورية ونماذجها. أما المحور الثالث من البحث فقد تناول أسلوب القتال الجديد في مواجهة الإرهاب الداعشي، إذ تطرّق هذا المحور إلى الأسلوب الذي اتّخذته القوّات الأمنية في التصدّي لمَوجات الإرهابيّين واستراتيجية العدوّ التي ساعدت في نضوج تجربة المجاهدين، وأسباب اتّخاذ هذا الأسلوب هي دراسة أسلوب العدوّ ودراسة استراتيجية المواجهة.