المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ابن زنون و التحف والطرف  
  
582   10:51 صباحاً   التاريخ: 2024-05-11
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:15-16
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

وقال الأديب أبو الحسن ابن زنون : وقع بيدي وأنا أسير بقيجاطة

أعادها الله تعالى  دار إسلام كتاب ترجمة كتاب التحف والطرف لابن

عفيون فوجت فيه: قال الحسين بن الضحاك :

ما كان أحوجي يوما إلى رجل          في وسط ألف دينار على فرس

في كفه حربة يفري الدروع بها          وصارم مرهف الحدين كالقبس

فلو رجعت ولم أظفر بمهجته             وقد  خضبت ذباب الصارم الشكس

فلا اغتبطت بعيش وابتليت بما            يحول بينيي وبين الشادن الأنس

ووقف على هذه القطعة أبو نواس فقال :

ما كان أحوجيني يوما إلى خنث                      حلو الشمائل في باق من الغلس

في كفه قهوة يسبي النفوس بها                          محكم الطرف للألباب مختلس

فلو رجعت ولم أظفر بتكته                                 وقد رويت من الصهباء كالقبس

فلا هنيت بعيش وابتليت بما                                يكون منه صدود الشادن الأنس

هذا ألذ وأشهى من منى رجل                                في وسطه ألف دينار على فرس

ووقف على ذلك الوزير أبو عامر ابن يتق فقال :

ما كان أحوجي يوما إلى رجل                 يردد الذكر في باق من الغلس

في حلقه غنة يشفي النفوس بها                  وفي الحشا زفرة مشبو به القبس

فلو رجعت ولم أوثر تلاوته                      على سماع غناء الشادن الأنس

 

                                              15

فلا حمدت إذن نفسي ولا أعتمد ت                       بي النجائب قصد البيت والقدس

ولا أسلت بقبر المصطفى مقلا                            تبكي عليه بهماي الدمع منبجس

فوقفت على ذلك يقول ابن زنون فقلت : وكل يتفق مما عنده ومن عجائب الله أنه عند فراغي من كتب هذه القطعة وصل الفكاك إلي وحل قيودي

وأخرجني إلى بلاد المسلمين وهي :

ما كان أحوجي يوما إلى رجل                  يأتي فينبهني في فحمة الغلس

يفك قيدي وغلي غير مرتقب                    ولا مبال  من الحجاب والحرس

وقوله لي تأنيسا وتسلية                         هذا سلاحي فالبسه وذا فرصي

فو جبنت ولم أقبل مقالته                        وأمتطي الطرف وثبا فعل مفرس

إذن خلعت لباس المجد من عنقي                وصار حظي منه حظ مختلس

وأخلفتني أماني الي طمحت                       نفسي إليها وإحسان لكل مسي

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.