المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تبادل الحمل في الزيتون
2024-01-03
حكم المستحاضة إذا فعلت ما يجب عليها
27-12-2015
الهمزة ـ هَلْ ـ لَوْ
20-4-2020
الفيروسات التي تصيب العنب
3-7-2018
كورنبرج r.d.kornberg
11-5-2016
بريدة بن الحصيب الأسلمي (ت / 62هـ)
24-12-2015


ابن اللبانة يزور المعتمد بأغمات  
  
654   10:45 صباحاً   التاريخ: 2024-05-11
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:96-97
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-15 3361
التاريخ: 2024-05-11 655
التاريخ: 7/12/2022 1489
التاريخ: 17-3-2022 2440

ابن اللبانة يزور المعتمد بأغمات

وقال ابن اللبانة : كنت مع المعتمد بأغمات فلما قاربت الصدر

وأزعمت صرف حيله واستنفد ما قبله وبعث إلي مع شرف الدولة

ولده _ وهذا  من بينه أحسن الناس سمتا وأكثرهم صمتا تخجله اللفظة

وتجرحه اللحظة حريص على طلب الأدب مسارع في اقتناء الكتب مثابر

على نسخ الدواوين مفتح فيها من خطه زهر الرياحين _ بعشرين مثقالا مرابطية

وثوبين غير مخيطين وكتب معها أبياتا منها:

إليك النزر من كف الأسير        وإن تقنع تكن عين الشكور

                                    أأ

 

 

 

تقبل   ما   يذوب   له   حياء                   وإن عذرته حالات الفقير

فامتنعت من ذلك عليه  وأجبته بأبيات منها :

تركت هواك  وهو شقيق ديني          لئن شقت برودي عن غدور

ولا    كنت  الطليق   من  الرزايا      إذا   أصبحت أجحف  بالأسير

جذيمة أنت والزباء خانت                  وما أنا من يقصر عن قصير

تصرف في الندى حيل المعالي              فتسمح من قليل بالكثير

وأعجب منك أنك  في ظلام                  وترفع للعفاة منار نور

رويدك سوف توسعني سرورا               إذا عاد ارتقاؤك للسرير

وسوف تحلني رتب المعالي                  غداة تحل في تلك القصور

تزيد على ابن مروان عطاء                   بها وأزيد ثم على جرير

تأهب أن تعود إلى طلوع                      فليس الخسف ملتزم البدور

وأتبعتها أبياتا منها:

حاش لله أن أجيح كريما                     يتشكى فقرا وقد سد فقرا

وكفاني كلامك الرطب نيلا                    كيف ألغي درا وأطلب تبرا

لم تمت إنما المكارم ماتت                     لا سقى الله بعدك الأرض قطرا

ورأى ابن  اللبانة  أحد أبناء المعتمد وهو غلام وسيم وقد اتخذ الصياغة

صناعة  وكان يلقب أيام سلطانهم من الألقاب السلطانية بفخر الدولة فنظر إليه

وهو ينفخ الفحم بقصبة الصائغ وقد جلس في السوق يتعلم الصياغة فقال :

شكاتنا لك يا فخر العلا عظمت               والرزء يعظم ممن قدره عظما

طوقت من نائبات الدهر مخنقة                 ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما

وعاد طوقك في دكان قارعة                    من بعدما كنت  في قصر حكى إرما    كأأأأأااإ‘‘

صرفت في آلة الصواغ أنملة                    لم تدر الندى والسيف والقلما

يد عهدتك للتقبيل تبسطها                       فتستقل الثريا أن تكون فما

يا صائغا كانت العليا تصاغ له                  حليا وكان عليه الحلي منتظما

للنفخ  في الصور هول ما حكاه سوى            هول رأيتك فيه تنفخ الفحما

وددت إذ نظرت عيني إليك به                     لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى

ما حطك الدهر لما حط عن شرف                  ولا تحيف من أخلاقك الكرما

لح في العلا كوكبا إن لم تلح قمرا                   وقم بها ربوة إن لم تقم علما

واصبر فربما أحمدت عاقبة                            من يلزم الصبر يحمد غب ما لزما

و الله لو أنصفتك الشهب لانكسفت                  ولو وفى لك دمع الغيث لا نسجما

أبكى حديثك حتى الدر حين غدا                          يحكيك رهطا وألفاظا ومبتسما

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.