المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مضاعَفَة الأَجر
22-2-2018
تنظيم عمل الأحداث
23-2-2017
علم الأصوات النطقي
25-11-2018
أشخاص العناصر ليست عللا ذاتيّة بعضها لبعض
1-07-2015
المشاكل التي تواجه مزارع الأنسجة النباتية
13-6-2017
اللاتي لا ينبغي اختيارهن للاقتران
2024-01-16


طلب الولد  
  
881   09:34 صباحاً   التاريخ: 2024-04-16
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 93 ــ 95
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

حرّض النّبي الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، الشاب المتزوّج أن يطلب الولد، لأنّه زينة الحياة الدنيا، وقرة عين له وعضده وريحانته في الدنيا.

فلذلك نقرأ في القرآن الكريم إن زكريّا طلب من الله جل وعلا أن يرزقه ولداً ولا يجعله فرداً. فاستجاب الله دعاءه، فوهب له يحيى، فقال عزّ من قائل: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 89، 90].

فلمّا كان الولد الصالح هو السعادة الأبديّة للإنسان في الدنيا والآخرة، استحب طلبه من الله جل وعلا، وإن كان فقيراً لا مال له، فالله هو رازقهم. وإليك بعض الروايات كما نقلها الحر العاملي في الوسائل:

1ـ وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه ‌السلام) قال: إنّ فلاناً ـ رجل سماه ـ قال: إنّي كنت زاهداً في الولد، حتى وقفت بعرفة، فإذا إلى جنبي غلام شاب يدعو ويبكي ويقول: يا ربّ والدي والدي، فرغّبني في الولد حين سمعت ذلك (1).

2ـ وعن ابن مسكان عن بعض أصحابه قال: قال علي بن الحسين (عليه ‌السلام): من سعادة الرجل أن يكون له ولد يستعين بهم (2).

3ـ قال الصدوق: وروي أنّ من مات بلا خلف فكأن لم يكن في الناس، ومن مات وله خلف فكأنّه لم يمت (3).

4ـ وعن الكليني بسنده عن بكر بن صالح، قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه ‌السلام) إنّي اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين، وذلك أنّ أهلي كرهت ذلك، وقالت: إنّه يشتد عليّ تربيتهم لقلّة الشيء، فما ترى؟ فكتبت إليّ: اطلب الولد فإنّ الله يرزقهم (4).

5ـ وعن الرواندي عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن عيسى بن صبيح، قال: دخل العسكري (عليه ‌السلام) علينا الحبس وكنت به عارفاً.

فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإنّي نظرت فيه فكان كما قال.

ثم قال: هل رزقت من ولد؟ قلت: لا.

قال اللّهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً، فنعم العضد الولد. ثم قال:

من كان ذا ولد يدرك ضلامته  إنّ الذليل الذي ليس له ولد (5).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 15، ص 95.

2ـ المصدر السابق.

3ـ من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 157.

4ـ الكافي، ج 3، ص 82، مكارم الأخلاق، ص 116.

5ـ الخرائج والجرائح، ج 1، ص 478، حياة الإمام العسكري، ص 292، وسائل

الشيعة، ج 15، ص 98. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.