صدر حديثا عن المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، كتاب (منهج الاستدلال القرآني عند أهل البيت -عليهم السّلام- دراسة تفسيريّة). وأشرف على الإصدار مركز الدّراسات والبحوث القرآنيّة التّابع إلى للمجمع، ويمثل الكتاب الخامس من مشروع (سلسلة الرّسائل الجامعيّة القرآنيّة). وقال رئيس المجمع الدكتور مشتاق العلي إن "المجمعُ العلميُّ للقرآن الكريم يسعى إلى النّظر في الدّراسات القرآنيّة ذوات الأفكار القويمة والأصيلة؛ فبها انميازٌ عن غيرها في أنّها ترتيب صائب يتضمّن عمليّات عقليّةً تتكشّف عنها أنوار الحقائق؛ لأنّها تمتح من ينابيع الثقلين؛ المنفتحة على المناهج العلميّة الرّصينة". وأضاف أنّ "الدّراسات الّتي احتوت رؤًى وقواعدَ مؤكّدةً استند إليها العلماء الفقهاء؛ إذ إنّهم اعتمدوا تلك القواعد والرّؤى لغرض استنباط الحكم الشّرعيّ في رفقة علوم أخرى؛ وهي مقدّمة للوصول إلى تلك الاستنباطات؛ فالاستدلال بمنزلة قطب الرّحى عند الأصوليّين والفقهاء؛ فهو وَفق منظورهم نظرٌ في طريق الفقه بالإجمال وكيفيّة الاستدلال بها، وما يتبع كيفيّة الاستدلال بها؛ وكلّ ذلك من أجل توجيه وعي الباحث نحو الموضوعات المتخصّصة في الشّأن القرآنيّ الّتي تستمدّ أصولها من معارف أهل البيت (عليهم السلام)؛ لتجعلَ من الباحث متدبّرًا في مناهج البحث ومتفكّرًا في مقاصده وأهدافه؛ ممّا يؤدّي إلى أنْ يثقَ الباحثُ بما ينهله من معارفَ؛ ليتحصّلَ على وعي ثرّ، وفكر حرّ بنور المعرفة القرآنيّة".

من جانبه قال مدير مركز الدّراسات والبحوث القرآنيّة الدّكتور سعيد حميد الونّاس إنّ "وجوه الاستدلال في القرآن الكريم طلب البرهان الذي ينحو بالإنسان نحو الوعي الذي يدعو للنظر والتدبّر، لهذا لا يمكن أنْ نخوضَ في منهج الاستدلال القرآنيّ وأساليبه عند أهل البيت (عليهم السّلام) من دون إلقاء الضّوء على ينابيع الهدى لأهل البيت عليهم السّلام_ والاقتداء بهدايتهم_ وتتبّع آثارهم والسّير عليها". وأضاف أنّ "الكتاب يشير إلى توسّع دلالة مصطلح الاستدلال في القرآن الكريم الّذي جعل من آليّات المعاني تتعدّد عند العلماء والفقهاء الّذين نظروا إليه بأوسع دلالاته الّتي دلّ عليها".