أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-15
858
التاريخ: 2023-07-23
1204
التاريخ: 3-10-2016
1573
التاريخ: 11-1-2017
1826
|
وجدران هذه الحجرة الأربعة قد نُقِشت بدقة نقوشًا عمودية من الإشارات الهيروغليفية، تحتوي على فصول انتُخِبت من كتاب ما يوجد في العالم السفلي، وكتاب البوابات، وكتاب الموتى، وهي الكتب الدينية التي ترشد روح المتوفَّى في الحياة الآخرة عندما يسبح مع الشمس في سفينتها مخترقة محيط العالم السفلي، وتخترق في سياحتها «بوابات» جهنم المخيفة، أو حقول القربان، وقبالة باب هذه الحجرة لوحة رُسِمت على هيئة الباب الوهمي الذي تخرج منه روح «كا» «سنموت»، ثم تعود منه ثانية بعد أن تتنزه في عالم الدنيا كل يوم؛ ونجده كذلك مرسومًا مع إخوته وزوجه على هذه اللوحة، ونراه كذلك جالسًا يتحدَّث إلى والده ووالدته من نافذةٍ في أعلى اللوحة، وأخيرًا نراه كرَّةً ثالثة جالسًا وحده، وأمامه غداؤه في داخل الباب الواقع أعلى اللوحة. على أن الدرة الثمينة في رسوم هذه الحجرة هو سقفها؛ إذ نرى فيها مصوَّرًا جغرافيًّا للسماء، وهو يُعَدُّ من أقدم المصوَّرات التي وصلَتْ إلينا وأحسنها، وقد رسمه مفتن من أمهر المفتنين الذين عاشوا في منتصف عهد الأسرة الثامنة عشرة؛ ففي وسط النصف الشمالي نشاهد مجموعةَ النجوم التي لها رأس ثور، وهي ما يُعرَف في عهدنا بالدب الأكبر، ومجموعة النجوم القطبية. وفي عرض السماء رُسِمت الأعياد الشهرية الاثنا عشر، كلٌّ منها في هيئته، بدورتها التي تقطعها في أربع وعشرين ساعة، وتحت ذلك نجد الأجرامَ السماوية الواقعة في شمالي السماء تمر في موكب. وقبالة هذه في جنوبي السماء، نشاهد نجمَ الجوزاء أو الجبار يلفت بعنادٍ وجهَه بعيدًا عن نجم الشِّعْرَى اليمانية التي تسعى وراء اقتناصه، وهي ترنو إليه بطرفها سنةً بعد سنةٍ دون جدوى، وفوقها نشاهد قائمةَ نجوم (الدكان)(1) وقد أُدخِل بينها اسمُ «حتشبسوت» بوصفها من الأجرام السماوية. والواقع أنه مصوَّر جغرافي جميل للسماء أقدم من الذي عُثِر عليه في قبر «سيتي» الأول، ولا نزاع في أن كل مَن أراد أن يدرس علمَ الفلك عند قدماء المصريين لا يستطيع الاستغناءَ عن هذا المصوَّرِ الفذِّ، وقد برهَنَ الأستاذ ونلك على أن هذا القبر حُفِر حوالي السنة السادسة عشرة من عهد «حتشبسوت«(2)، على أن الأحوال التي قُضِي فيها على «سنموت» وعلى مجده، لا بد أن نتركها لخيال القارئ؛ لأن الآثار لم تحدِّثنا عنها حتى الآن بكلمة واحدة، غير أن الإنسان يمكنه أن يتصوَّر أنه على أثر وصول الأخبار بنهاية مدير البيت العظيم، صدرت الأوامر بسد قبره الجديد المتناهي في الفخامة، وهو الذي أراد أن يباهي به في الأبهة والسرية قبرَ سيدته وخليلته «حتشبسوت»، ولا يبعد أن تكون هي التي أمرت بذلك، وقد نفَّذَتْ هذه المؤامرة على جناح السرعة؛ إذ قد نزل العمَّال إلى حُجرة دفنه المزخرفة، وهشَّموا وجوهَ «سنموت» أينما وجدوها في المناظر التي على الجدران، ولم يَفُتْهم الرسمُ التخطيطي للرأس السالف الذكر؛ إذ أصابوه ببعض العطب، والظاهر أنه لم يكن لديهم وقتٌ للبحث عن اسم «سنموت» في النقوش، بل يُحتمَل أنه لم يكن واحدٌ منهم يعرف القراءة، أما طغراءات «حتشبسوت» فلم يمسُّوها بسوء. وأخيرًا جمع العمَّال بسرعة لبناتٍ وأحجارًا عند مدخل القبر، ومن ثَمَّ أخذوا يسدُّونه، غير أنهم لم يستمروا في عملهم طويلًا حتى النهاية، بل تركوا بناءَ سد الباب، وأخذوا يهيلون الترابَ والأوساخَ بما يكفي لسده.
................................................
1- معنى كلمة دكان عشرة أيام، وكانت السنة مقسمةً عند المصريين إلى 36 «دكانًا «.
2- راجع: Winlock, “Excavations at Dier el Bahri” , p. 141.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|