قد يتجاهل الرجل شخصية زوجته في كثير من الأمور، فلا يقبل رأيها وعاداتها الخاصة ولا يحترم أفكارها. وكذلك المرأة إن كانت تتمتع بشخصية قوية، فعندها تحاول إلغاء دور الرجل سواء في أموره الخاصة أو محاصرته في علاقاته الاجتماعية. ولكن على الزوجين أن يعلما أن لكل منهما شخصية مستقلة وكياناً خاصاً يتمتع به، ولا يحق لأحدهما إلغاءه في الآخر. ولا بد لنا أن نعي حقيقة مفادها أن الرجل لا يمكنه جعل زوجته أمة في المنزل، فالزواج ليس طوقاً يلتف حول عنق المرأة لتدفن في الحياة، فالمرأة كالرجل إنسانة تحب السعادة وتستحق العطاء والإسلام قد وضع النظام الكامل للحياة الأسرية فجعل بين الزوجين حقوقاً يجب اتباعها وتأديتها لسعادة الأسرة وتكاملها، وطلب منهما العفو والتسامح وصرف النظر والصبر على بعض الأخطاء، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر ما أعطى أيوب ـ عليه السلام ـ على بلائه، ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مكارم الأخلاق، ص 224.