أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-26
628
التاريخ: 2023-09-16
1084
التاريخ: 2024-03-10
1048
التاريخ: 2024-02-15
936
|
والظاهر أن مدينة «منف» التي يحتمل أنها كانت تسمى «دد أسوت» باسم هرم الملك ثني (Winlock, Deir el Bahari PP. 58, 61, 65) قد بقيت المركز الإداري للبلاد، وقد استولى الطيبيون على ممتلكات هناك وبخاصة عِلية القوم منهم، وقد كشف لنا الغطاء عن هذه الحقيقة مجموعة أوراق عثر عليها في مقابر «طيبة» من هذا العصر، وهذه الأوراق لها أهمية خاصة فضلًا عن ذلك؛ لأنها تضع أمامنا صفحة مجيدة عن الحياة الأسرية والحياة الزراعية والاجتماعية في ذلك العصر الغامض، وفيها تلميح عن نواحي الحياة الدينية؛ ولذلك وجدنا أن نثبت بعض محتوياتها هنا ليرى المصري الحديث التشابه العظيم بين حياته الحالية وحياة أجداده منذ أربعة آلاف سنة مضت. كان المصري رغم تشككه الديني في هذا العصر وتحوطه للمحافظة على قبره، لا يزال يبذل عن سخاء محافظة على بقاء روحه المادية «كا» فيجهز القبر بكل ما يحتاج إليه، فإذا كان المُتوفَّى من أصحاب اليسار ومن المقربين إلى الفرعون وقف الضياع على روحه وأقام القربان لروح المُتوفَّى في المواسم والأعياد من ريع هذه الضياع، وقد كان لزامًا على الكاهن أحيانًا أن يسكن في مزار مقبرة المُتوفَّى مدة من الزمن ليل نهار (وهذه عادة شائعة في مصر الآن) ولذلك كان يضطر أن ينقل معه بعض أوراقه الخاصة ليقوم بدرسها وقت فراغه في المزار، وقد أسعد الحظ الأستاذ «ونلك» فعثر على بعض هذه الأوراق بعد أن مضى عليها أربعة آلاف عام، وكانت تعد من المهملات، وقد وجدنا فيها أن كاهن الروح الطيبي الأصل كان يفكر في أشياء أخرى خارجة عن نطاق الأمور الدينية التي تُصورها لنا دائمًا بعض مناظر القبور، وأول مهملات من هذا النوع عثر عليها كان في شق طبيعي في مغارة صغيرة بالقرب من مقبرة «حور حتب» بمقابر الدير البحري؛ إذ عثر على بعض من الفخار كتب عليها كاهن الروح مذكرات بقطعة من الفحم، وكذلك عثر على قطع بردي وكتب عليها أناشيد دينية، وعلى ظهرها كتب حساب قمح أُعطي اثني عشر رجلًا مختلفين، ومن بينها كذلك ورقة أخرى كتب عليها حساب قمح وشعير وبلح صرف جراية للجيش، ومن المحتمل أن هذه كانت ضرائب يجبيها كاهن روح «حور حتب» بصفته المسيطر على أوقاف القبر.وفي مقبرة «مكترع»، التي سنتكلم عنها فيما بعد، عثر على حزمة من ورق البردي المهشم في حجر في الطريق المؤدي إلى باب مزار المقبرة، وعند فض هذه الأوراق وجدت أنها تحتوي على نتف من قوائم وبيانات عن أرض قد أعطاها الملك (له الحياة والصحة والعافية) خادم الروح، وهذه بلا شك كانت الأوقاف التي منحها الفرعون للمقرب «مكترع»، وقد وجد مع هذه الأوراق خطاب كُتب على طريقتنا المصرية الحالية التي نشاهدها عند عامة الشعب في مكاتباتهم؛ إذ نجد أن ثلث الخطاب قد خُصص للموضوع الأصلي، وثلثيه الآخرين للتسليمات والتحيات بألفاظ منمقة، ولهذا الخطاب أهمية أثرية عظمى؛ إذ إن صاحبه كان يبتهل فيه لآلهة «منف» و«هراكليو بوليس» (إهناسية المدينة) مما يدل على أنه كتب في الجهة الشمالية من القطر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|