المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



نشأة الاحزاب السياسية  
  
16124   01:30 صباحاً   التاريخ: 26-10-2015
المؤلف : ميثم حنظل شريف
الكتاب أو المصدر : التنظيم الدستوري والقانوني للاحزاب السياسية في العراق
الجزء والصفحة : ص13- 17
القسم : القانون / القانون العام / القانون الدستوري و النظم السياسية /

 لاشك ان الخلاف في الرأي ووجهات النظر سمة من سمات كل مجتمع منذ عاش الناس مع بعضهم ، لاختلاف مصالح الافراد والفئات الاجتماعية .ومن البديهي ان يؤدي هذا الاختلاف إلى الجمع بين اصحاب المصلحة المشتركة في زمرة أو فئة للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم مما قد تتعرض له من انتقاص أو انتهاك . وعلى هذا الاساس يمكن القول ان اختلاف المصالح وحدة المنافسة هما البذرة التي كونت الاحزاب فضلاً عن غريزة الاجتماع التي حملت الانسان إلى الانضواء تحت لواء التجمعات البشرية .وكان لظهور السلطة السياسية في المجتمع البشري وانقسامه على اثر ذلك إلى فئتين : فئة حاكمة ، واخرى محكومة دور واضح في نشأة الاحزاب السياسية لان هذا الامر قد زاد من حدة المنافسة بين الفئتين .ولما كانت الفئة المحكومة هي الاكبر عدداً لذلك فان من الطبيعي ان يتجمع المحكومون في تنظيمات تحميهم من تعسف الحاكمين وظلمهم فضلاً عن ان لهذه التنظيمات اهداف تسعى إلى تحقيقها ، ولا سبيل إلى ذلك الا بالوصول إلى السلطة أو الاستيلاء عليها (1) .وعلى هذا الاساس فجذور الاحزاب السياسية موغلة في القدم إلى الحد الذي يمكن معه القول بان الحضارات القديمة ( الاغريقية والرومانية ) قد شهدت ممارسات حزبية تمثلت في حملات التأييد أو المعارضة للقائد السياسي وخلافات حول مفاهيم العدالة والمساواة (2) .كما ان التاريخ الاسلامي حافل بالصراعات والاختلاف في الرأي منذ وفاة الرسول (ص) ، حيث شهدت الامة الاسلامية الكثير من الاحداث والاختبارات الصعبة كان اهمها قضية خلافة الرسول (ص) . وقد زادت حدة هذه الصراعات بعد اغتيال الخليفة ( عثمان بن عفان)(رضي الله عنه) (3) .والملاحظ ان الاحزاب في تلك العهود لا تعدو ان تكون مجرد تكتلات أو تيارات لا يمكن ان ترقى إلى مفهوم الاحزاب السياسية المعاصر – كما حددناه – لانها لم تكن منظمة تنظيماً علمياً وفق اسس واضحة ومحددة ، كما انها لا تؤدي الدور ذاته الذي تمارسه الاحزاب السياسية بمعناها الحديث والمتمثل في الوصول إلى السلطة وممارستها بالطرق الدستورية (4) .ويبدو ان هناك ثمة اتفاق عام على ان الاحزاب السياسية ظاهرة حديثة نسبياً بدأت في القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1850 في الولايات المتحدة الامريكية(5).ويرجع غاليبة الفقهاء نشأة الاحزاب السياسية إلى انتشار المبادئ والافكار الديمقراطية ، وظهور انظمة الحكم النيابية ، الا ان ذلك لا يعني حصر اساليب هذه النشأة في هذه المبادئ وتلك الانظمة ، حيث ان هناك أحزاباً قد نشات خارج اطار مؤسسات الحكم النيابي ، وهذا يحملنا إلى بحث هذا الموضوع من خلال تقسيمه على النحو الآتي :

اولاً : الاحزاب ذوات النشأة الداخلية ( البرلمانية ) .

ثانياً : الاحزاب ذوات النشأة الخارجية ( اللابرلمانية ) .

اولاً : الاحزاب ذوات النشاة الداخلية ( البرلمانية )

ويقصد بها تلك الاحزاب التي ظهرت وتطورت عن طريق انشطة الهيئة التشريعية ، حيث تمثل ذلك بنشوء علاقات عملية ومتصلة بين اللجان الانتخابية والكتل البرلمانية (6) .ويبدو ان النواة الاولى للاحزاب السياسية قد تجسدت في اللجان الانتخابية التي تُشكل في كل منطقة من المناطق الانتخابية لعمل الدعاية للمرشحين ، وقد كانت هذه اللجان تابعة للكتل البرلمانية أو خاضعة لسيطرة القادة البرلمانيين البارزين ، فاصبح كل منها يمثل تكتلاً لمجموعة من الاشخاص يحملون الافكار نفسها ويسعون لتحقيق الاهداف ذاتها (7). مما ادى إلى ان تتحول فيما بعد الى أحزاب خاصة في البلدان الاوروبية (8) .وقد كان لتقرير مبدأ الاقتراع العام دورٌ بارزٌ في نشأة الاحزاب السياسية ، لانه ادى إلى تزايد اعداد الناخبين ، فكان لابد من ظهور مؤسسات تساهم في اعداد المرشحين ، وتعمل على التعريف بهم وببرامجهم لجمهور الناخبين .وعلى هذا الاساس فقد مثلت الاحزاب السياسية – في نشأتها الاولى – حلقة وصل بين النواب وجمهور الناخبين ، وكلٍّ منها تسعى إلى فوز مرشحيها لايصالهم إلى المجالس النيابية أو الرئاسة .

ثانياً : الاحزاب ذوات النشأة الخارجية ( اللابرلمانية )

ويتحدد مفهومها بانها تلك الاحزاب التي نشأت خارج نطاق الهيئة التشريعية ، واعتنقت افكاراً مناهضة لانظمة الحكم القائمة .ويمكننا القول بان الجمعيات الفكرية والنقابات والافكار الدينية قد لعبت دوراً مهماً في نشأة الاحزاب السياسية (9) .وخير مثال على دور الجمعيات الفكرية والنقابات المهنية هو حزب ( العمال البريطاني ) الذي تأسس عام 1899 في اجتماع مؤتمر النقابات بالاتحاد مع اعضاء الجمعية ( الفابية ) (10) .ولا يخفى اثر الافكار الدينية على نشأة الاحزاب السياسية فتأريخ البشرية حافل بالنزاعات الدينية التي كانت في بادئ الامر تتخذ شكل الحروب والصراعات الدموية ، ومع انتشار المبادئ الديمقراطية ، اتخذت بعض الاحزاب من الديانات مناهج لها ساعية إلى تطبيق ونشر الافكار التي تضمنتها ، ومن امثلة ذلك : الحزب المسيحي في ايطاليا ، والحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا، وحزب الاخوان المسلمين في مصر (11) . والى جانب العوامل المذكورة يجدر بنا ان نشير إلى عامل اخر ساهم في نشأة الاحزاب السياسية – لا يقل اهمية عن نظرائه – هو الحركات الاستعمارية التي استهدفت دول العالم الثالث ، وما افرزته من واقع متخلف جعل الطموح في التنمية ، والتحديث يحتل مرتبة الصدارة في اهداف هذه الدول بعد الاستقلال .وقد ادى ذلك إلى ولادة احزاب سياسية حملت منذ نشاتها الاولى هموم شعوب هذه الدول المتمثلة في مواجهة الاستعمار والتبعية والسعي إلى بناء دول مستقلة (12) .وهذا ما نجده واضحاً في الوطن العربي ، فالدافع وراء ظهور الاحزاب السياسية في اواخر القرن التاسع عشر لم يكن برلمانياً أو انتخابياً ، فالحزب ( الوطني) الذي تأسس في مصر عام 1881 بقيادة ( احمد عرابي ) كان في طليعة اهدافه التحرر من الهيمنة الاجنبية واقامة حكم دستوري ، وكذلك الحال بالنسبة لحزب ( تونس الفتاة ) الذي انشأ في تونس عام 1907 مطالباً بالاستقلال عن فرنسا (13) . وكذلك الحال في معظم دول امريكا اللاتينية وآسيا وافريقيا (14).  .من كل ما تقدم يمكننا القول ان العوامل التي ساهمت في نشأة الاحزاب السياسية لم تكن متماثلة ، ففي الوقت الذي ارتبط فيه قيام الاحزاب السياسية في الولايات المتحدة الامريكية واوربا بالحياة البرلمانية والانتخابات ، نجد ان هذه النشأة قد تأثرت بظهور النقابات والجمعيات والحركات الدينية ، فضلاً عن السعي إلى التخلص من الهيمنة الاستعمارية ، واقامة انظمة حكم وطنية .وعلى هذا الاساس فأن العوامل التي تقدم ذكرها انما تمثل سوابق تاريخية لاحزاب سياسية نشأت بفضل مساهمة تلك العوامل اما بشكل متظافر أو منفصل .وهذه السوابق لا ترقى – في تقديرنا – إلى اقامة نظرية متكاملة لتفسير نشأة الاحزاب السياسية ، وذلك لان الاحزاب السياسية بوصفها ظاهرة اجتماعية وسياسية تؤثر وتتأثر بالعديد من الظواهر والمتغيرات الحاصلة في المجتمع البشري التي لا يمكن حصرها كالمتغيرات الاقتصادية على المستويين الوطني والاقليمي ، والتقدم التكنولوجي واثره في حياة الانسان والبيئة ، والاهتمام الدولي بحقوق وحريات الانسان .وهكذا يبدو ان دراسة نشاة الاحزاب السياسية في أي زمان أو مكان انما تستلزم البحث في اسباب هذه النشأة والعوامل المؤثرة والكامنة وراءها ، والظروف المحيطة بها دون التقيد بما وضع من تفسيرات سابقة لهذه النشأة .

_________________________________

1- د. الشافعي ابوراس . التنظيمات السياسية الشعبية ، القاهرة : عالم الكتب ، 1974 ، ص22 – 23 .

2- Bury J. Ahistory of freedom of thought. London : The home University   library , 1930 , P.P. 15 – 22.

3- لمزيد من التفصيل ينظر : أبو الفتح محمد عبد الكريم الشهرستاني . الملل والنحل ، القاهرة : دار الفكر ، بلا سنة طبع، ص 22-28 . كذلك : د. ضياء الدين الريس . النظريات السياسية الاسلامية ، القاهرة : دار المعارف ، 1967، ص47 وما بعدها .

4- تأكيداً لهذا الرأي نذكر ما كتبه الاستاذ ( موريس ديفرجية ) (( كان يوجد قديماً اختلافات في الآراء ، ونوادٍ شعبية ، وتكتلات فكرية ، وكتل برلمانية انما لم تكن هذه احزاباً بالمعنى الصحيح )) . موريس ديفرجية ، المصدر السابق ، ص6، كذلك ينظر : د. طارق علي الهاشمي ، الاحزاب السياسية ، المصدر السابق ، ص86 .

5-مورس ديفرجية ، المصدر السابق ، ص6 .

6- د. اسامة الغزالي حرب ، المصدر السابق ، ص85 .

7-د. شمران حمادي ، المصدر السابق ، ص 8-9 .

8- ففي انكلترا يمكن ان نرجع نشأة كل من حزب (المحافظين ) و ( الاحرار ) إلى كتلتين ظهرتا في مجلس العموم هما (Whig) وتعني الخارج على القانون وهي كلمة اسكتلندية اطلقت على المنشقين من الكنيسة الانجليزية الرسمية ، و (Tory) وهي كلمة ايرلندية تفيد المعنى ذاته .

لمزيد من التفصيل ينظر : حسين جميل . نشأة الاحزاب السياسية ، ط1، بيروت : الدار العربية للموسوعات ، 1984 ، ص20-25.

9-د. الشافعي أبو راس ، المصدر السابق ، ص34-37 .

10- هي جمعية اصلاحية ضمت في عضويتها المثقفين البرجوازيين ، ويرجع اصل هذه التسمية إلى قائد روماني اسمه ( فابيوس ) في القرن الثالث الميلادي ، وتهدف هذه الجمعية إلى تحسين اوضاع العمال وظروف العمل ، د. طارق علي الهاشمي ، الاحزاب السياسية ، المصدر السابق ، ص88- 89 .

11-د. نعمان احمد الخطيب . الاحزاب السياسية ودورها في انظمة الحكم المعاصرة ، القاهرة : دار التوفيق للطباعة ، 1983 ، ص72 – 73.

12- لمزيد من التفصيل ينظر : د. رياض عزيز هادي . العالم الثالث من الحزب الواحد إلى التعددية ، سلسلة آفاق ، ج11، بغداد : مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ، 1994 ، ص22-26.

13-د. صالح جواد الكاظم ود . علي غالب العاني ، المصدر السابق ، ص197 .

14- د. اسامة الغزالي حرب ، المصدر السابق ، ص95 – 117 .

 




هو قانون متميز يطبق على الاشخاص الخاصة التي ترتبط بينهما علاقات ذات طابع دولي فالقانون الدولي الخاص هو قانون متميز ،وتميزه ينبع من أنه لا يعالج سوى المشاكل المترتبة على الطابع الدولي لتلك العلاقة تاركا تنظيمها الموضوعي لأحد الدول التي ترتبط بها وهو قانون يطبق على الاشخاص الخاصة ،وهذا ما يميزه عن القانون الدولي العام الذي يطبق على الدول والمنظمات الدولية. وهؤلاء الاشخاص يرتبطون فيما بينهم بعلاقة ذات طابع دولي . والعلاقة ذات الطابع الدولي هي العلاقة التي ترتبط من خلال عناصرها بأكثر من دولة ،وبالتالي بأكثر من نظام قانوني .فعلى سبيل المثال عقد الزواج المبرم بين عراقي وفرنسية هو علاقة ذات طابع دولي لأنها ترتبط بالعراق عن طريق جنسية الزوج، وبدولة فرنسا عن طريق جنسية الزوجة.





هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم كيفية مباشرة السلطة التنفيذية في الدولة لوظيفتها الادارية وهو ينظم العديد من المسائل كتشكيل الجهاز الاداري للدولة (الوزارات والمصالح الحكومية) وينظم علاقة الحكومة المركزية بالإدارات والهيآت الاقليمية (كالمحافظات والمجالس البلدية) كما انه يبين كيفية الفصل في المنازعات التي تنشأ بين الدولة وبين الافراد وجهة القضاء التي تختص بها .



وهو مجموعة القواعد القانونية التي تتضمن تعريف الأفعال المجرّمة وتقسيمها لمخالفات وجنح وجرائم ووضع العقوبات المفروضة على الأفراد في حال مخالفتهم للقوانين والأنظمة والأخلاق والآداب العامة. ويتبع هذا القانون قانون الإجراءات الجزائية الذي ينظم كيفية البدء بالدعوى العامة وطرق التحقيق الشُرطي والقضائي لمعرفة الجناة واتهامهم وضمان حقوق الدفاع عن المتهمين بكل مراحل التحقيق والحكم , وينقسم الى قسمين عام وخاص .
القسم العام يتناول تحديد الاركان العامة للجريمة وتقسيماتها الى جنايات وجنح ومخالفات وكما يتناول العقوبة وكيفية توقيعها وحالات تعددها وسقوطها والتخفيف او الاعفاء منها . القسم الخاص يتناول كل جريمة على حدة مبيناً العقاب المقرر لها .