الخسائر الناتجة من الآفات الحشرية للحبوب ومنتجاتها المخزونة

LOSSES OF GRAINS AND THEIR PRODUCTS DUE TO INSECTS

في الواقع ليست هناك مصادر كافية او ابحاث تشير بصورة مضبوطة إلى نسبة الخسائر التي تحدث للمنتجات المخزونة بسبب الآفات الحشرية. ولكن يمكن القول بان الخسائر الناتجة في الحبوب المخزونة من قبل الآفات غالبا ما تكون بقدر الخسائر الناتجة عن الحشرات التي تصيب النباتات في الحقل. وفي الوقت الذي تتمكن فيه النباتات الحقلية من التعويض عن الضرر الناتج عن الآفات الحشرية يكون الضرر الناتج عن حشرات المخازن ضررا نهائيا لا يمكن تعويضه. علاوة على ذلك تصبح قسم من الحبوب المصابة في المخازن غير صالحة للاستهلاك من جراء المواد التي تتركها هذه الآفات على الحبوب، كالبراز وجلود الانسلاح واجسام الحشرات الميتة والانسجة التي تفرزها بعض هذه الحشرات اثناء نشاطها.

قدرت الخسائر الناتجة عن حشرات الحبوب المخزونة في الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية من قبل .O.A.F في عام 1947 من صفر الى 54٪ من الإنتاج العالمي للحبوب. وفي مصدر آخر قدرت الخسائر الناتجة عن آفات المخازن بـ 5 - 10 ٪ من الانتاج العالمي. وفي بعض الاقطار الاستوائية وشبه الاستوائية قد تصل الخسارة الى 50٪. هذا ومن ناحية اخرى يقدر بان 130 مليون نسمة يمكن أن يعيشوا لسنة واحدة على الحبوب التالفة في المخازن من جراء الحشرات خلال عام واحد.

وهناك الكثير من الامثلة والدلائل التي تشير الى الخسارة الجسيمة التي تحدثها الحشرات ويرقاتها للحبوب والبقوليات المختلفة. فقد وجد بان 31.3 كغم من بذور اللوبيا التي كانت قد اصيبت بـ 25 زوجا من حشرة خنفساء اللوبيا قد نقص وزنها خلال فترة 7 شهور الى 11.8 كغم أي بنسبة خسارة تقدر بـ 62 % في الوزن. كما قدرت الخسارة الناتجة من افراد الجيل الاول الناتج من زوج واحد من خنفساء اللوبيا الى بذور الحبوب والماش بـ 22 ٪ و 61 ٪ على التوالي. لقد قدرت نسب الضائعات لبعض المحاصيل الغذائية والعلفية المهمة لبعض الدول بسبب الحشرات وغيرها كما هو مبين في الجدول التالي. ومن الجدول يظهر تفاوت كبير في كمية الضائعات بين هذه الدول قد يصل في الدول النامية الى 90 - 100% وفي الدول الصناعية 0.5 - 3 %.

جدول يبين تقديرات معدلات نسب الفقدان ( الضائعات ) من بعض محاصيل الحبوب أثناء فترات من الخزن لعدد من الاقطار المختلفة ( عن السعيدي ).

وفي دراسة اخرى لاحتساب نسبة الفقدان من الحنطة المخزونة لفترة عشرة اشهر ونصف في ظروف سايلوات ولاية كنساس الأمريكية ( دون اصابتها بالحشرات وباقي آفات الخزن الاخرى ) وجد بان هناك نسبة من الفقدان الطبيعي ناتجة عن انكماش الحبوب natural shrinkage تتراوح بين 0,08 - 0,42 %. وقدر معدل الفقدان في محصول الحنطة بهذه الدراسة 0.26 % في السنة. ويعود هذا لفقدان الرطوبة ولتنفس الحبوب وتطاير بعض الجزيئات العالقة عليها عند تحركها اثناء النقل والتهوية وتمرير الهواء عليها.

وهناك بعض التقارير تشير الى زيادة في وزن الحبوب المخزونة وخاصة بعد فترة الخزن القصيرة. ويفسر ذلك لتأثير الانزيمات المحللة للنشا ( الاميليز ) وانتاج الدكسترينات او لربما لاكتساب بعض الرطوبة في ظروف الجو المرتفع عند خزن حبوب جافة وفي درجة حرارة عالية، الا ان الفقد في وزن الحبوب هو اكثر شيوعا ويمكن القول انه في ظروف الوعي الصحي والغذائي العالمي الحالي والدعوة الى التأكيد على ضرورة التقليل من نسب الضائعات المختلفة من المواد الغذائية المختلفة اصبح من الضروري جدا الاهتمام بالعمليات اللازمة للحفاظ على الحبوب المختلفة ( كأهم المواد الغذائية ) ابتداء من تربة الحقل حتى وصولها نقطة الاستهلاك وهذه تحتاج الى تفهم أفضل من حيث:

أ - عمليات الحصاد المختلفة.

ب - عمليات نقل الحبوب من الحقل الى السايلوات او داخل مخازن الحبوب المختلفة.

ج - عمليات تنظيف الحبوب وتخليصها من الشوائب والمواد الغريبة.

د - عمليات وطرق خزن الحبوب المختلفة.

هـ- عمليات تعفير الحبوب عند خزنها لتخليصها من الحشرات والآفات الأخرى.

اما بالنسبة الى تقدير نسبة الخسائر والاضرار التي تحدث للحبوب ومنتجاتها المخزونة في العراق بسبب الآفات الحشرية. فهناك دراسة قامت بها لجنة خاصة ( مكتب الاستشاري العراقي ) عام 1971. أدرجت هذه اللجنة نسب الضائعات من الحبوب بسبب اصابتها بمختلف الآفات وكما هو مبين في الجدول التالي، وذلك تحت ظروف الخزن في العراق وقت الدراسة واضافة لأضرار الآفات فهناك تقديرات اخرى لنسب الضائعات ناتجة عن سوء استعمال مكائن الحصاد بصورة جيدة والتي وصلت الى حد 30 ٪.

وفي دراسة اخرى لمصلحة تنظيم تجارة الحبوب / المؤسسة العامة للحبوب قامت بها لجنة النقائص والتلف حول نسب الفقدان لمختلف الاسباب عام 1978 في ظروف الخزن بساحة فلسطين ( وهي ساحة مكشوفة تغطى فيها اكداس اكياس الحبوب بطبقات من النسيج البلاستيكي التاربولين ) اعطت النتائج التالية بعد خمسة اشهر من الخزن:

جدول يبين نسب الضائعات من الحبوب المهمة في ظروف الخزن العراقية عام 1971 حسب مصادر تلفها.