المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الامراض التي تصيب الخيار
3-7-2022
Goldbach Number
16-1-2021
ولادة الإمام الصادق
17-04-2015
تنزيه آدم عليه السلام عن المعصية والذنب
19-12-2017
G-U Wobbling
10-7-2018
علة امر المسلمين بالإحرام
4-8-2016


شقاء الناس  
  
1082   08:39 صباحاً   التاريخ: 2024-01-25
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص406ــ408
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2023 1351
التاريخ: 8/11/2022 1385
التاريخ: 23-5-2018 2134
التاريخ: 25/12/2022 1744

يؤكد الإسلام أن شقاء الناس على مر العصور مرده فساد أخلاقهم ورذائل أعمالهم ، ويعتبر أن صلاح أمرهم مرهون بصلاح أفكارهم وأعماهم. وقد وردت آيات قرآنية متعددة بهذا الشأن.

قال تعالى : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].

وقال عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

إن الذي يريد بالآخرين سوءا ويضمر لهم الحقد والبغضاء ويفني عمره في الجدال والنزاع بسبب أنانيته وإفراطه في حب ذاته ، لا يقر له قرار ويفضي حياته بمرارة وألم وإحباط .

ومثل هذا الإنسان إذا كان ينشد السعادة ينبغي أن تكون خطوته الأولى على طريق إصلاح الذات وتغيير أسلوب التفكير وتعديل الرغبة في حب الذات وتنمية حب الغير في نفسه حتى تتغير أوضاعه الحياتية وتسودها الالفة والمحبة بدل الجدال والنزاع .

علاج المعاناة الإجتماعية:

«ثمة نزاع اليوم بين قانونين متناقضين ، الأول قانون سفك الدماء أو الموت الذي يبحث على الدوام عن وسائل تدميرية جديدة، والآخر قانون السلام والعمل والصحة الذي يبحث باستمرار عن سبل جديدة لإنقاذ الإنسان من شر البلايا والأخطار التي تتهدد العالم» .

«إن هدف الحياة والحب يعتبر مصدراً كبيراً للقوة والسعادة في مقابل الغريزة العدوانية ، ومتى ما استطعنا أن نحب نكون سعداء في حياتنا. وعلاج الحب والصداقة هذا الناجع في شفاء الإنسان من كل الآلام والهموم وصفه أنبياء الله منذ قرون عديدة. ربما يمكن توضيح البعد العملي لهذه النظرية على الشكل التالي : ما هي المصادر التي نمتلكها والتي في ظلها نستطيع تقوية غريزة الحياة لنتمكن من المقاومة أمام غريزة الموت ؟، كيف يمكن أن نشجع على الحب والصداقة والأخوة لنخفف من نسبة الحقد والعداء ؟، وكيف يمكننا أن نجمع بينهما بشكل عقلاني»؟.

«ترى ألا نستطيع أن نستفيد من غريزة الشجاعة والتفوق بشكل أكثر عقلانية وحنكة ونحول دون الإستفادة منها في عليات القتل والذبح والدمار؟، أليس بمقدورنا أن نعزز من هذه القدرة المعجزة - الحب - التي تسهم في تجاذب الرجل والمرأة لبعضهما البعض وتواد البشر فيما بينهم؟، ألا يمكن ترويج هذا العلاج الناجع الذي يشفي أمراض التشتت والنفاق والفرقة؟، إن العقل والمنطق يدفعاننا لأن نرد بالإيجاب على كل هذه الأسئلة ، وما يؤيد هذا المنطق تجارب علماء النفس ، لأن المعجزات التي يسطرها الحب باتت تتكشف معالمها في جميع المجالات أمام أنظار الباحثين والعلماء يوماً بعد آخر»(1).

العقل والتودد:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس

واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر(2).

وعن أبي الحسن الإمام الرضا (عليه السلام) : التودد إلى الناس نصف العقل(3).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الخلق عيال الله ، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سروراً(4).

__________________________

(1) إعجاز التحليل النفسي، ص 4.

(2) مستدرك الرسائل 2 ، ص67 .

(3) وسائل الشيعة 7 ، ص207.

(4) الكافي2، ص164. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.