أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2019
2292
التاريخ: 5-7-2016
6511
التاريخ: 19-8-2019
2661
التاريخ: 23-2-2016
10385
|
لا تنفك ألغاز الضغط تثير حيرتنا فلنرجع إلى فيزياء الشرب بالماصة. إليك هذه الأحجية الأخيرة لتفكر فيها، وهي أحجية ممتعة محفزة للعقل. ذات مرة بينما كنت أقضي عطلة نهاية الأسبوع في المنزل خطر ببالي هذا الخاطر: «تُرى، ما هي أطول ماصة يمكنني أن أشرب بها؟». كلنا رأينا ماصات شرب فائقة الطول، عادة ما يكون بها التفافات والتواءات يحبها الأطفال.
وقد رأينا فيما سبق أننا لا نستطيع أن نمتص الشراب فنحركه إلا لمتر واحد على الأكثر – ولثوان معدودات فقط – بمعنى: لا يمكن أن نرفع الشراب لمستوى أعلى من متر واحد (نحو 3 أقدام). ولذلك فقد قررتُ أصنع لنفسي ماصة بلاستيكية رفيعة طولها متر واحد؛ لأرى إن كان ذلك سينجح. لا مشكلة في ذلك؛ فأنا قادر على امتصاص العصير إلى أعلى بصورة مثالية. لذلك فقد قررتُ أن أقتطع أنبوبا بلاستيكيا يبلغ ثلاثة أمتار طولا – نحو عشرة أقدام – ثم أقف على مقعد داخل مطبخ منزلي وأضع دلوا مملوءا بالماء على الأرضية، ولا بد أنني سوف أستطيع أن أمتص ذلك الماء وأرفعه إلى ذلك العلو يا للروعة. ثم فكرتُ في نفسي أنني لو كنتُ أقف في الطابق الثاني من مبناي ونظرتُ إلى أسفل فوجدتُ شخصًا يقف على أرضية مرتفعة ويحمل في يده كأسًا ضخمًا به عصير أو ما شابهه – لنفترض أنه كأس ضخم مملوء بعصير التوت البري – هل أستطيع أن أرتشف هذا الشراب خلسة إذا ما حملت ماصة طويلة جدًّا؟ قررت أن أكتشف ذلك بنفسي، وهو ما قادني إلى تقديم أحد الشروح العملية المفضلة لدي في قاعة الدراسة وهي تجربة لا تفتأ تُذهل طلابي. ما أفعله هو أنني آتي بأنبوب بلاستيكي طويل ملتف حول نفسه وأطلب متطوعًا من الطلاب الجالسين في الصف الأول. ثم أضع دورقًا زجاجيا مملوءا بعصير التوت البري على أرضية قاعة الدرس كي يراه الطلاب جميعا. أحمل الأنبوب البلاستيكي في يدي وأرتقي سلمًا متحركا يرتفع ستة عشر قدمًا طولًا، أي نحو خمسة أمتار.
أقول وأنا ألقي بإحدى نهايتي الأنبوب البلاستيكي للطالبة المتطوعة: «ها هي ماصتي». تلتقط هي نهاية الأنبوب وتضعها داخل الدورق وأنا أشعر بترقب الطلبة جميعا. لا يصدقون أنني واقف على هذا العلو تذكَّر أنهم كانوا شهودًا علي عندما لم أستطع أن أحرك عصير التوت البري إلا لمتر واحد فقط أو نحو ثلاثة أقدام. الآن أنا واقف على ارتفاع قدره حوالي 16 قدمًا عن الأرض. كيف لي أن أفعل ذلك؟
أشرع في الامتصاص مع بعض النخير في البداية، بينما يرتفع العصير ببطء داخل الأنبوب لمتر واحد أولًا، ثم لمترين، ثم لثلاثة. ثم ينخفض مستوى السائل قليلا لكنه سرعان ما يستأنف الارتفاع ببطء شديد مرة أخرى إلى أن يصل لفمي. هنا يعلو صوتي متلفظا: «مممم» فينفجر الطلاب في التصفيق ما الذي جرى؟ كيف استطعت امتصاص العصير إلى هذا العلو؟
أصدقك القول، لقد غششتُ في هذه التجربة. وليس هذا بالأمر المهم طالما ليس لهذه اللعبة أي قواعد ما أفعله هو أنني عندما أعجز عن امتصاص أي هواء إضافي أسد فوهة الأنبوب بلساني. بعبارة أخرى، أغلق الأنبوب كما رأينا سابقا، وهو الأمر الذي يحافظ على العصير داخل الأنبوب. ثم أزفر وأشرع في الامتصاص مرة أخرى، وأكرر السيناريو عدة مرات. هنا يتحول فمي إلى ما يشبه صمام الأمان.
لكي أجعل العصير يرتفع إلى الستة عشر قدما تلك، لا بد لي أن أخفض ضغط الهواء داخل الأنبوب بنحو نصف ضغط جوي واحد ولو كنت تتساءل فإن جوابي هو نعم، كان بإمكاني أن أستخدم ذات الحيلة مع مقياس الضغط، وكنتُ سأستطيع امتصاص عمود أطول من عصير التوت البري.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|