أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-19
1029
التاريخ: 2023-10-21
708
التاريخ: 2024-07-31
539
التاريخ: 2023-11-21
1075
|
كانت الريازة في عصر أبطال اليونان في نشوئها الأول، ولم يكن في قصورهم ومعابدهم شيء يُذكَر. وأما بعد حرب تروادة بأربعة أو خمسة قرون فكانت تُتَّخذ الأبنية من الخشب، ومنذ الأولنبياذة الأولى (أي 776 ق.م) أخذَتِ الريازة تتقدَّم تقدُّمًا حثيثًا في إغريقية، فشُيِّد في كورنثس وأجينة ومغارة ودلفس وأولنبية وديلس وأثينة مبانٍ جليلة فخمة. فهذه ثلاثة أطوار، وأما الطور الرابع — وهو بين سنة 479 و336 ق.م — فإن الزيارة بلغَت أبعد شأو أمكن للبشر أن يبلغوه؛ فإن اليونان تخلصوا في ذلك العهد من الفُرس، فنبغ فيهم رَازَةٌ تُعقد عليهم الخناصر، ومن جملتهم: كليكراتس، وأكتينس، ومناسكلس، وكريبس، وأوبوليمس، وميتاجينس، وبوليكليتس، وزينكلس، فإنهم شادوا أبنية خالصة الطرز، منها: هيكل أيلون الديدمي في مليطس، ومعبد مينرفة بليادة في بريانة، وزون بخس في مغنيسية، ولا سيما هيكل ثسياس والبرثينون في أثينة، فإنها كلها مما يُخلِّد الذكر لرازتها النوابغ، وحرب البيلوبونيس وإن كانت طامة عظيمة على مباني إغريقية إلا أنها لم تُوقِف حركة الفن عن إتمام طريقه، وفي هذا العهد قامت أحسن المسارح وأبهاها: إغريقية، وصقلية، وإيطالية، وآسية الصغرى، ونشروا ألوية الزهو والتأنُّق في تشييد المصارع؛ أي ميادين الصراع المسماة عندهم بالسترا، والمراوض؛ أي ميادين الرياضة الجسدية المعروفة عندهم باسم الجمناسيون، وأفرغت قوالبهما إفراغًا بحيث صارت معروفة، لا يتجاوز أحد حدودها ولا أحكامها. ومنذ أن تسلَّط المكدونيون على الإغريق (اليونان) دخلت الريازة طورها الخامس، وفيه فسد الذوق وأخذ يسير إلى الانحطاط؛ إذ فشت في البلاد الحروب الداخلية، فغادرها أمهر رازتها، وشخصوا إلى مصر وآسية لينحازوا إلى خلفاء الإسكندر، فرحَّب بهم بطليموس كل الترحيب، وبنى قصرًا وشيَّد السرافيون ومنارة الإسكندرية الشهيرة، ودعا السلوقيُّون أيضًا رَازَةً ونحاتين يونانًا فحسَّنوا مدن أنطاكية وأفامية وسلوقية التي أسسوها، وكذلك فعل أمراء برغامون. إلا أن الحروب التي خاضوا عبابها مع الرومان أوقفَت سيرَ الفنِّ، فحاول بعض خلفاء الإسكندر تعويض الضرر الذي لحق بالهلاس، فشرعوا ببناء هيكل ومسرح فخم في تيجية، وأُعيد بناء هيكل المشتري الأولنبي ومراضٍ في أثينة، وزُينت ديلس بهياكل وتماثيل، ثم حانت ساعة قومية اليونان الأخيرة بسبب الحرب التي ثار نقيعها بين الآخيين والإيتوليين، فأخربت عدة مدن وكثيرًا من الآثار الجليلة القديمة، فلم يُبقِ فيلبس آخر ملوك مكدونية حجرًا على حجر في برغامون، وهدم أكاذمية أثينة، والهياكل التي كانت تحيط بها. وكلما ساد الرومان في البلاد كانوا يُعَرُّونها من بدائعها، وينقلون منها إلى إيطالية شيئًا كثيرًا وكل ما كان يقع في أيديهم من الطُّرَف. ولما أخذ سلا أثينة هدم البيرة والمباني التي كانت تجاورها، ونقل إلى رومة طائفة من عواميد مقدس المشتري الأولنبي ليزين بها المشتري الكابيتولي، ولم يحترم الرومان آسية الصغرى ولا إغريقية الكبرى، فكان بذلك نهاية الريازة اليونانية. وأما من جهة سائر العلوم المستظرفة فإن اليونان يدَّعون أنهم اخترعوها كلها، ومن جملتها النحت والتصوير والنقش، وهذا محض تبجُّح واختلاق؛ لأننا رأينا المصريين والكلدان والآشوريين واقفين على هذه الفنون، بينما كان اليونان غائصين في بحر ظلمات الجهل والهمجية. ويُرَجِّح أهل البحث والتحقيق أن المصريين علَّموا اليونان مبادئ صنْع التماثيل. ولا جرم أن ككربس مؤسِّس أثينة أخذ معه من أرض الفراعنة صُنَّاعًا مهرة أكفاء لبناء وتزيين هياكل مينرفة وسائر المعبودات التي أدخل عبادتها ذلك الصقع من بلاد اليونان. ومما لا ريب فيه أن آثار الريازة والنحت القديمة التي أقامها اليونان بادئ بدء في بلادهم تُشاكل كل المشاكلة ما يُجانسها في ديار الفراعنة، إلا أن ثمَّ فرقًا مهمًّا، وهو أنه بينما كانت هذه الصنائع واقفة جامدة في ربوع مصر، كانت تسرع كل السرعة في أرجاء اليونان، حتى بلغت أبعد مدًى من كمالها ورُقِيِّها. وأول مَن عُرف من اليونان بالنحت هو ديدال ابن حفيد أرختة ملك أثينة. وقد ذهب بعضهم إلى أن ديدال هذا هو اسم شامل لجماعة من النَّاحتين، وبعد حرب تروادة ارتقَت النحاتة رقيًّا ظاهرًا، ويُظَن أن فريقًا منهم أُخذوا من آسية الصغرى إلى بلاد اليونان ليقيموا هناك آثارًا تُخلِّدُ مآثر فاتحيهم، وكانت هذه الصناعة قد خطَت خطوة بعيدة هناك في ميدان الإتقان. على أن مصنوعات هذا الفن لم تجلب إليها الأنظار جلبًا صادقًا إلا في القرن الثامن قبل الميلاد، فارتقى صبُّ المعادن في ذلك العهد، وكذلك الحفر عليها. وفي القرن السادس ق.م طرأ انقلاب عظيم في أفكار أهل الحذق من المصوِّرين، حتى بلغت مصنوعاتهم إتقانًا لا يُنسى، ونبغ في كثير من المدن من مهرة الصُّنَّاع رجالٌ معدودون، ولا سيما في ساموس (سيسام)، وخيو (ساقص)، وسكيونا، وقد فُتِحت فيها مدارس لتَلقي أصول هذه الصناعة وأحكامها. وما زالت النحاتة في رُقيٍّ حتى كان ليسبس (المتوفَّى في القرن الرابع ق.م)، وبراكسيتيلس (المولود سنة 390 ق.م)، فبلغ الإتقان على أيديهما مبلغًا أيَّ مبلغ، حتى قيل عنهما إنهما أتيا المعجزات بمحاكاة الطبيعة، ولم يأتِ بعدهما مَن قاربهما في الصناعة. وقد أذن الإسكندر لليسبس أن ينحت تمثاله كما أذن لإبلس أن يصوِّر صورته، فانتهى هذان الفنان في عصرهما، ثم لما كان عهد السلوقيين تدهورت الفنون والصنائع من قللها حتى ماتت.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
قسم التطوير ينظّم دورة عن مهارات استخدام الحاسوب لمنتسبي العتبة العباسية
|
|
|