المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

PVC الملدن - المواد
2023-08-12
الملك منتو حتب آثاره في العرابة المدفونة.
2024-01-29
أطـراف الحـوالـة المصرفيـة وشـروطـها
2023-08-13
Hers Disease
24-7-2018
مصادر الخبر الصحفي
4-12-2020
نظرة الإسلام للمرأة
2024-05-04


العمل ومعيار الذوق والإستعداد  
  
1073   08:30 صباحاً   التاريخ: 2023-12-19
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص327ــ329
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

«إذا كانت فينا رغبة تجاه عمل معين نفتقر إلى الإبداع والمهارة فيه، علينا أن نطفئ نار هذه الرغبة في نفوسنا، لأننا لن نبلغ النتيجة التي نريد مهما كرسنا طاقاتنا وجهودنا لهذا العمل. والإنسان السعيد هو ذاك الذي يجعل استعداده وموهبته أساس عمله ومهنته»(1).

«إن الإنسان الذي يصمم بحرية وبعد تشخيص عقلاني على ترك عمله لأنه لا يتطابق واستعداده وذوقه ، هو إنسان بالغ ناضج فكرياً وله قدرة على التمييز . أما ذاك الذي يترك عمله نتيجة الفشل دون أن يلتفت إلى الحقيقة ، فهو إنسان يفتقر إلى النضج الفكري»(2).

وبغض النظر عن الاستعداد الطبيعي والرغبة العاطفية ، ثمة فئة من الشباب لها وضع استثنائي ، وهذه الفئة تتمتع بصفات خاصة من حيث الميول النفسية أو النبوغ الفطري أو التكوين الجسماني، وهذه الصفات لها بالغ الأثر في سعادتها أو تعاستها وتبديل أوضاع حياتها.

وينبغي على مربي وموجهي هؤلاء الشباب أن يلتفتوا إلى هذه الصفات المميزة والخاصة لدى دراسة الاستعداد الفطري والرغبة العاطفية لديهم ، ويحددوا المهن المناسبة لهم على أساس تلك الصفات الاستثنائية.

«مثلا يستطيع إنسان يميل إلى إلحاق الأذى بالناس (سادي) إشباع هذا الميل بطرق مختلفة حسب مستواه الثقافي وظروف حياته . بمعنى أنه يختار مهنة الجزارة إذا كان مستواه العلمي متدنياً ، ويعمل في حقل الجراحة إذا كان مستواه العلمي عالياً، وعبر كلا المهنتين يستطيع إلحاق الأذى بالناس إرضاءً لميوله ورغباته».

وبالرغم من أن قضية الكفائة والصلاحية لتحمل المسؤولية كانت وما تزال موضع اهتمام علماء البشر وحكمائهم ، إلا أن هذا المبدأ بات يحظى في دنيا العلم والصناعة اليوم بأهمية أكبر من ذي قبل ، بحيث أصبح شرطاً من شروط الموفقية والنجاح في أكثر الأعمال تعقيداً في عالمنا المتطور.

ففي الماضي القريب والبعيد حيث كان الاقتصاد يعتمد على الزراعة ، لم يكن هناك ضرورة قصوى لتحديد الاستعدادات الطبيعية لدى الشباب لاختيار العمل أو المهنة التي تناسبهم، لأن غالبية الأعمال في تلك الأزمنة كانت بسيطة جداً بحيث لم يكن من الصعب على الشباب مهما اختلفت درجات ذكائهم واستعداداتهم تعلمها واتقانها ، باستثناء بعض الأعمال التي كانت تحتاج إلى استعداد طبيعي وكفائة فطرية.

أما في عالمنا الحاضر حيث تدور العجلة الاقتصادية على تقدم الصناعة وتطور التكنولوجيا ، وحيث توصّل فيه الإنسان بقدرة العقل والذكاء وفي ظل العلوم والتكنولوجيا إلى المئات من الاكتشافات والاختراعات الصناعية، التي أصبح كل منها مورد رزق للآلاف من شعوب العالم ، فإن قضية تحديد الاستعداد الطبيعي والصلاحية الفطرية لدى الشباب ، باتت على قدر كبير من الأهمية، وذات دور مؤثر في مجال اختيار العمل والمهنة.

وينبغي على الشاب الذي يرغب في الحصول على موطئ قدم له في العالم الصناعي الآلي للتكيف مع الحياة الآلية، أن يعلم قبل كل شيء في أي من الحقول يستطيع أن يبرز جدارته ، وأي عمل بمقدوره أن يقوم به على أفضل وجه ، ومن ثم يجب عليه أن يجمع المعلومات الكافية حول العمل الذي يريد أن ينجح فيه ، ثم يقدم على ذلك العمل بسلاح قوي يضمن له الموفقية والنجاح في العمل والسعادة في الحياة.

___________________________

(1) نفس المصدر، ص178.

(2) سلامة الروح ص 28. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.