أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2018
2177
التاريخ: 28-4-2017
2954
التاريخ: 2-2-2017
2495
التاريخ: 4-3-2018
3901
|
قول أمير المؤمنين (عليه السلام): بَعِيداً فَحْشُهُ.
كناية عن عدم صدور الفحش منه.
الفحش
الفحش في اللغة:
قال الفيومي: فحش الشيء فحشاً مثل قبح قبحاً وزناً ومعنى. وفي لغة من باب قتل، وهو فاحش وكلّ شيء جاوز الحد فهو فاحش، ومنه غبن فاحش، إذا جاوزت الزيادة ما يُعتاد مثله، وأفحش الرجل: أتى بالفحش، وهو القول السيئ، وجاء بالفحشاء، مثله، ورماه بالفاحشة، وجمعها فواحش. وأفحش بالألف أيضاً: بخل (1).
وقال ابن فارس - فحش: كلمة تدل على قبح في شيء وشناعة.... يقولون كل شيء جاوز قدره فهو فاحش، ولا يكون ذلك إلا فيما يتكره. وأفحش الرجل قال الفحش، وفحش وهو فحاش. ويقولون: الفاحش البخيل، وهذا على الاتساع والبخل أقبح خصال المرء (2).
وقال ابن منظور: الفحش والفحشاء والفاحشة القبيح من القول والفعل، وجمعها الفَواحِش. وأفحش عليه في المَنْطِق أي قال الفُحش.
والفحشاء اسم الفاحشة، وقد فَحَشَ وَفَحُشَ وَأَفْحَشَ وَفَحُش علينا وأفحش إفحاشاً وفُحْشاً؛ عن كراع واللحياني، والصحيح أن الإفحاش والفُحش الاسم.
ورجل فاحش: ذو فحش وفي الحديث: (إن الله يُبْغِضُ الفَاحِشَ المُتفحش) فالفاحش ذو الفحش والخنا من قول وفعل.
والمُتَفَحُش: الذي يتكلف سَبَّ الناس ويتعمده، وقد تكرر ذكر الفحش والفاحشة والفاحش في الحديث، وهو كل ما يشتد قُبحه من الذنوب والمعاصي .....
وكل خصلة قبيحة: فهي فاحشة من الأقوال والأفعال؛ ومنه الحديث: قال لعائشة لا تقولي ذلك فإن الله لا يُحبُّ الفحش ولا التفاحُش؛ أَراد بالفحش التعدي في القول والجواب لا الفُحش الذي هو من قذع الكلام ورديئه.
والفاحش تَفاعُل منه: وقد يكون الفُحش بمعنى الزيادة والكثرة..
وكل شيء جاوز قدره وحده، فهو فاحش. وقد فحش الأمر فحشاً وتفاحش.
وفحش بالشيء: شَنَّع...
وافحش الرجل: إذا قال قولا فاحشاً، وقد فحش علينا فلان وإنه لفحاش، وتفحش في كلامه ويكون المُتَفَحْش الذي يأتي بالفاحشة المنهي عنها.
ورجل فحاش: كثير الفُحش، وفحش قوله فحشاً.
وكل أمر لا يكون موافقا للحق والقدر، فهو فاحشة.
قال ابن جني: وقالوا فاحش وفُحشاء كجاهل وجهلاء حيث كان الفُحش ضرباً من ضروب الجهل ونقيضاً للحلم؛ وأنشد الأصمعي: وهل عَلِمْت فَحَشَاءَ جَهَلَهُ.
وقال ابن بري: الفاحش السيئ الخلق المتشدد البخيل (3).
قال ابن الأثير: وكثيراً ما ترد الفاحشة بمعنى الزنى ويسمى الزنى فاحشة، وقال الله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1]؛ قيل: الفاحشة المبينة أن تزني فتخرج للحد، وقيل: الفاحشة خروجها من بيتها بغير إذن زوجها.
وقال الشافعي: أن تبذو على أحمائِها بِذَرابة لسانها فتؤذِيهُم وتَلُوك ذلك.
وقال الزبيدي: (الفَاحِشَةُ الزَّنَى) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وابن الأثير وبه فسر قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1]، قالُوا هُوَ أَن تَزنِي فَتُخْرَجَ للحد.
وقيل هُوَ خُرُوجها من بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا.
وقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ أَنْ تَبْذوَ عَلَى أَحْمَائهَا بِذرَابَةِ لسانها فتؤذيهم.
(و) قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الفُحْش والفاحِشَةِ والفَاحِشَ فِي الحَدِيث وَهُوَ كُلُّ (ما يَشْتَدُ قُبحه من الذُّنُوبِ) والمَعَاصِي.
(و) قيل كُلُّ ما نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ فَاحِشَةً.
وقيل كُل خَصْلَةٍ قَبيحَةٍ فهيَ فَاحِشَةً مِنَ الْأَقْوَالِ والأَفْعَالِ.
وقيل كُلُّ أَمْرٍ لا يَكُونُ مُوَافِقاً للْحَقِّ والقَدْرِ فهو فَاحِسٌ وأَمَّا قول الله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، قال المُفَسِّرُونَ أَيْ يَأْمُرُكم بأن لا تَتَصَدَّقُوا.
(و) قَدْ يَكُونُ الفَاحش بِمَعْنَى (الكَثِير الغالب) ومنه حَدِيثُ بَعْضِهم وقد سئل عن دَمِ البَرَاغِيثِ فقالَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فَاحش فَلَا بَأْسَ بِهِ وَكُلَّ شَيْءٍ جَاوَزَ قَدْرُه وحَدَّهُ فَهُوَ فَاحِش (وقَدْ فَحُش) الأمر (كَكَرُمَ فُحْشاً) بالضم وتفاحش.
(و) قَدْ يَكُونُ (الفُحْشُ) بمَعْنَى (عُدْوَانِ الجَوَابِ) أَي التَّعَدِّي فيه وفي القَوْلِ (ومنه) الحَدِيثُ (لا تَكُونِي فَاحِشَةً) وفي رواية لا تَقُولِي ذلِكَ فإن الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التفاحش...
(ورجُلٌ فَاحِشَ) ذُو فحش وخناً مِن قَوْلٍ وفِعْلٍ (وفَحاش) كشَدَادٍ كَثِيرُ الفُحش
(وأفحش) الرَّجُلُ إِفحَاشاً وفُحْشاً عن كراع واللحْيَانِي (قَالَ الفحش).
والصَّحِيحُ أَنَّ الفُحْشَ الاسْمُ، وكَذَا فَحْشَ عَلَيْهِ فِي المَنْطِقَ إِذا قَالَ قَوْلاً فاحشاً...
(وتَفاحَشَ أَتى بهِ) أَيْ بالفُحْشِ مِنَ القَوْلِ (وَأَظْهَرَهُ) وَمِنْهُ إِنَّ الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التفاحش...
والمُتَفَحْشُ: الَّذِي يَتَكَلَّف سَبَّ النَّاسِ وَيَتَعْمُده، والَّذِي يَأْتِي بالفَاحِشَةِ المَنْهِيِّ عَنْهَا.
والفَحَاشَةُ مَصْدَرُ فَحُش ككَرُمَ وتَفاحَشَ الأَمْرُ مِثْلُ فَحُش وتَفَحْشَ في كَلامِه وتَفَحْشَ عَلَيْهِم بلسانه إذا بَذَا وَتفَحْش بالشَّيْءٍ تَفَحشاً شَنَّعَ.
وقال ابن بري: الفَاحِش السيئ الخُلْقِ وَبِهِ فسْرَ قَوْلُ طَرَفَةَ.
وفسر المُتَشَدد بالبخيل.
وقال ابن جني: وقالُوا فَاحِش وفُحشاء كجاهِلٍ وجُهَلاءَ حِينَ كَانَ الفحش ضرباً من ضُرُوبِ الجَهْلِ ونَقِيضاً للحِلْمِ وَأَنْشَدَ الأَصْمَعي: وهَلْ عَلِمْتِ فُحَشَاءَ جَهَلَهُ (4).
معنى الفحش في القرآن
لقد جاء مفهوم لفظ الفحش في القرآن الكريم بمعنى عام وشامل وهو ما خرج عن حد الاعتدال من الأقوال والأفعال ثم في كل مورد يطبق على بعض المصاديق المعينة فمن أبرز مصاديقه الزنى.
قال الراغب الفحش والفَحْشَاءُ والفَاحِشَةُ: ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28].
{وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب: 30].
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 19]. {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33].
{إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [النساء: 19]، كناية عن الزنى، وكذلك قوله: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} [النساء: 15]، وفحش فلان: صار فاحشاً.
ومنه قول الشاعر: عقيلة مال الفاحش المتشدّد (5).
يعني به: العظيم القبح في البخل، والْمُتَفَحْش: الذي يأتي بالفحش (6).
والحاصل أن الفحش عام له مصاديق متعددة منها:
1- الزنى وهو أبرزها.
2- سب الناس.
3- بذائة اللسان.
4ـ البخل
5ـ الذنوب والمعاصي.
6ـ كل خصلة قبيحة.
7ـ كل أمر لا يوافق الحق.
8- تجاوز الحد.
9- العدوان في مقام رد الجواب والتجاوز للحدّ.
10- الخلق السيئ.
11ـ ضرب من ضروب الجهل.
هذه خلاصة ما تقدم من معنى الفحش ومرادنا من ذكر ذلك أن معنى الفحش في اللغة واسع يشمل موارد متعددة فالقبح والنهي عنه يشملها. ويجمع هذه المعاني أنها أقوال أو أفعال لا يرغب فيها العقل أو الشرع.
الفحش في الاصطلاح
إن المعنى الاصطلاحي لا يختلف عن المعنى اللغوي إلا في بعض المصاديق التي يعدها الشرع معصية وذنباً بينما في اللغة ليست كذلك.
قال السيد عبد الله الجزائري عن الفحش:
وهو في الأصل: الزيادة والكثرة ثم غلب في التعدي في القول والجواب، والمراد التصريح بالذمايم التي يستحي منها ويجري أكثر ذلك في الفاظ الوقاع وما يتعلق به فإن للسفهاء عبارات قبيحة صريحة يستعملونها فيه، وأهل الحياء والصلاح يستهجنونها ويكنون عن معانيها بعبارات أخر كما كنى الله عن مباضعة النساء بملامستهن وليس يختص هذا بالوقاع، بل الكناية بقضاء الحاجة عن البول والخرء من ذلك، وكذا من به عيوب يستحى منها كالبرص والجمرة والبواسير ونحوها ينبغي التأدية عنها بالكنايات مثل العارض الذي بك ونحوه فالتصريح في ذلك من الفحش (7).
الفرق بين الفحش والمعاني الأخرى السيئة:
قال المصطفوي، والتحقيق:
إن الأصل الواحد في المادة: هو القبح البيّن. والفرق بينها وبين مواد – القبح، والهجن، والسوء، والكراهة، والفضح، والضر، والفساد:
إن القبح: في قبال الحسن، أعم من أن يكون في قول أو فعل، وتكون في الصورة.
والهجن: قبح في عيب لا مطلقاً.
والسوء: غير مستحسن في ذاته، في صورة أو غيرها، ويكون فيما يُعلم.
والضر: في قبال النفع، يكون فيما لا يُعلم، وقد يكون في نفسه مطلوباً.
والفساد: اختلال في عمل أو رأي، في قبال الصلاح.
والفضح: انكشاف السوء وظهوره واشتهاره.
والكراهة: في قبال الحب، ما يكون غير مطلوب.
وإظهار القول السيئ، وإبراز البخل، والتجاوز عن الحق في مقام العمل: من مصاديق الأصل. وكلّ عصيان إذا كان بيّناً شديداً فهو فاحشة وفحشاء، والفحشاء أشدّ مفهوماً: بوجود المدّ.
والمراد من البين والظهور: ما يكون بيّناً قبحه في نفسه ومعلوماً عند العرف والشرع، وإن كان في باطن - كما في: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151]، أي إذا كانت بينه، وقلنا إنّ البين ما يكون واضحاً ومنكشفاً. ويدل على انه، غير السُّوء والمنكر والبغي والظلم، والزنى، والإثم قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 169]. {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90]. {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عمران: 135]، {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32]. {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} [الشورى: 37]، فالفاحشة إنما ذكرت في مقابل هذه الموضوعات، فهي غيرها مفهوماً، وإن كانت من مصاديقها إذا تبينت وانكشفت عند العرف (8).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ المصباح المنير، ص 240.
2ـ معجم مقاييس اللغة - مادة فحش، ص 808.
3ـ لسان العرب، جلد 6، ص 325. وفي طبع دار الحديث القاهرة ج 7، ص 32.
4ـ تاج العروس، ج 17، ص 296.
5ـ عجز بيت لطرفة، وصدره: أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي. وهو في ديوانه ص 34.
6ـ المفردات في غريب القرآن، ص 627.
7ـ التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري، ص 322.
8ـ التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 9، ص 36.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|