أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-22
610
التاريخ: 2024-01-03
911
التاريخ: 2024-03-26
766
التاريخ: 2024-11-13
389
|
انتشر الإسلام في مناطق الصين الشمالية الغربية (1) خلال القرن الأول الهجري والنصف الأول من القرن الثاني الهجري (2). وأصبحت اللغة السائدة في تلك المناطق متأثرة إلى حد بعيد باللغة العربية والتركية (3). وكان أول مسجد للمسلمين في الصين قد بني في أوائل القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي في كانتون بجنوب الصين (4). وما يزال المسجد والمنارة الملاصقة له موجودان إلى الآن كما توجد مقبرة للمسلمين بجانب المسجد (5). إن وجود المسجد قائماً إلى زماننا بالرغم من مرور أربعة عشر قرنا على بنائه ليدل على قدم واستمرار الوجود الإسلامي على أرض الصين. ولا عجب أن يكون أول مسجد بني في مدينة كانتون، فهي المدينة التجارية الأولى، وقد وصلها المسلمون بدون شك عبر الإبحار من الشرق، فأسسوا مسجد كانتون لممارسة حياتهم الدينية. وأيضاً كان هناك مسجد في العاصمة الصينية نفسها تشانق آن (6) وقد عرف عن مدينة تشانق آن انفتاحها على معظم الديانات المتواجدة في الصين أو القادمة من الخارج (7). وهذا يعني أن مسلمي العاصمة تشانق أن قد واصلوا حياتهم الدينية بحرية في مسجد المدينة. ولأنه لم تصلنا معلومات عن مساجد أخرى في المدينة، فقد يكون ممكناً أنه تم بناء مساجد أخرى من قبل تجار مسلمين أثرياء لكن لم تسجلها كتب التاريخ الأولية. وإن كان هناك مسلمين وتجـار عـرب فـي العاصمة، فمن الأرجح أنهم توسعوا بنشاطهم الديني والدعوي لإمكانياتهم المادية الكبيرة وروح التسامح الإسلامية السائدة والطبيعة حكام الصين المنفتحة آنذاك. ويبدوا أن حكام الصين في تلك الحقبة قد أسهموا في بناء كنائس للنصارى فقد ذكر أن زوج الإمبراطورة "آو" والذي بنى العديد من الكنائس رغم كونه بوذي متدين (8). وهنا يقارن أحد المؤرخين الغربيين روح التسامح عند الصينيين بروح التعصب حسب زعمه عند الإسلام، قائلا، " أرغم محمد (صلى الله عليه وسلم) القرآن بالسيف لكي يحول شعوب غرب آسيا للإسلام (9). وقد يعجب الإنسان لهذه المقولة المجحفة بحق الواقع التاريخي وكيف انتشر الإسلام بالسرعة المذهلة خارج الجزيرة العربية. ونقول لو أن القرآن انتشر بقوة السيف كما ذكر المؤرخ الغربي، فلماذا بقيت هذه الشعوب على الدين الإسلامي في حقب لاحقة ضعف فيها السيف. إن هذه المقولة، رغم تكرارها في الأدب الغربي، ليست مبنية على حقيقة علمية وتاريخية راسخة. فالتاريخ يشهد أن الفاتحين المسلمين قد أعطوا للشعوب أن يختاروا إما الإسلام أو الجزيـــة أو الحرب. وأن الشعوب في منطقة غرب آسيا كما في مناطق أخري، قد اختارت الإسلام وبقيت متمسكة بدينها إلى يومنا هذا.
..............................................
1-Lattimore, Owen, Pivot of Asia, (Boston: Little, Brown & company), P.13
2- IBID. P.13
3- IBID. P.13
4- Ching, Julia, Chinese Religion, (London: Macmillan, 1993), P.178
5- IBID. P.178
6- Bowman, John, Columbia Chronology, P.104
7- IBID. P.104
8- William, Edward, a Short History of China, P.146
9- William, Edward, a Short History of China. P.138.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|