الوجه في ترتب الانفاق على اقامة الصلاة:

قال تعالى : { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3].

 ان الوجه في ترتب الانفاق {مما رزقناهم ينفقون} على اقامة الصلاة {ويقيمون الصلاة} في الآية مورد البحث، هو ان حب المال والجاه، والبخل، وطبع المنع هي من موانع الإنفاق، وإن المصلين الحقيقيين، ممن خلصوا انفسهم من هذه القيود، هم فقط من يمتلك القدرة على الإنفاق. يقول الله عز وجل: {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ} [المعارج: 21، 22] ؛ فالمصلون الحقيقيون مصانون من خطر صفة الهلع، ومن هذا المنطلق، يتبع تعالى هذه الآية بالقول: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 19]. بناء على ذلك، فإن لإقامة الصلاة دوراً فاعلاً في محو آثار البخل.