أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-21
999
التاريخ: 2023-10-13
875
التاريخ: 2023-09-26
903
التاريخ: 2023-10-19
819
|
وكان باسيليوس وأخوه قسطنطين شريكَا يوحنا جيمسكى قد بلغا سن الرشد أو ما يقرب منها، وكانا يهابان الخصي باسيليوس؛ لأنه كان قد تولى تربيتهما، وحدثته نفسه بالملك، فأرجع أم الفسيلفسين ثيوفانو، ثم عزل القائد الأعلى برداس أسكليروس وعَيَّنَه في وظيفةٍ ثانويةٍ في قيادة جيش الجزيرة، فذهب برداس وجمع جيشًا واتحد مع أعداء باسيليوس الخصي، فكانت بينه وبين جيوش العاصمة مواقعُ هائلةٌ وحروبٌ شديدةٌ، دامت أربع سنوات، ولجأ برداس إلى بغداد، وطلب معونة الخليفة العباسي الطائع (974–991). وكان باسيليوس الفسيلفس الشاب يحضر جلسات المجالس كلها ويتتبع الحوادث ويدرسها، فلمس الخراب الذي حَلَّ بالدولة من سُوء إدارة الخصي بصرف الأموال، وقتل القواد والضباط والعساكر، وانتفاع المسلمين من هذه الحوادث، ونهوض البلغار لاستغلال الموقف، وكان هو عَبُوسًا شُجَاعًا لا يعتمد إلا على نفسه، قَنُوعًا في معيشته وملابسه، بعيدًا عن الملاهي والطرب، وكان أخوه قسطنطين كسولًا محبًّا للهو والملذات، يُكثر من حُضُور الروايات والصيد (1). وفي السنة 981 رأى أن يذهب بنفسه لمحاربة البلغار، فعارضه الخصي في ذلك، ولكنه أَصَرَّ وذهب، فلم ينجح، وكان أوثون الثاني قد شرع في الاستيلاء على أملاك الروم في إيطالية؛ مدعيًّا أنها تخص زوجتَه ثيوفانية، فنهاه الفسيلفس فلم يرتدعْ، فحاربه الفسيلفس في السنة 982 وظفر بجنوده واسترجع معظم ما ملكه الرومُ في إيطالية. ولم يرضَ باسيليوس الخصي عن تَدَخُّل الفسيلفس الشاب في الحُكم وخشي أَنْ تُفلت السلطة من يده فَأَثَارَها حربًا باردةً في القصر بينه وبين سميِّه الفسيلفس، وانتهى هذا النزاعُ الصامتُ بكف يد الخصي في السنة 985 وإبعاده إلى دير يعيش فيه زاهدًا، وما إن فعل حتى رفع رجالُ الإقطاع رُءُوسهم مرة أخرى منادين في السنة 987 ببرداس فوقاس فسيلفسًا، وانضم إليهم برداس أسكليروس، فتفاقم الشر وعظم الخطب، فاستمال الفسيلفس الكنيسة وخطب وُدَّها، ثم حالف أمير كيِّف فلاديمير الكبير واستعان بستة آلاف مقاتل روسي، فلما زحف رجالُ الإقطاع على العاصمة أنزل الفسيلفس بهم هزيمةً شنعاء في خريسوبوليس (988) ولقي برداس فوقاس حَتْفَه في أَبيدوس (989)، ولم يَبْقَ في الميدان سوى القائد برداس أسكليروس، فوعده الفسيلفس بالعفو إن هو سَلَّم، ففعل(2). ويُستدل من رسم هذا الفسيلفس الذي لا يزال محفوظًا في نسخة قديمة من المزامير؛ أنه قصيرُ القامة، مفتولُ العضل، أزرقُ العينين، مشرقُ الوجه، ذو لحية ملتفَّة كثيفة. ومما يستدل عليه من هذا الرسم أيضًا أن باسيليوس انفرد عن سائر زملائه في أنه آثر الظهور باللباس العسكري والسلاح بالزرد والسيف والرمح (3)، وهو في مراجعِنا الأولية بعيدٌ عن البَذَخ إِنْ في المأكل أو المشرب أو المَلْبَس، وهو قليلُ الاهتمام بالحفلات والتشريفات، ولم يتذوق العلم والفسلفة، واعتبر الجدل في هذه ضربًا من الثرثرة، ولكنه كان جنديًّا ممتازًا وفارسًا مغوارًا وقائدًا عظيمًا، يُشاطر جنوده التعب، ويقودهم إلى النصر بوفرةِ ذكائه وسعة اطِّلَاعِهِ، وحُسْنِ تدبيره وتنظيمه، ومما جاء في هذه المراجع أنه لم يكن لديه وزير أول، ولم يخص أحدًا بعطف أكثر من غيره، ولم يحكم بالقوانين المدونة، بل بما أوحاه إليه ضميرة ووجدانه(4).
...........................................
1- Zonaras, J., Hist., III, 555; Psellus, M., Chronog, 4.
2- Psellus, M., Op. Cit., 9ff; Schlumberger, G., Op. Cit., I, 672–677.
3- Diehl, C., Peinture Byzantine, pl. 83.
4- Psellus, M., Op. Cit., 18–24.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|