قدّم الباحث في كلية الإمام الكاظم(عليه السلام) أ.م.د علاء حسن مردان، بحثاً حول أحداث عصر الرسالة الإسلامية وما رافقها من جهاد ومعارك. جاء ذلك خلال الجلسة المسائية للمؤتمر الثالث لدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الذي يُعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). تناول البحث الاختلاف الحاصل في الفكر الإنسانيّ بصورةٍ عامّة والإسلاميّ بصورةٍ خاصّة، بشأن استخدام السيف، وأن الدين الإسلامي اعتمد عليه في تثبيت شريعته منذ أيام الدعوة الإسلامية وما بعدها، وأن ما حصل هو نتيجة تجريده على رقاب الآخرين وجعلهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما اعتناق الدين الإسلامي أو القتل الذي لا بدّ منه، ومن هذا المفهوم ساد نوعٌ من المعرفة على أن الإسلام قام بقوّة السيف حتّى أصبحت مملكة الإسلام تعتمد عليه فيما بعد في الفتوحات الإسلامية، والاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي لتوسيع رقعة دولة الإسلام، من هذا السياق تتضح فكرة البحث الذي هو محاولة لقراءة أحداث عصر الرسالة الإسلامية من صفحة الجهاد والمعارك التي حدثت.

ويذهب الباحث إلى التوقّف عند موقف رسول الله منها وهل بالفعل كان محرّضاً للمسلمين على القتال من أجل نصر الدعوة الإسلامية، أم أنه كان مدافعاً عن وجود المسلمين وعن الدين الإسلاميّ، وهذه الإشكاليّة هل حصلت جراء حركة الفتوحات الإسلامية التي وقعت في دولة الخلفاء أو دولة بني أمية، لتتعكّز على نصوص وأحاديث تعود للعهد النبويّ، ومن ثمّ شاعت ثقافة استخدام السيف لتتوافق مع تطلّعات الذين حكموا الدولة الإسلامية، ورغباتهم في توظيف ثقافةٍ شرعيّةٍ تليق بمكاسبهم الاقتصاديّة والتوسعات العسكريّة، فنسجوا الأخبار التاريخية وفق حوادث زمانهم. كذلك يخوض الباحث في ثقافة التلقّي وهل أصبحت مكسباً ثقافياً لأبناء الدين الإسلامي، إذا ما قارنّا تلك الفتوحات بالمعتقد الدينيّ والعوامل الأُخَر التي تبنّاها الحكّام في حركاتهم العسكريّة، أو هي ثقافةٌ نشأت من رواتها الأوائل الذين فسّروا حركة الفتح الإسلامي ومعاركه الأولية باسم قوّة السيف، متأثّرين بمفهوم الغزوة التي ورثوها عن القبائل العربية التي عاشت في العصر الجاهلي، فيكون الأثر الأوسع أو الراجح على بقية المفاهيم الأُخَر في ترتيب التغييرات الحاصلة نحو استخدام السيف، وتحصيل الغنائم من وجهة نظر اقتصاديّة للمسلمين من هذا المنطلق.