أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2018
2281
التاريخ: 22-2-2018
2281
التاريخ: 25-7-2016
1966
التاريخ: 28-4-2017
2556
|
لقد عزز توسيع الاقتصاد الصناعي من القدرة المالية للدول المتطورة ودعم من البنية المالية لشعوب هذه الدول ، وساهم في إفساح المجال لهذه الشعوب لإرضاء غرائزها وميولها النفسية فقد اتجهت الصناعات في البلدان المذكورة نحو الاعتماد على الآلات والماكنات المتطورة وذلك لزيادة الإنتاج وتيسير حياة الشعوب ، مما ساهم في استقرار تلك الشعوب ورفاهيتها. وفي المقابل راحت الشعوب تهدر طاقاتها المختزنة في تيار الملذات والشهوات والبذخ والفساد بدل السعي والعمل ، وبخلاصة ، فإن الثروة الهائلة والحياة المترفة والسعي القليل والفراغ الكبير والطاقة والنشاط، كلها تعتبر ظروفاً مناسبة لفلتان الغرائز وطغيان الإنسان المغرور والمستبد.
قال تعالى : {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7].
انهيار مبادئ الأخلاق:
«يقول «ويل ديورانت»: إن ثروة بلادنا في عصرنا الحاضر قد بدلت المبادئ الأخلاقية الثابتة والقاسية للذين هاجروا إلى أمريكا سابقاً أكثر من أية ثورة أو نهضة أدبية ، وجعلتها متحررة من القيود. فعطلة الاسبوع التي كانت مخصصة للراحة والعبادة قد تحولت إلى فرصة يبحث فيها الإنسان عن لذائذ الدنيا غير المحددة ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تغير اخلاقنا وتحررنا من كل القيود» .
«عندما يكون لإنسان فقيراً يكون من السهل عليه أن يصبح تقياً فاضلاً ، ويكون قادراً على ترك الملذات إن كانت ستكلفه غالياً. أما الإنسان الذي يكون جيبه مليئاً بالمال ويستطيع أن يخفي نفسه عن عيون جيرانه ، فإنه يصعب عليه ان يكون تقياً فاضلا. وعبثاً يحاول علماء الأخلاق أن يشتكرا ويتذمروا مما بلغه الإنسان من حب الراحة والرفاهية، فهذا الحب قائم في اعماقنا منذ نشأتنا وقد وجدنا اليوم الفرصة لإظهاره ، وسيبقى الوضع على هذا المنوال ما لم يتغير الوضع الاقتصادي. فما دام تطور الآلة والصناعة يزيد من أوقات فراغ الإنسان ويستبدل العمل اليدوي بالعمل الآلي والعقلي، فإن الطاقة التي ينبغي أن تستغل في الأعمال التي تتطلب جهداً جسمياً معيناً ستظل مختزنة في أجسامنا وستزيد يوماً بعد آخر من تحسسنا إزاء الشهوات))(2).
ضرورة تعديل الرغبة في الترفيه عن النفس :
تعتبر الرغبة في الترفيه عن النفس من الرغبات الفطرية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في أعماق الإنسان ، وينبغي أن يقدم الإنسان على تعديل هذه الرغبة كسائر الغرائز والرغبات الطبيعية الأخرى، ويسعى إلى إرضائها في الوقت المناسب وبالمقدار الصحيح بعيداً عن الإفراط والتفريط .
وقد استأثر هذا الموضوع باهتمام الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) الذين أكدوا في الكثير من أحاديثهم ورواياتهم على أهمية هذا الموضوع .
أما في العالم الصناعي المتطور اليوم حيث ازدادت ساعات فراغ الإنسان وتضاعف اهتمامه بمسألة الترفيه والاستمتاع ، فإن العلماء والمفكرين وللأسف لم يفكروا بهذا الموضوع ولم يأتوا بمنهج شامل وكامل يتوافق وسعادة الإنسان ومصلحته ، وهذا ما شجع الكثير من الشباب في الدول الصناعية على الإنفراد بآرائهم دون أدنى اهتمام بالتوجيهات والارشادات الصحيحة، واستغلال أوقات فراغهم في ارتكاب الرذائل والمحرمات ، جالبين لأنفسهم وتحت شعار الترفيه التعاسة والشقاء.
«إن نشاط أوقات الفراغ الذي كان في الماضي ينحصر ضمن نطاق البيت قد شهد تغييرات مذهلة نتيجة تهافت القرويين على المدن والاختراعات العظيمة التي توصل إليها الإنسان ، كاختراع السيارة والسينما والراديو والتلفاز. وللأسف فإن ما نجم عن ازدياد وقت الفراغ لدى الإنسان - كما يقول «لوند برغ» في كتابه لم يحظ بأهمية كبيرة من جانب علماء الاجتماع الذين لا زالوا يعيشون تحت وقع النظرية القديمة القائلة بأن الإنتاج أهم من الاستهلاك والتي تهتم بالعمل أكثر من البطالة. ويبدو أن البطالة باتت تكتسب مزيداً من الأهمية يوماً بعد آخر» .
«حتى ان بعض علماء الاجتماع يرون في موضوع البطالة بأنه موضوع عاطفي ويضعونه خارج أطر أبحاثهم العلمية ، بينما القضية هي عكس ذلك تماماً وينبغي أن تحظى بكامل اهتمامهم ، لأن من شأن الأبحاث العلمية وحدها أن تحدد ما يتوجب على الإنسان أن يقوم به أثناء وقت فراغه بما يؤمن له الحد الأقصى من الفائدة ، حتى اننا يمكننا القول بأن طريقة إملاء أوقات الفراغ من شأنها أن تجسد حضارة الشعوب ومدنيتها»(3) .
_____________________
(1) مجموعة ورام 1 ، ص 132.
(2) مباهج الفلسفة، ص96.
(3) علم الإجتماع، ص301.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|