المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Detour Index
7-4-2022
هل يمكن خداع الله تعالى
2023-10-02
Primitive Prime Factor
16-9-2020
معنى كلمة جزى
9-12-2015
الجديد في الجانب الاجتماعي
4-7-2021
المواعيد الإجرائية في حالة غياب الخصوم
21-7-2022


مواصفات المؤمن في نظر علي بن أبي طالب (عليه السلام) / القوة في الدين  
  
1120   09:22 صباحاً   التاريخ: 2023-10-08
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 349 ــ 351
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قوله (عليه السلام): (فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ: قُوَّةً فِي دِينٍ).

أي له قوة نظرية وعملية فيه فيعلمه ويعمل به ويقاوم فيه الوسواس ولا يدخل فيه خداع الناس (1).

وذلك أن يقاوم في دينه الوسواس الخنّاس، ولا يدخل فيه خداع الناس، وهذا إنما يكون في دين العالم (2).

ومن أبرز أمثلة ذلك؛ عندما أرادت قريش منع النبي (صلى الله عليه وآله) عن دعوته بتزويجه أجمل بناتهم وإعطاءه أكثر أموالهم، وجعله ملكاً عليهم حتى يرجع عن دعوته وضغطوا على عمه أبي طالب وهددوه ولكن لم يفلحوا في ذلك. قال الطبري:

إن قريشاً حين قالت لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: يا بن أخي إن قومك قد جاؤوني فقالوا لي كذا وكذا فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قد بدا لعمه فيه بداء وأنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته).

ثم استعبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبكى ثم قام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال: أقبل يا بن أخي فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: اذهب يا بن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبداً (3).

وقال الإمام الحسين (عليه السلام) وقد خاطب أخاه محمد بن الحنفية: (يا أخي لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت - والله - يزيد بن معاوية أبداً) (4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شرح الكافي - الأصول والروضة للمازندراني، ج 9، ص 146.

2ـ شرح نهج البلاغة (ابن میثم)، ج 3، صفحة 420.

3ـ تاريخ الطبري، ج 1، ص 545.

4ـ كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، المتوفى 314 هـ، ج 5، ص 21. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.