أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2015
3067
التاريخ: 2023-11-01
850
التاريخ: 2023-09-16
1084
التاريخ: 22-7-2017
1142
|
عن علي بن مهزيار عن أبيه عمّن ذكره عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) (1):
قال: قلت: يا ابن رسول الله، ألا تخبرنا كيف كان إسلام سلمان؟
فقال: حدثني أبي (عليه السلام) أنّ أمير المؤمنين قال لسلمان، يا أبا عبد الله، ألا تخبرنا بمبدأ أمرك؟ فقال له: لو غيرك سألني، ما أخبرته.
أنا رجل من أهل شيراز، من أبناء الدهاقين، وكنت عزيزاً على والديَّ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيدٍ لهم، إذا أنا بصومعةٍ، وإذا فيها رجل يقول: أشهد ألّا إله إلا الله، وأنّ عيسى روح الله، وأنّ محمداً حبيب الله!
فرسخ وصف محمد في لحمي ودمي، فلم يهنئني طعام ولا شراب.
فقالت لي أمي: ما لك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس؟
قال: فكابرتها حتى سكتت، فلمّا انصرفت إلى منزلي، إذا أنا بكتاب معلق بالسقف
فقلت لأمي: ما هذا الكتاب؟
فقالت: يا روزبة، لمّا رجعنا من عيدنا، رأيناه معلقاً في ذلك المكان، فلا تقربه، فأنك إن قربته، قتلك أبوك! قال: فجاهدتها، حتى جنّ الليل، فنام أبي وأمي، فقمت، وأخذت الكتاب، وإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا عهد من الله إلى آدم، إنه خالق من صلبه نبياً، يقال له: محمد، يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن عبادة الأوثان. يا روزبه، أنت وصي عيسى! !فصعقت صعقةً، وزادني شدة. فعلم بذلك أبي وأمي، فأخذوني وجعلوني في بئر عميق وقالوا: إن رجعت؛ وإلا قتلناك!
فقلت لهم: افعلوا ما شئتم، حب محمدٍ لا يذهب من صدري.
قال سلمان: وما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب، وقد فهَّمني الله عز وجل العربية من ذلك اليوم.
قال: فبقيت في البئر، وجعلوا يُنزلون إليّ أقراصاً صغاراً، ولمّا طال أمري رفعت يدي الى السماء، فقلت: ربّي، إنّك حبّبت محمداً ووصيّه إليّ، فبحق وسيلته عجِّل فرجي وأرحني ممّا أنا فيه. فأتاني آتٍ عليه ثياب بيض، فقال: قم يا روزبه؛ فأخذ بيدي، وأتى بي إلى الصومعة، فأنشأت أقول:
أشهد ألّا إله إلا الله، وأنّ عيسى روح الله، وأنّ محمداً حبيب الله.
فأشرف علي الديراني، فقال: أنت روزبه؟ قلت: نعم.
فأصعدني إليه، وخدمته حولين كاملين، فلمّا حضرته الوفاة، قال: إنّي ميّت.
فقلت له: فعلى من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلا راهباً في أنطاكية، فاذا لقيته فأقرأه منّي السلام، وادفع إليه هذا اللوح. وناولني لوحاً.
فلمّا مات، غسّلته، وكفّنته، ودفنته، وأخذت اللوح وسرت به إلى انطاكية، وأتيت الصومعة وانشأت أقول:
أشهد ألّا إله إلا الله، وأنّ عيسى روح الله، وأنّ محمّداً حبيب الله.
فأشرف عليّ الديرانيّ وقال: أنت روزبة؟ فقلت: نعم.
فأصعدني إليه، فخدمته حولين، ولمّا حضرته الوفاة قال لي: إنّي ميت!
فقلت: على من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلا راهباً بالإسكندريّة. فإذا أتيته فأقرأه منّي السلام، وادفع إليه هذا اللوح.
فلمّا توفي، غسّلته، وكفّنته، ودفنته، وأخذت اللوح، واتيت الصومعة فأنشأت أقول: أشهد ألّا إله إلا الله، وأنّ عيسى روح الله، وأنّ محمّداً حبيب الله.
فأشرف عليّ الديراني فقال: أنت روزبة؟ فقلت: نعم.
فأصعدني إليه، فخدمته حولين، فلمّا حضرته الوفاة، فقال: إني ميت.
فقلت: على من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه في الدنيا، وانّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته. فإن أتيته، فأقرأه السلام، وادفع إليه هذا اللوح. ولمّا توفّي، غسلته، وكفنته، ودفنته، وأخذت اللوح، وخرجت،
فصحبت قوماً، فقلت لهم: يا قوم؛ اكفوني الطعام والشراب، أكفكم الخدمة.
قالوا: نعم. قال: فلمّا أرادوا أن يأكلوا شدّوا على شاة، فقتلوها بالضرب، ثم جعلوا بعضها كباباً وبعضها مشوياً، فامتنعت من الأكل.!
فقالوا: كُلْ. فقلت: إنّي غلام ديراني، وانّ الديرانيّين لا يأكلون اللحم.
فضربوني، وكادوا أن يقتلوني! فقال (أحدهم) أمسكوا عنه حتى يأتيكم الشراب، فانّه لا يشرب! فلمّا أتوا بالشراب، قالوا له: اشرب! فقال: قلت لهم، إنّي غلام ديراني، وانّ الديرانيين لا يشربون الخمر. فشدّوا علي وأرادوا قتلي. فقلت لهم: لا تضربوني، فاني أقر لكم بالعبودية. فأقررت لواحد منهم، فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي، فسألني عن قصتي، فأخبرته، وقلت له: ليس لي ذنب إلا أني أحببت محمداً ووصيه. فقال اليهودي: واني لأبغضك وأبغض محمداً !، ثم أخرجني إلى خارج الدار، وإذا رمل كثير على بابه، فقال: والله يا روزبة، لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع، لأقتلنك! قال: فجعلت أحمل طول ليلتي، فلما أجهدني التعب، رفعت يدي إلى السماء، وقلت: يا ربي، إنك حببت محمداً ووصيه إلي، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه. فبعث الله ريحاً قلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال عنه اليهودي، فلما أصبح، نظر إلى الرمل وقد نقل، فقال: يا روزبة؛ أنت ساحر وأنا لا أعلم فلأخرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها. قال: فأخرجني، وباعني لامرأة سَلْمية، فأحبّتني حبّاً شديداً، وكان لها حائط فقالت: هذا الحائط لك، كلْ منه ما شئت، وتصدّق بما شئت!! قال: فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله، فبينا أنا ذات يوم في الحائط، وإذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلّهم غمامة. فقلت في نفسي: والله ما هؤلاء كلّهم أنبياء، وانّ فيهم نبيّاً. قال: فأقبلوا، حتى دخلوا الحائط، والغمامة تسير معهم، فلمّا دخلوا، إذا فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين، وأبو ذر، والمقداد، وعقيل بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة. فجعلوا يتناولون من حشف النخل، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لهم: كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئاً. فدخلت على مولاتي فقلت لها: هبي لي طبقاً من رطب. فقالت: لك ستة أطباق! قال: فحملت طبقاً من رطب، فقلت في نفسي: إن كان فيهم نبي، فإنّه لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية. فوضعته بين يديه فقلت: هذه صدقة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلوا. وأمسك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين، وأخوه عقيل وعمه حمزة. فقلت في نفسي: هذه علامة.
فدخلت إلى مولاتي، فقلت: هبي لي طبقاً آخر. فقالت: لك ستة أطباق! فحملت طبقاً، ووضعته بين يديه، وقلت: هذه هدية. فمد يده وقال: بسم الله كلوا. ومد القوم جميعاً أيديهم، فأكلوا. فقلت في نفسي: هذه أيضاً علامة أخرى. قال: ورجعت إلى خلفه، وجعلت أتفقد خاتم النبوة، فحانت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم التفاتة، فقال: يا روزبة؛ تطلب خاتم النبوة. قلت: نعم. فكشف عن كتفيه، فإذا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه، عليه شعرات. قال: فسقطت على قدم رسول الله أقبلها. فقال: يا روزبة؛ أدخل إلى هذه المرأة، وقل لها: يقول لك محمد بن عبد الله: أتبيعيني له؟ فدخلت، فقلت لها: إنّ محمد بن عبد الله يقول لك: أتبيعيني له؟ فقالت: لا أبيعك إلا بأربعمائة نخلة، منها مائتان صفراء، ومنها مائتان حمراء! قال: فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أهون ما سألتْ، ثم قال: قم يا علي فاجمع هذا النوى كلَّه. فأخذه وغرسه. ثم قال: اسقه، فسقاه أمير المؤمنين، فما بلغ آخره حتى خرج النخل، ولحق بعضه بعضاً. فقال لي: ادخل إليها، وقل: يقول محمد بن عبد الله: هذا شيئك فاستلميه، وسلّمينا شيئنا. قال: فدخلت عليها، وقلت لها ذلك. فخرجت ونظرت إلى النخل، فقالت: والله لا أبيعك له إلا بأربعمائة نخلة صفراء. قال: فهبط جبرئيل (عليه السلام) ومسح النخل بجناحه، فصار كلّه أصفر. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قل لها: إنّ محمداً يقول لك: خذي شيئك، وادفعي لنا شيئنا. قال: فقلت لها ذلك. فقالت: والله لنخلة من هذه أحب إليّ من محمد ومنك. فقلت: والله ليوم واحد مع محمدٍ أحب إليّ منك ومن كل شيء أنت فيه. فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسمّاني سلمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إكمال الدين / 159إلى 164 وحقائق الإيمان ص: 192.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|