أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2016
6021
التاريخ: 2023-06-04
783
التاريخ: 2023-06-08
947
التاريخ: 18-2-2022
1441
|
ماذا عن كوبرنيكوس؟ هل يشعر بأن كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» جاء بنا جميعًا إلى أعمدة هرقل؟ في كتابه «تاريخ الأدب البولندي»، يرى ميلوش أن كوبرنيكوس «لم يكن متلهفا لنشر الكتاب؛ إذ كان يخشى إثارة فضيحة.»
مع ذلك، فإنه عندما خرج عمله في نهاية المطاف إلى النور، كانت مقدمة أوزياندر المهينة، وليس أي كلمة صدرت عن كوبرنيكوس، هي ما بدت تعليقًا دفاعيًا:
لما كانت حداثة الفرضيات الجدلية في هذا العمل التي حركت كوكب الأرض من سكونه، ووضعت شمسًا ساكنة في مركز الكون قد لقيت بالفعل جماهيرية لا يستهان بها، فليس لدي شك في أن ثمة علماء شعروا بإهانة بالغة ... ولكن إذا كان لديهم استعداد لتقييم الأمور بنوع من التدقيق، فلسوف يكتشفون أن مؤلف هذا العمل لم يفعل ما يستحق عليه اللوم.
يتمسك كوبرنيكوس باستراتيجيته المعهودة في التظاهر بأن أفكاره المبتكرة يكون لها ما يجيزها من قديم الأزل، وهذا هو تقريبًا ما كان يحدث دائمًا. هل تتذكر ما قرره مجمع ترنت؟ «يُحظر تفسير النص المقدس على نحو يخالف الرأي المعلن للكنيسة، وموافقة الباباوات بالإجماع ...» أفلا يكون من الرائع لو أنه ثبت أن التقاليد الكاثوليكية تتفق مع الخيالات الفيثاغورية؟ حسنًا، ولِمَ لا؟ لا يزال كوبرنيكوس في أمان، ليس فقط لأنه يسكن في جاينوبوليس الهادئة، ولكن الأقرب من ذلك، هو أن الكنيسة لم تخرج بعد جهرًا لتواجه مبدأ مركزية الشمس في حقيقة الأمر، كان هناك أساقفة متنوعون يؤيدونه في هذا الصدد، نحاط علمًا بأنه خلال السنوات العشر السابقة على طباعة كتاب «عن دورات الأجرام السماوية»، لم يكتفِ البابا كليمنت السابع بعدم منعه أمينه، يوهان ألبريخت فون فیدمانشتيتر عن إلقاء محاضرات عن النظرية الكوبرنيكية في حديقة الفاتيكان، وإنما زاد على ذلك بعدها بأن كافأه بنسخة إغريقية للكتاب.
يكتب توماس كون قائلًا: «بحلول العقد الثاني من القرن السابع عشر، كانت السلطات الدينية الكاثوليكية تمنح أهمية أكبر للبراهين المستقاة من النصوص المقدسة، وتسمح بمساحة أقل للانشقاق التنظيري مما فعلت من قبل لقرون عديدة.» لحسن الحظ، لم نكن تخطينا بعد منتصف القرن السادس عشر وقد زاد كوبرنيكوس من قدر اتقائه للشرور بإهدائه الكتاب للبابا. أنا نفسي ما كنت لأندهش لو أن الهجمات التي طالته من البروتستانت، الذين لكي يمعنوا في معارضتهم للسلطات الكاثوليكية كان لزاما عليهم الإصرار على اتباع حرفية النصوص المقدسة (الأرض ساكنة لأن الكتاب المقدس يقول هذا)، زادته قربا منه من أي وقت مضى.
ويحكي سانتيلانا الحكاية قائلًا: «أما السلطات الكهنوتية الكاثوليكية، فقد عاملت كوبرنيكوس باحترام باعتباره رجل كنيسة وباحثا، لكنهم اعتبروا منظومته واحدة من تلك الوسائل الرياضية العبقرية التي لا تدَّعي أي ارتباط بالواقع المادي. وكانت الرياضيات تصنف في ذلك العهد باعتبارها شأنا خاصًا بالفنيين وطائفة العلماء دون أي زعم باتصالها بالنواحي الفلسفية ...»
باختصار، سار كوبرنيكوس في رحلة حياته في ظل ظروف بيئية خاصة؛ فسماء بولندا مغيمة، وحتى فلكيو الكنيسة اليقظون لا يمكنهم أن يروا لأبعد منها كي يتبينوا، وسط ليل حالك وخواء ما هو مظلم وخاو، ظلال أعمدة هرقل التي وصل إليها، ربما بالرغم من ميوله الخاصة؛ لقد أبحر في غموض وأمان بما يتجاوز حدود المشاهدة ...
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|