المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اليهود وعبادتهم للعجل
10-10-2014
العوامل الجوية الملائمة لزراعة الكيوي
2023-11-01
اسباب ضعف خلايا النحل
2-12-2015
أن القرآن مأدبة الله الكريمة
9-7-2021
مسجد الجبهة
20-11-2016
الركائز
2023-03-21


[تعري عمر وكشف سوأته]  
  
4563   06:30 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص276-277
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قيل كان السبب في ذلك ان الحارث بن نصر الجشمي كان عدوا لعمرو بن العاص وكان عمرو قلما يجلس مجلسا الا ذكر فيه الحارث فقال الحارث في ذلك :

ليس عمرو تبارك ذكره الحر * ب مدى الدهر أو يلاقي عليا

واضع السيف فوق منكبه الأيمن * لا يحسب الفوارس شيا

ليس عمرو يلقاه في حمس النقع * وقد صارت السيوف عصيا

فوق شهب مثل السحوق من النخل * ينادي المبارزين اليا

ثم يا عمرو تستريح من الفخر * وتلقى به فتى هاشميا

فالقه ان أردت مكرمة الدهر * أو الموت كل ذاك عليا

فلما سمع عمرو شعره قال والله لو علمت اني أموت ألف موتة لبارزت عليا في أول ما ألقاه ، وقيل إن عمرا حمل معلما وهو يقول :

شدوا علي شكتي لا تنكشف * يوم لهمدان ويوم للصدف

وفي تميم نخوة لا تنحرف * اضربها بالسيف حتى تنصرف

ومثلها لحمير أو ترف * والربعيون لهم يوم عصف

فاعترضه علي (عليه السلام) وهو يقول :

قد علمت ذات القرون الميل * والخصر والأنامل الطفول

احمي وارمي أول الرعيل * بصارم ليس بذي فلول

وقيل إن عمرا تعرض لعلي في يوم من أيام صفين وظن أنه يطمع منه في غرة فيصيبه فحمل عليه (عليه السلام) فلما كاد أن يخالطه رمى نفسه عن فرسه ورفع ثوبه وشغر برجله فبدت عورته فصرف علي وجهه عنه وقام معفرا بالتراب هاربا على رجليه معتصما بصفوفه فقال القوم أفلت الرجل يا أمير المؤمنين قال وهل تدرون من هو ؟ قالوا لا ، قال : فإنه عمرو بن العاص تلقاني بعورته فصرفت وجهي عنه ، ورجع عمرو إلى معاوية فقال له : ما صنعت يا عمرو ؟ قال : لقيني علي فصرعني ، قال : فاحمد الله وعورتك اما والله ان لو عرفته ما أقحمت عليه وقال معاوية في ذلك شعرا :

ألا لله من هفوات عمرو * يعاتبني على تركي برازي

فقد لاقي أبا حسن عليا * فأب الوائلي مآب خازي

فلو لم يبد عورته للاقى * به ليثا يذلل كل نازي

له كف كان براحتيها * منايا القوم يخطف خطف بازي

فان تكن المنية أخطأته * فقد غنى بها أهل الحجاز

فغضب عمرو وقال : ما أشد تعظيمك عليا في أمري هذا هل هو الا رجل لقيه ابن عمه فصرعه أ فترى السماء قاطرة لذلك دما ؟ قال : ولكنها تعقبك جنبا . قال نصر : ولما شمت معاوية بعمرو قال عمرو في ذلك :

معاوي لا تشمت بفارس بهمة * لقي فارسا لا تعتريه الفوارس

معاوي ان أبصرت في الخيل مقبلا * أبا حسن يهوي دهتك الوساوس

وأيقنت ان الموت حق وانه * لنفسك ان لم تمض في الركض خالس

فإنك لو لاقيته كنت بومة * أتيح لها صقر من الجو آنس

وما ذا بقاء القوم بعد اختباطه * وان امرأ يلقي عليا لآيس

دعاك فصمت دونه الاذن هاربا * بنفسك قد ضاقت عليها الأمالس

وتشمت بي ان نالني حد رمحه * وعضعضني ناب من الحرب ناهس

أبى الله الا انه ليث غابة * أبو الشبل تهدى إليه الفرائس

واني امرؤ باق فلم يلف شلوه * بمعترك تسفي عليه الروامس

فان كنت في فانهج عجاجه * والا فتلك الترهات البسابس

ثم أن عليا غلس بالناس بصلاة الفجر ثم زحف بهم فخرج الناس على راياتهم واعلامهم وزحف إليهم أهل الشام فقال أبرهة بن الصباح بن أبرهة الحميري ويلكم يا معشر أهل اليمن والله اني لأظن قد أذن بفنائكم ويحكم خلوا بين هذين الرجلين فليقتتلا فأيهما قتل صاحبه ملنا معه جميعا ، وكان من رؤساء أصحاب معاوية ، فبلغ ذلك عليا فقال صدق أبرهة ، وبلغ معاوية كلام أبرهة فتأخر آخر الصفوف وقال لمن حوله : إني لأظن أبرهة مصابا في عقله ، فقال أهل الشام : والله ان أبرهة لأفضلنا دينا ورأيا وبأسا ، ولكن معاوية كره مبارزة علي فقال أبرهة في ذلك :

لقد قال ابن أبرهة مقالا * وخالفه معاوية بن حرب

وكم بين المنادي من بعيد * ومن يغشى الحروب بكل عضب

أيهجرني معاوية بن حرب * وما هجرانه سخطا لربي

وعمرو ان يفارقني بقول * فان ذراعه بالغدر رحب

واني ان أفارقهم بديني * لفي سعة إلى شرق وغرب

 وبرز يومئذ عروة بن داود الدمشقي فقال : إن كان معاوية كره مبارزتك يا أبا الحسن فهلم إلي ، فتقدم إليه علي فقال له أصحابه : ذر هذا الكلب فإنه ليس لك بخطر ، فقال : والله ما معاوية اليوم بأغيظ لي منه ثم حمل عليه فضربه قطعتين سقطت إحداهما يمنة والأخرى يسرة وارتج العسكران لهول الضربة ثم قال يا عروة اذهب فأخبر قومك اما والذي بعث محمدا بالحق لقد عانيت النار وأصبحت من النادمين ؛ وقال ابن عم لعروة وا سوء صباحاه قبح الله البقاء بعد أبي داود وحمل على علي فطعنه فضرب علي الرمح فبراه ثم قنعه ضربة فالحقه بأبي داود ومعاوية واقف على التل يبصر ويشاهد فقال ثبا لهذه الرجال وقبحا أ ما فيهم من يقتل هذا مبارزة أو غيلة أو في اختلاط الفيلق وثوران النقع فقال الوليد بن عقبة أبرز إليه أنت فإنك أولي الناس بمبارزته فقال والله لقد دعاني إلى البراز حتى استحييت من قريش واني والله لا أبرز إليه ، ما جعل العسكر بين يدي الرئيس الا وقاية له فقال الوليد الهوا عن هذا كأنكم لم تسمعوا نداءه فقد علمتم انه قتل حريثا وفضح عمرا ولا أرى أحدا يتحكك به الا قتله .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.