{وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَو عَلَى سَفَرٍ أَو جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَو لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ}.

بعد انتهى من ذكر حكم الواجدين للماء، انتقل الى ذوي الاعذار فرخص لهم الطهارة بالصعيد بعد ما كان وجوب الوضوء والغسل بالماء عزيمة .

المعنى:

الغائط: في الأصل للمطمئن من الأرض: كانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا وقضوا حاجتهم، فكنى عن الحدث بالغائط، فهو من مجاز المجاورة، والمغوطة: الفاعل لذلك، قيل و(من) للتبيين، أي جاء موضعا من الغائط، وفي الحديث (إذا دخلتم الغائط) أي موضع التخلي فكذا، يريد بذلك بيان آداب التخلي والغوط: عمق الأرض الأبعد و(الغوطة ) بالضم موضع بالشام كثير الماء والشجر، يقال لها ( غوطة دمشق )^([1]).

لمستم النساء ولامستم النساء كناية عن الجماع - قاله الجوهري وغيره، واليه ذهب الامامية وفي الحديث عن الصادق (عليه السلام) وقد سئل عن الآية ؟ فقال: ما يعني إلا المواقعة في الفرج^([2])

بينما أوجب أبو حنيفة التيمم اذا لمس المرأة ولو باليد.

في التهذيب عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ ولَا الْمُبَاشَرَةِ ولَا مَسِّ الْفَرْجِ وُضُوءٌ^([3]).

في التهذيب: عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) مَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَدْعُوجَارِيَتَهُ فَتَأْخُذُ بِيَدِهِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّهَا الْمُلَامَسَةُ فَقَالَ لَا واللَّهِ مَا بِذَلِكَ بَأْسٌ ورُبَّمَا فَعَلْتُهُ ومَا يَعْنِي بِهَذَا أَو لامَسْتُمُ النِّساءَ إِلَّا الْمُوَاقَعَةَ دُونَ الْفَرْجِ^([4]).

الكافي: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ‏، عَنِ الْحَلَبِيِّ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: «أَو لامَسْتُمُ‏ النِّساءَ» ؟

فَقَالَ‏: «هو الْجِمَاعُ، ولكِنَّ اللَّهَ سَتِيرٌ يُحِبُّ السَّتْرَ، فَلَمْ يُسَمِ‏ كَمَا تُسَمُّونَ‏^([5]).

هنا اشكال مشهو ر لدى الفقهاء وهو انه سبحانه جمع بين هذه الاشياء المختلفة في الشرط المرتب على جزاء واحد وهو الامر بالتيمم ؟

قوله تعالى: ( فتيمموا صعيدا طيبا ) يمم أي اقصدوا لصعيد طيب . ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى صار التيمم مسح الوجه واليدين بالتراب ^([6]).

أن الصعيد في قوله: (فتيمموا صعيدا طيبا) أنه التراب الطاهر الذي على وجه الأرض أوخرج من باطنها قوله: (صعيدا زلقا ) [18/40] أي أرضا بيضاء يزلق عليها لملاستها بعد أن عرفنا المعاني الذي تعرفه العرب بألسنتها، فإننا لا نعرف كيفية التيمم وشروطه ^([7]).

تفسير العياشي: عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن التيمم ؟ فقال: ان عمار بن ياسر أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )فقال أجنبت وليس معي ماء؟ فقال: كيف صنعت يا عمار ؟ قال نزعت ثيابي ثم تمعكت على الصعيد ؟ فقال: هكذا يصنع الحمار إنما قال الله: " فامسحوا وجوهكم وأيديكم منه " ثم وضع يديه جميعا على الصعيد ثم مسحها ثم مسح من بين عينيه إلى أسفل حاجبيه ثم دلك احدى يديه بالأخرى على ظهر الكف بدأ باليمنى^([8]).

 تفسير العياشي: عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فرض الله الغسل على الوجه والذراعين، والمسح على الرأس والقدمين.

 فلما جاء حال السفر والمرض والضرورة وضع الله الغسل وأثبت الغسل مسحا فقال: " وان كنتم مرضى أوعلى سفر أوجاء أحد منكم من الغائط أولامستم النساء " إلى " وأيديكم منه ^([9]) .