المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6235 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الفَارِسُ الشّجَاع.  
  
1169   08:29 صباحاً   التاريخ: 2023-09-04
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : أبو ذر الغفاريّ رمز اليقظة في الضمير الإنسانيّ.
الجزء والصفحة : ص 27 ـ 30.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-06 933
التاريخ: 2023-10-04 1054
التاريخ: 9-10-2017 1422
التاريخ: 2023-10-21 695

الشجاعة أو الجرأة موهبة يتمتع بها غالب عظماء الانسانية، فهي لا تقبل التكلُّفَ ولا تستقيم معها محاكاة وهي ايضاً صفة كريمة تميَّز بها العرب بصورة عامة، والمسلمون بصورة خاصة.

فالعربيّ بطبعه ـ غالباً ـ شجاع غير هياب، يتقحم موارد الهلكة، إن رأى في ذلك ما يرضي مزاجه، حتّى ولو كانت الخسارة عنده أكبر في ميزان الاحتمال، ولعلّ هذه الخصلة الكريمة، هي احدى معطيات الطبيعة الصحراوية، وما فرضته من خشونة العيش على هذا الانسان.

فالمعروف عن العرب القدامى، أنّ ظروفهم المعاشية كانت صعبة للغاية، فكانت جلُّ حياتهم الاقتصادية تقوم على الغزو أو السلب، أو طَرْق الأحياء أو ما شابه ذلك، ممّا كان متسالم عليه لديهم آنذاك (1)، ولا يرون فيه أيّ إخلال بالشرف أو المكانة الاجتماعية، بل على العكس من ذلك، فقد كان هذا العمل يُكسب القائم به رفعة وسؤدداً في قبيلته وبني قومه. فكان المغيرون على الأحياء يتفاخرون بذلك. وينشدون فيه الأشعار.

قال طفيل الغنوي:

وغارة كجراد الريح زعزعها *** مخراق حرب كنصل السيف بهلول (2)

وهم يرون في ذلك ردءاً لهم من الغارات التي يمكن أن تشنّها عليهم القبائل الأخرى، كما يرون في ذلك إظهارا لشجاعتهم وقوتهم حتّى لا يفكّر الآخرون بغزوهم.

قال المثقب العبدي:

ونحمي على الثغر المخوف ويُتقى *** بغارتنا كيد العدى وضُيومُها

وقال الآخر:

ومن لم يذدْ عن حوضه بسلاحه *** يُهدَّم ومن لم يظلم الناس يُظلَم

والمسلمُ الحقيقي شجاع ايضا بمقتضى تركيبته الذهنية الخاصة التي صقلها الاسلام، وروحه الإرسالية المستمدة منه، فهو لا يعرف معنى الخوف من الموت ـ في الله ـ لأنّه مؤمن بسلامة المصير، فلا يرى غير الجنّة اعدت للمتقين في الآخرة، ومتى كان الامر كذلك، يهوّن عليه كلّ شيء في سبيل ذلك حتى نفسه، وتأريخنا الاسلامي حافل بالبطولات والتضحية كما هو بيِّن وواضح لدى كلّ من يتتبّعه.

وصاحبنا أبو ذر رضي الله عنه، الذي هو موضوع بحثنا الآن، كان ممّن اتسم بأعلى معاني البطولة والشجاعة، في الجاهلية، وفي الإسلام.

ففي الجاهليّة كان شجاعاً بطبعه، بل في طليعة الشجعان المغامرين، فالمعروف عنه أنّه كان فارس ليل، لا يعرف معنى الخوف ولا الوجل، يغير على الحي، وعلى القوافل، فيصيب منها، ثم يرجع الى مقرّه.

روى بن سعد في الطبقات، بسنده:

كان أبو ذر رجلاً يصيب الطريق، وكان شجاعاً يتفرّد وحده بقطع الطريق، ويغير على الصرم (3) في عملية الصبح على ظهر فرسه، أو على قدميه، كأنّه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ، ثم إنّ الله قذف في قلبه الاسلام (4).

وهذه الرواية لا تنافي كونه كان متعبّداً قبل الاسلام، يتألَّه ويعبد الله وحده، فممّا لا يخفى على الباحث والمطلع، أنّ هناك أموراً كانت سائدة لدى العرب في الجاهلية وكانوا متسالمين على أكثرها فأقرَّ الاسلام بعضها، ونهى عن بعضها الآخر، فكان من جملة ما نهى عنه الاسلام هذه الخصال الذميمة وهي قطع الطرق، والإغارة على الناس فيما منهم، فانتهى عنها المسلمون ولا مانع من أن يكون أبو ذر متعبّداً قبل الإسلام بسنوات، ويفعل بعض هذه الأعمال، ثم انتهى عنها حين نهى الإسلام عنها! إنّه لا مانع من ذلك قط، ولا يُخلُّ هذا بشرفه ومكانته، هذا إذا لم نقل بأنّه كان يفعل ذلك مع الفئات والقبائل التي تعبد الأصنام، استحلالا منه لذلك فمن يدري؟

وحين أسلم أبو ذر، زاده الإسلام شجاعة الى شجاعته، ومنحه زخماً لا تدرك حدوده، فكان من فرسان الإسلام وأبطالهم، من أول يوم.

 فقد قال للنبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، إنّي منصرف الى أهلي، وناظر متى يؤمر بالقتال، فألحق بك، فانّي أرى قومك عليك جميعاً!

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصبت.

فانصرف، فكان يكون بأسفل ثنية غزال (5) فكان يعترّض لعيرات قريش، فيقتطعها فيقول: لا أرُدّ لكم منها شيئاً حتى تشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله.

فإن فعلوا، ردَّ ما أخذ منهم، وإن أبوا، لم يردّ عليهم شيئاً، فكان على ذلك، حتى هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومضى بدر، وأحد، ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي (صلى الله عليه وآله) (6).

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وكانتِ التجارة إحدى الدعامات الاقتصادية الهامة، لكن يبدو انّها كانت مختصة بطبقة معيّنة من أصحاب السيادة.

(2) شعر الحرب في العصر الجاهلي 80 و462 (البهلول: السيد الجامع لكلّ خير) و(المخراق: الرجل الحسن الجسيم المتصرّف بالأمور الذي لا يقع في أمر الا خرج منه).

(3) الصَّرم: الفرقة من الناس ليس بالكثير.

(4) أعيان الشيعة 16 / 320.

(5) ثنية غزال موضع بين مكة والمدينة.

(6) أعيان الشيعة 16 / 321 عن الطبقات الكبرى لابن سعد.

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)