أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-23
515
التاريخ: 18-8-2018
1865
التاريخ: 7/11/2022
1447
التاريخ: 25-7-2016
4657
|
الصلابة في الإيمان هي العنصر الأساسي لشخصية المؤمن فالمتقون من أهم صفاتهم قوة إيمانهم ولا يكون ذلك إلا بالعبادة والتمرين والصبر على النوائب والمحن وهنا نورد قصة أحد الصحابة وما يكشف عن مخزون إيماني يحتوي عليه:
جاء في (تاريخ الطبري):
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة ذات الرقاع من نخل فأصاب رجل من المسلمين امرأة من المشركين، فلما انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) قافلاً أتى زوجها وكان غائباً فلما أخبر الخبر حلف ألا ينتهي حتى يريق في أصحاب محمد دماً فخرج يتبع أثر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزلاً فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقال: نحن يا رسول الله قال فكونا بفم الشعب وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه قد نزلوا الشعب من بطن الوادي فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل تحب أن أكفيكه أوله أو آخره؟
قال: بل اكفني أوله. فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي وأتى زوج المرأة فلما رأي شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم فرمى بسهم فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائماً يصلي ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائماً يصلي ثم عاد له بالثالث فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع وسجد ثم أهب صاحبه فقال اجلس فقد أتيت.
قال فوثب المهاجري فلما رآهما الرجل عرف أنهم قد نذروا به ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال سبحان الله أفلا أهبتني أول ما رماك؟
قال: كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها فلما تتابع عليَّ الرمي فآذنتك وأيم الله لولا أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفدها (1).
هذه القصة فيها عدة فوائد منها:
1ـ وجوب حفظ ثغور المسلمين والدفاع عنها واجب ولا يقدم عليه غيره من الواجبات فضلاً عن المستحبات.
2ـ أن الأنصاري حاول أن لا يوقظ المهاجري من نومه إلا في الحالة الاضطرارية وأن يتحمل عنه كل خطر.
3ـ أهمية قراءة القرآن والمحافظة عليه حتى يصل إلى نهاية ما يريد أن يقرأه وغيرها من فوائد.
قوله (عليه السلام): (فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً).
قال الشاعر:
ما ذكرت يوماً لها من سمية من الدهر إلا اعتاد عيني واشل
(وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ)، أي أمامهم.
(وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا) أي أمالوا إليها.
(مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ)، ومن آداب التلاوة السؤال عند آيات الوعد والاستعاذة عند آيات الوعيد.
هذا وقد روى الإمام الباقر عن أبيه السجاد عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام): قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْأَلُوهُ بِبَاطِنِ الْكَفَّيْنِ وَإِذَا اسْتَعَذْتُمُوهُ فَاسْتَعِيذُوهُ بِظَاهِرِهِمَا (2).
وقال السَّيْدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ الصَّادِقِ (عليه السلام) قَالَ: هَكَذَا الرَّغْبَةُ: وَأَبْرَزَ بَطْنَ رَاحَتَيْهِ إِلى السَّمَاءِ.
وَهَكَذَا الرَّهْبَةُ: وَجَعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ إِلى السَّمَاءِ.
وَهَكَذَا التَّضَرُّعُ: وَحَرَّكَ أَصَابِعَهُ يَمِيناً وَشِمَالًا.
وَهَكَذَا التَّبَتُلُ: يَرْفَعُ أَصَابِعَهُ مَرَّةً وَيَضَعُهَا مَرَّةً.
وَهَكَذَا الِابْتِهَالُ: وَمَدَّ يَدَهُ بِإِزَاءِ وَجْهِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ وَقَالَ لَا تَبْتَهِلْ حَتَّى تَجْرِيَ الدَّمْعَةُ (3).
قوله (عليه السلام): (وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقهَا).
قال الجوهري: الزفير أول صوت الحمار، والشهيق آخره، لأن الزفير إدخال النفس والشهيق إخراجه ويقال الشهيق رد النفس، والزفير إخراجه.
(فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ) أي: أسفلها.
(فَهُمْ حَانونَ) من (حنيت ظهري).
(عَلَى أَوْسَاطِهِمُ) الكلام كناية عن الركوع فيجب فيه الانحناء بحد تصل به الكفان إلى الركبتين، ومن آدابه أن يكون بحيث لو صب الدهن على ظهره يبقى عليه.
(مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَأَكْفُهِمْ وَرُكَبِهِمْ وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ) الكلام كناية عن السجود فيجب فيه وضع الأعضاء السبعة: الجبهة والكفين والركبتين وإبهامي الرجلين على الأرض (4).
قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] (5).
وقوله: (فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، ذكر لكيفية ركوعهم (6).
وقوله: مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ إلى قوله: أَقْدَامِهِمْ، إشارة إلى كيفية سجودهم، وذكر الأعضاء السبعة.
الغاية من عبادتهم
وقوله: يَطلُبُونَ إلى قوله: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: 65، 66] (7).
الحلم
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين وشيعته المؤمنين: (وَأَمَّا النَّهَارَ: فَحُلَمَاءُ، عُلَمَاءُ، أَبْرَارٌ، أَتقِيَاءُ، قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى، وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضِ، وَيَقُولُ قَدْ خُولِطُوا، وَلَقَدْ خَالَطَهُمْ أَمْرٌ عَظِيمٌ، لَا يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ، وَلَا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ؛ فَهُمْ لأَنْفُسِهِمْ مُتهِمُونَ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ، إِذَا زُكِّي أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ؛ فَيَقُولُ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي، وَرَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي، اللَّهُمَّ لَا تَأْخُذْنِي (8) بِمَا يَقُولُونَ وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ (9).
من صفات المتقين، كونهم حلماء (وَأَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ) عن الجهال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تاريخ الطبري، ج 2، ص 87.
2ـ مستدرك الوسائل، ج 5، ص 187، رقم 5644.
3ـ المصدر السابق، رقم 5646.
4ـ بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 434.
5ـ شرح نهج البلاغة (ابن ميثم)، ج 3، صفحة 418.
6ـ المصدر السابق.
7ـ بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 434.
8ـ هكذا في نسخة الدكتور النصيري: في الأصل وفي هامشها (لَا تُؤَاخِذْنِي) نسخة بدل. وفي نسختنا على عكسها. في الأصل (لا تُؤَاخِذْنِي) وفي هامشها (لا تأخذني) نسخة بدل.
9ـ هذا النص متطابق مع نسخة الدكتور النصيري المؤرخة 194 هـ وهي الأصل، ومع نسختنا المؤرخة 736 هـ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|