إن توفر المعلومات المفصّلة عن الفرص والمخاطر المتعلقة بالتكنولوجيا النانوية، والمواد النانوية أمر مهم؛ لتكوين الرأي العام حولها. ويعد الاتصال شرطاً أساسيًا مسبقاً؛ لاستخدام التكنولوجيات الجديدة. وقد تترك عملية تكوين الرأي العام هذه آثارها في تطوير التكنولوجيات وتطبيقها. وبناء على ذلك، يتعين أن يكون الاتصال أوسع نطاقا من حقل المواد النانوية المصنعة، بحيث يضم جميع التكنولوجيات النانوية. وينبغي أن يعكس ذلك الحالة الراهنة للمعارف الاجتماعية، والعلمية، والسياسية، وعملية إشراك الجمهور. ولا بد أيضًا من أخذ بشائر النجاح التي تنطوي عليها التكنولوجيات النانوية، والمخاوف، أو الرفض الذي يمكن أن تثيره في الحسبان.

وينبغي أن تشكل مشاركة الصناعة والسلطات والجمهور عمومًا في النقاش الدائر حول الفرص والمخاطر جزءا لا يتجزأ من عملية التطور التكنولوجي. ويتعيّن أن يتم هذا النقاش على أوسع نطاق ممكن، وألا يقتصر على مستويات، أو موضوعات إفرادية (سواء أكانت علمية أم نفسية أم مجتمعية). ويتمثل التحدي بإيصال المعلومات عن المخاطر والمنافع؛ لإتاحة المجال للحوار العام، واتخاذ القرارات المستنيرة، وسيكون هذا التحدي أكثر صعوبة في البلدان النامية.

كما ينبغي أن يقترن تعميم الوعي بالمخاطر المحتملة أن تترتب على استخدام التكنولوجيات النانوية، وتأثيره في الجمهور لدى البلدان المتقدمة والنامية وكذلك الجوانب الإيجابية لهذه التكنولوجيا، لا سيما في مجال استحداث أدوات الرصد والمراقبة.

وجدير بالذكر أن الجسيمات النانوية تنطلق بكميات كبيرة في العمليات الصناعية على شكل ناتج فرعي غير متعمد ناجم عن الإحراق، واللحام، والانفجار... إلخ. لكن اكتشافها محدود جدا في الوقت الراهن؛ بسبب نقص آليات الكشف الراسخة، ونقص الوعي بالحاجة إلى المراقبة والرصد. بيد انه يتوقع توفر طرقا كثيرة؛ لاكتشاف مختلف أنواع الجسيمات النانوية في المستقبل.