أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2020
2220
التاريخ: 2023-07-29
1169
التاريخ: 2023-08-01
688
التاريخ: 15-1-2021
2608
|
قبل الحديث عن الأخطاء الطبية نود الإشارة إلى وجود تخوّف من تدمير الإنسالات الحمض النووي للخلية الحية نفسها. ولكن استخدام الإنسالات النانوية يقلل جدًّا من هذا الخطر (انظر الشكل رقم 3). أما التخوف الآخر من استخدام الإنسالات النانوية فيكمن في مهاجمة جهاز المناعة الطبيعي للإنسالات النانوية الطبية حال دخولها الجسم. لكن من المعلوم أن ردة فعل جهاز المناعة على الأجسام الغريبة تكون في الأساس قائمة على غرابة سطوح تلك الأجسام الداخلية، أما في حالة الإنسالات النانوية فإنّ الأمر يعتمد على حجمها، بالإضافة إلى قدرتها الحركية، وطبيعة سطحها، وعوامل أخرى. وعلى الرّغم من ذلك فإن مشكلة رفض الجسم الإنسالات النانوية لا يختلف عن رفضه الأعضاء المزروعة، وربّما كانت أبسط من ذلك؛ لأنّ الكثير منها سيبقى في الجسم لفترة محدودة (27).
ويتوقع المراقبون أن تؤدي هذه التقنية الجديدة إلى ثورة غير مسبوقة؛ للتصدي للكائنات الدقيقة، حيث يعتمد النانو بيوتكس (Nanobiotics) وهو البديل الجديد للأنتبيوتيك على الثقب الميكانيكي للخلايا الممرضة (الجراثيم، أو الفيروسات) (27).
شكل رقم 3 صورة افتراضية لأنموذج إنسالات مستخدم في ترميم الخلايا (27).
شكل رقم 4 قد يؤدي العلاج بالإنسالات النانوية إلى تدمير الحمض النووي للخلية الحية (27).
فالنانوبيوتكس هو ببتيد حلقي ذاتي التجمع، ومُعد صناعيًا، ويمكنه التجمع على هيئة أنابيب نانوية (Nanotubes) أو دبابيس نانوية. فعند دخول ملايين من هذه الأنابيب اللزجة، والمكوّنة من الببتيدات الحلقية داخل الجذر الهلامي للبكتريا، فإنها تنجذب كيميائيا إلى بعضها بعضا، وتجمع نفسها إلى أنابيب طويلة متنامية ومتجمعة ذاتيا، بحيث تثقب الغشاء الخلوي، وتعمل مجموعات الأنابيب المتجاورة هذه على فتح مسام أكبر في جدار الخلية البكتيرية، وخلال دقائق معدودة تموت الخلية البكتيرية؛ لتشتيت الجهد الكهربائي الخارجي غشاءها، وهذا ما ينهي حياة الخلية عمليا. وقد أظهرت هذه التقنية نجاحًا ملحوظا في القضاء على الجراثيم العنقودية الذهبية، وعصيات القيح الأزرق، وغيرها (27).
ويتوقع العلماء أن تنجح هذه التقنية النانوية في القضاء على الفطريات. وجدير بالذكر أنّ النانوبيوتكس (الحلقات الملونة) تدمر خلايا البكتريا. ومن المعروف أن الببتيدات الحلقية طبيعية المنشأ حققت نجاحًا باهرًا في مقاومة الجراثيم، ومثال ذلك: الباستيراسين الذي يستخدم في الغالب على نحو موضعي. وبناء على ذلك نرى أنّ مبدأ النانوبيوتكس والنانوتيوب يختلف تماما عن طريقة عمل الصادّات الحيوية والمطهرات؛ ولذلك يصعب على هذه الكائنات أن تطور مناعة ذاتية، أو مقاومة. وهي طريقة مختلفة تمامًا عن طريقة عمل الصادات الحيوية، والمطهرات الكيماوية التي تؤثر غالبا في العمليات الاستقلابية لهذه الكائنات الدقيقة. ويتوقع أن تبدأ مثل هذه التجارب السريرية على البشر في القريب العاجل، ونجاح هذه الطريقة يوفر (بحسب ما أدلت به منظمة الصحة العالمية) مبلغا قدره عشرة بلايين دولار سنويًّا، وهي تكلفة معالجة الإصابات الناجمة عن العدوى بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (14).
والأبحاث التي نشرت حديثا عن دور هذه التقنية في التعامل مع الملاريا، وتأثر مرونة خلايا الدم الحمراء، تضع أسس دور رائد لها في فهم الأمراض المعدية، وعلاجها. كما أثبتت الدراسات أهمية دور هذه التقنية في صنع سيراميك للعظام بدرجة متناهية في النعومة والصلابة في آن واحد، حيث تبشر بالشيء الكثير في مجال استبدال المفاصل، وتطور تقنيتها، إضافة إلى صناعة العظم نفسه. كما أن الدراسات التي صدرت تسلط مزيدًا من الضوء على فائدة تقنية النانو في كتابة شفرات الجينات داخل الدي أن أيه (DNA)؛ بما يوفر المال؛ لفحصه واستخدام تقنية النانو يسخرها؛ للاستفادة حتى من بول الإنسان في صنع بطاريات طويلة العمر؛ لفحص مرضى السكر، وذلك حسب ما نشرته مجلة «آليات الهندسة الدقيقة» للدكتور «كاي بانغ ليي» من مؤسسة أبحاث النانو والكيمياء الحيوية في سنغافورة. كما أنّ باحثين من أسبانيا يتحدثون عن طريقة جديدة يستخدمها الأطباء اعتمادًا على تقنية النانو في الكشف عن خلايا السرطان بسرعة، وخاصة سرطان الثدي، وهو ما صرّحت به «لورا ليشاجا» مديرة المركز القومي للإلكترونيات الدقيقة بأسبانيا.
كما ذكرت الأبحاث أيضًا دور هذه التقنية في صنع الأجهزة الطبية المستخدمة في غرف العمليات، والعناية المركزة؛ لتسلط ضوءًا ساطعًا على فائدتها في تقليل العدوى الناجمة عن المستشفيات وانتقال الجراثيم إلى المرضى، وهو ما طرحه الدكتور «بروس غيبينس» في مؤتمر أبحاث النانو بولاية أريجون الأميركية، حيث وضّح الفكرة بوضعه طبقة رقيقة على مستوى النانو من الفضة فوق أسطح الأدوات الطبية، وذلك على نحو لا يعطي مجالاً للمكروبات أن تلتصق بها، وتعد هذه الخطوة من أولى الخطوات الصحيحة؛ للحد من العدوى الناجمة عن المستشفيات حسب قوله.
وقد بدأت فعلاً بعض الشركات اليابانية طرح منتجاتها في السوق الخليجية (غسالات مطلية بطبقة من الفضة بسماكة نانو متر واحد مستفيدة من اجتذاب البكتيريا إلى الفضة، وخنق معدن الفضة البكتيريا الملتصقة به) (54).
_________________________________________________________
هوامش
(14) http://www.q8mool.com/articles_view_1157.html.
(27) العلي؛ ليلى صالح، الاسكندراني، محمد شريف، القطان، محمد، عبد الحميد، أحمد. التقانة النانوية: مسيرة وتطبيقات – التقانة النانوية لدفع قاطرة التنمية – التقانة النانوية والصناعات النفطية – النانوتكنولوجي عالم صغير ومستقبل كبير. مجلة التقدم العلمي. الكويت: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. العدد 66، صفحات 25–33 (أكتوبر 2009 م).
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|