أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18
267
التاريخ: 5-03-2015
1590
التاريخ: 2024-09-03
251
التاريخ: 2024-09-13
223
|
قال ابن حجر: (أول الناس إسلاماً، ولد قبل البعثة بعشر سنين، فرُبيَّ في حجرِ النبي ولم يفارقه وشهد معهُ المشاهد إلا غزوةُ تبوك، ومناقبهُ كثيرة حتى قال الإمام أحمد، لم يُنقل لأحدٍ من الصحابة ما نُقل لعلي، وقال: وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل: (كان علي يقول سلوني، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أم بنهار).
وفيما يخص إهتمامهِ بالقرآن وكيفية تتلمذه قال(عليه السلام) (فما نزلت على رسول الله(صلى الله عليه واله) آيةٌ من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، وخاصها وعامها، ودعا الله أن يعطيني فهمها، فما نسيتُ آية من كتاب الله، ولا علماً أملاهُ عليَّ، وكتبتهُ منذ دعا الله لي بما دعا، وما ترك شيئاً علمهُ الله من حلال وحرام ولا أمرٍ ولا نهي كان أو يكون، ولا كتاب منزل على أحدٍ من قبلهِ – من طاعة أو معصيةٍ – إلا عَلمنيه وحَفظتهُ فلم أنسَ منه حرفاً واحداً)[1].
وفي هذا النص عبارات لابد من الوقف عندها: فهو يؤكد على أخذ القرآن من رسول الله قراءةً وإملاءً وتدويناً، بخط يدهِ وهو من أنصار تدوين العلم – عكس ما عُرف عن باقي الخلفاء، ثم أخذ يعد المصطلحات القرآنية وتطبيقاتها وأنه أخذها من رسول الله(صلى الله عليه واله): (التأويل والتفسير)، واجتماعهما في مكان واحد يدل على اختلاف معنيهما، لكن الملحوظة التي تلفت الإنتباه قوله: (وما نزلت على رسول الله(صلى الله عليه واله) آيةٌ) إلا... وعلمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها...) فحسب الدلالة السياقية للكلام أن كل آية من كتاب الله قابلة لأن تكون (ناسخة ومنسوخة، محكمة ومتشابهة وخاصة وعامة) ولا يمكن أن تكون كذلك في لحاظٍ واحد وإلا حدث التناقض بل لابد من وجود لحاظين، فالآية تكون ناسخة لآية ثانية ومنسوخة لآية أخرى، مما يعطي ديناميكية وتفاعل بين آيات القرآن الكريم، لعل هذا المفهوم غريب إلا أنه واضح من خلال سياق الحديث والأحاديث الأخرى.
إن المصطلحات القرآنية كالناسخ والمنسوخ وأمثالهِ لابد من دراستها كما جاءت في النصوص لكي نعرف إطلاقاتها ومعانيها، ولابد أن نميز بين النص وما فُهم من النص، وهذه دعوة لإعادة قراءة النص من جديد بحسب ظرفهِ وسياقهِ، لأن المفاهيم التي أخذت تراكمية مبتنية على الاصطلاحية أكثر مما هي مبتنية على الأستنباط من النص، كما ذكرنا ذلك في (التفسير والتأويل والتنزيل).
وهذا النص في الواقع يرصد اهتمامات الإمام علي بالقرآن وحرصهِ على إظهار المصطلحات العلمية القرآنية إضافة إلى النتاج الوفير في التفسير تجد مادة غنية تستحق الدراسة والتوثيق.
ففي نهج البلاغة وفي خطبهِ الرائعة كرس بعضها لإلقاء الضوء على هذه المصطلحات ففي أول خطبة أعطى ما يقارب من ثلاثين مصطلحاً قرآنيا (كتاب ربكم فيكم: مبيناً حلاله وحرامه، وفرائضهُ وفضائله وناسخه ومنسوخه...الخ)[2] وفي ما يقارب من ثلاث خطبٍ أخرى يركز على حقيقة جوهرية للقرآن (هي قدرة القرآن على تبيين نفسه) أي تفسير القرآن بالقرآن الذي يعد الركيزة الأساسية للتفسير الموضوعي. إذ قال: (كتاب الله تُبصرون به، وتنطقون به، وتسمعون به وينطق بعضهُ ببعض، ويشهد بعضهُ على بعض ولا يختلف في الله ولا يخالف بصاحبه عن الله).[3] وهكذا في عدة مواضع من نهج البلاغة[4]. فاستحق بحق أعلى وسامٍ من رسول الله(صلى الله عليه واله) وهو يتوج حملة القرآن من الصحابة إذ قال: (هذا عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض)[5].
إضافة إلى شهادة الصحابة في حقهِ لاسيما المفسرين منهم.
مصادر التفسير عند الإمام علي:
1- تفسير القرآن بالقرآن:
فهو صاحب المقولة: (ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضهُ على بعض).[6]
وفي معرض إجابة مسائل ابن الكواء* في ما ادعاهُ من تناقض القرآن، قال: ويحك يا ابن الكوا، جاء القرآن ليصدق بعضه بعضاً، لا يكذب بعضه بعضاً)[7].
وهناك مصادر أخرى للتفسير ذكرها الإمام الصادق(عليه السلام) وهو يستعرض قدرة جدهِ أمير المؤمنين على إستنباط المعاني وترجمة القرآن، والتأصيل المنهجي لتفسيره، وكيف أنه فسح المجال لأصحابه ليسألوا، ولقد اشتهرت عنه كلمة (سلوني: سلوني) محاولاً كشف التعتيم على حقائق القرآن حتى ذكر ستين نوعاً من علوم القرآن والأصول والقواعد التفسيرية، وقد نقلها كلٌ من النعماني والسيد المرتضى، ونقلها ابن قولويه عن سعد الأشعري[8] وقد نقلها بشكل مختصر المفسر الأقدم الشيخ علي بن إبراهيم القمي بسنده المتصل إلى الإمام الصادق(عليه السلام) وكثير من أنواعها نقلها الأئمة في أحاديث متفرقة تصادق على مضمون الرسالة، وإن أقوى سند لهذهِ الرسالة هي الأمثال التي جاء بها الإمام علي(عليه السلام) حيث ضرب لكل نوع مثلاً فكان دليلها معها، وبعد أن ينتهي من كل نوع يقول (وهذا في كتاب الله كثير) وكانه يدعو المسلمين إلى إستنباط ذلك من خلال القاعدة والمثل الذي أعطاه. وسأحاول رصد بعض هذه الأنواع التي نراها تسهم في التنظير للتفسير الموضوعي:
2-إتباع الأشباه والنظائر:
الذي وصفهُ الإمام علي (متفق اللفظ مختلف المعنى) فأخذ عدة مفردات قرآنية ولاحق إستخداماتها السياقية مستنبطاً معانيها مترجماً لألفاظها وضرب لذلك عدة أمثلة (الوحي، القضاء، الضلال، الخلق، الفتنة، النور، الأمة) وهذا يستدعي قراءة ما بين الجلدين وهو يعتمد على الإستقراء والجمع الموضوعي لمفردة واحدة (لموضوع واحد) وهذا جهد ليس باليسير يوم لم يكن هناك حاسوب ولا معاجم قرآنية. ولنأخذ إنموذجاً منها: (الخلق) وهو على أربعة أوجه:
خلق الاختراع فقوله سبحانه: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[9]
خلق الاستحالة فقوله تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ}[10]
وأما خلق التقدير فقوله لعيسى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}[11]
وأما خلق التغيير فقوله تعالى: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ}[12].
فبالإضافة إلى الاستقراء والجمع الموضوعي استطاع الإمام علي(عليه السلام) أن يترجم كل مفردة باصطلاحٍ يستنبطهُ إما من سياق الآية كما في الآية الأخير (خلق تغيير) أو من قرائن أخرى تفيد المطلوب، وهذا المثال يجمعهُ موضوع واحد هو (الخلق) لكنه متشعب إلى فروع أربعة، وإذا أردنا الإتساع نرجع إلى المعجم القرآني.
من ثمَ سوف نبدأ بالهيكلة العامة للموضوع المراد بحثه من خلال (الاستقراء، الجمع الموضوعي، الترجمة)
الترادف: قال: (ومنه آيات مختلفةُ اللفظ متفقةُ المعنى) وهذه دعوى واضحة لوجود الترادف في القرآن، وفائدتهُ واضحة إذ إنه يوسع دائرة البحث، فلو أردنا البحث عن مفردة ما وكانت هذه المفردة قليلة أو جاءت مرةً واحدة[13] فلا نقف مكتوفي الأيدي بل لابد من الإعتماد على المعاني المترادفة وإن كانت ألفاظها مختلفة. حتى تدخل في حسابات المفسر.
3- تقسيم القرآن:
لقد قام الإمام علي(عليه السلام) بتصنيف آيات القرآن إلى عدة أقسام فعرفت عنه القسمة الثنائية، القسمة الثلاثية، القسمة الرباعية، القسمة السباعية، وهذه التقسيمات قد تكون متداخلة إلا أنه في كل مرة يحاول تصنيف الآيات القرآنية بلحظات مختلفة تبرز معالم القرآن وعلومهِ، يصلح كل قسم أن يكون موضوعاً قرآنياً.
أ- القسمة الثنائية:
صنف الإمام علي(عليه السلام) كل نوعين من الآيات في نظامٍ زوجي بشكل (ثنائيات تناظرية) يُمكن التفاعل فيما بينها ضمن إطار (موضوع واحد) يجعل القرآن قادراً على تبيان المعلومة من هذا النظام الزوجي، وهذا النظام هو نظام كوني ثابت قال تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}[14] فقد قال: (وفي القرآن: ناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، وخاص وعام، ومقدم ومؤخر، وعزائم ورخص، وحلال وحرام، وفرائض وأحكام، ومنقطع ومعطوف)[15] فكل زوج من المصطلحات يمثل نظاماً قرآنياً واحداً. فمثلاً
1- فرائض وأحكام: وقد أعترف كل من بحث في التفسير الموضوعي أن الفرائض والأحكام يجمعها موضوع واحد هو (آيات الأحكام) وقد بُحثت قديماً ويعد هذا البحث من جذور التفسير الموضوعي عند القدماء على تفصيل يأتي في محلهِ وكذلك الحلال والحرام يدخل تحت هذا العنوان.
2- العام والخاص: ذكر الإمام علي(عليه السلام) عدة أنواع من العام والخاص على مستوى اللفظة الواحدة (اللفظ عام ويراد به الخصوص وبالعكس)، (ولفظ عام ويراد به العموم وبالعكس) والذي يدخل في حيز بحثنا الآيات التي تخصص العام (إن الإنسان لفي خسر إلا الذين...) وقد يكون المخصص متصلاً أو منفصلاً وهكذا تجري الأمور على (المطلق والمقيد)[16] ، (المجمل، والمفصل)[17] ، (المبهم والمبين) كلها يجمعها موضوع واحد إذ لا يعقل أن يكون الخاص أجنبياً على موضوع العام وهكذا. وسيأتي ذلك مفصلاً في الفصل الأخير
ب- القسمة الثلاثية: يقسم الإمام علي(عليه السلام) بلحاظ آخر القرآن إلى ثلاثة أثلاث إذ ينقل الأصبغ بن نباتة القول عنه(عليه السلام): (نزل القرآن أثلاثاً: (ثلثٌ فينا وفي عدونا)، (وثلث سنن وأمثال)، (وثلث فرائض وأحكام).[18]
أما الفرائض والأحكام فقد عرفنا دخولها تحت آيات الأحكام التي يجمعها موضوع واحد، وأما قوله (ثلث فينا وفي عدونا) فهناك أحاديث كثيرة وردت عن أهل البيت تؤول آيات أهل الحق فيهم وآيات أهل الباطل في عدوهم[19] مما جعل الآيات القرآنية تترسب حول قطبين قطب الحق وقطب الباطل وقد عد السبحاني هذا من نوع التفسير الموضوعي للقرآن إذ لحظ فيها موضوعاً جامعاً بين الآيات.[20] وأخذ يعدد المدونات في هذا الموضوع. وهناك القسمة الرباعية لا تعارض هذه القسمة إنما تتداخل معها وقلنا أن تعدد التقسيمات يتبع تعدد اللحاظ.
جـ- القسمة السباعية: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): (إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل قسم منها شافٍ كافٍ وهي: أمرٌ وزجر، ترغيب وترهيب، جدل ومثل وقصص) ([21]).
* فالترغيب والترهيب: إذا جمعهم موضوع واحد يدخل تحت التفسير الموضوعي كما في موضوع الزواج إذ رغب فيه بقولهِ:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[22] والترهيب قوله عز وجل:{إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}[23]، نلاحظ أن الموضوع الجامع بين الترغيب والترهيب موضوع واحد هو (الأزواج) وهكذا إذا كان هناك عنوانان متلازمان (كالجنة والنار) إذ يجمعهما موضوع واحد هو (الجزاء). وهذا الكلام يسري على (الأمر والزجر).
القصص القرآني: وهو الموضوع الأوضح الذي جذب المفسرين إلى التفكر في جمع شتات القصة من مجموع آيات القرآن إذ لكل قصة موضوع جامع، ونرى في القرآن سورةً كاملةً وموضوعاً موحداً في سورة يوسف وعلى المنوال نفسهُ ممكن للمفسر الموضوعي أن يجمع قصة موسى وعيسى والأمم الخالية وهكذا.
4- التفسير الموضوعي عند الإمام علي)عليه السلام): لقد لاحظتُ في رسالة الإمام علي)عليه السلام) أنه قد بحث مواضيع متكاملة مبوبة ومفهرسة، كما في موضوع (معايش الخلق وأسبابها في القرآن)[24] إذ فهرس البحث فيها فهرسةً قرآنيةً استقرائيةً فقال: معايش الخلق وأسبابها فقد أعلمنا سبحانه ذلك من خمسة أوجه: وجه الإشارة، ووجه العمارة، ووجه الإجارة، ووجه التجارة، ووجه الصدقات) ثم فصل في ذلك كله حتى تكامل الموضوع عنده والموضوع الآخر الذي رصدهُ الإمام علي)عليه السلام) موضوع (الإيمان والكفر):
إذ أخذ الإيمان[25] وقسمهُ على الجوارح اعتماداً على استقرائهِ القرآني ثم لاحظ مسألة عقائدية مهمة دار البحث عنها سابقاً لكنهُ حسمها ببركة التفسير الموضوعي وهي مسألة (زيادة الإيمان والكفر ونقصانه)، فتراهُ موضوعاً متكاملاً مستوفياً لجميع مسائلهِ.
5- التأويل والتنزيل عند الإمام علي)عليه السلام) :كما مرَّ سابقاً في المبحث الأول.
6- الناسخ والمنسوخ: كذلك إذا جمعهم موضوع واحد كما في موضوع القبلة التي ذكرها الإمام علي)عليه السلام) كنموذج قال تعالى:{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَة}[26] وكان رسول الله(صلى الله عليه واله ) في أول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس، فعيرتهُ اليهود وقالوا أنت تابع لقبلتنا فأنزل الله{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[27] فالآية الثانية نسخت العمل بالآية الأولى وكان الجامع بينهما موضوع واحد هو (القبلة).
7- المنقطع والمعطوف: قال)عليه السلام): والمنقطع والمعطوف في التنزيل هو أن الآية من كتاب الله عز وجل كانت تجيء بشيءٍ (موضوع) ثم تجىء منقطعة المعنى بعد ذلك وتجيء بمعنى غيرهُ (موضوع غيره) ثم تعطف بالخطاب على الأول) ([28]). مثل قوله تعالى:وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ([29]) ثم انقطعت وصية لقمان لابنه فقال: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} [30] ثم عطف بالخطاب على وصية لقمان لابنه فقال: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ...} [31]
ثم أعطى ستة أمثلة مشابهة، وهذه دعوى جادة من الإمام)عليه السلام) للتحرر من قيود الترتيب المألوف بين آيات القرآن واتباع القراءة الموضوعية بممارسة ما أسماه (المنقطع والمعطوف) ومن خلال الأمثلة نجد أنه يتبع الموضوع ولو كان في سورة أخرى فلا تقيدهُ سور السورة وإنما يقيدهُ إستيعاب الموضوع، وهذا هو الجمع الموضوعي للقرآن وهذا يتسنى لكل أحد عندما يقرأ القرآن يمارس أثناء قراءتهِ الفصل والوصل (المنقطع والمعطوف) حسب الموضوع المبحوث عنه إلى أن يستقرأ القرآن من الجلد إلى الجلد باحثاً عن موضوعهِ.
8- السُنة النبوية: إن الإمام علي)عليه السلام) استوعب السنة النبوية – كما سمعنا – فوعاها بأذنهِ الواعية وأتاحت له ظروف القرابة والمصاهرة للنبي ذلك التواصل في فهم كل آية نزلت وتفسيرها وتدوينها وكان من بين المصادر التفسيرية عندهُ السنة النبوية: فقد ذكر العياشي باسنادهِ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهِ قال: قال أمير المؤمنين)عليه السلام) (إنما أنت مُنذر ولكل قوم هاد) فقال رسول الله)عليه السلام) أنا المنذر وأنت الهادي).[32]
وعن علي)عليه السلام): أنه سأل رسول الله(صلى الله عليه واله ) عن قوله تعالى: {يَمْحُوا اللهَُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} فقال: لأسرنك بها فتسر بها أُمتي من بعدي: الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر)[33].
[1] الكليني، أصول الكافي – باب اختلاف الحديث ج1/63-64 (سنده الصحيح) كما حققناهُ.
[2] نهج البلاغة، خطبة رقم (1)، (القرآن والأحكام الشرعية).
[3] نهج البلاغة، خطبة رقم (133).
[4] راجع نهج البلاغة خطبة رقم (198)، (183)، (158).
[5] ابن حجر، الصواعق المحرقة ص124 ط المحمدية بمصر، القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ص285.
[6] نهج البلاغة، خطبة رقم (133).
[7] حسن القنبانجي، مسند الإمام علي ج2 ص17 المخصص لتفسير الإمام علي8 نقلاً عن البحار نقلاً عن الإحتجاج وتفسير العسكري.
[8] حققنا الأسانيد الثلاث لهذه الرسالة وتخريجاتها بشكل وافي في آخر الرسالة فراجع وثبت صدورها وصحتها.
[9] الأعراف / 54
[10] الزمر /6.
[11] المائدة /110.
[12] النساء /119.
[13] جمع بعض الباحثين المفردات التي وردت في القرآن لمرة واحدة أو مرتين.
[14] الذاريات /49
[15] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة، ص50.
[16] رسالة (المطلق والمقيد) رسالة ماجستير / سيروان عبد الزهرة.
[17] رسالة (المجمل والمفصل) رسالة دكتوراه / سيروان عبد الزهرة.
[18] المجلسي، بحار الأنوار 98/114 عن القمي والعياشي.
[19] جعفر السبحاني، مفاهيم القرآن 10/372، ط2 / 1425هـ ط إعتماد/ قم.
[20] راجع مقدمة تفسير العياشي.
[21] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة ص49.
[22] الروم /21.
[23] التغابن /14.
[24] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة، (معايش الخلق وأسبابها في القرآن)، ص128.
[25] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة، (الإيمان والكفر والشرك)، ص133-164.
[26] الأحزاب /6.
[27] البقرة /244.
[30] لقمان /14.
[31] لقمان /13.
[32] تفسير العياشي، 2/203 ح5.
[33] الهندي، كنز العمال 2/441 ح4444.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|