أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-07
187
التاريخ: 2024-08-26
275
التاريخ: 17-10-2016
1222
التاريخ: 18-10-2016
876
|
المراد: علمه الذاتي الذي أحاط بعلمه الفعلي، وهو أحاط بجميع الأشياء {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] وقدرة {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ} [يونس: 61] {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة: 255] ومن يشاء من عباده.
تحقيق معنى العلم وأنَّ أي قسم منه لائق به تعالى:
العلم: ما به ينكشف الشيء لدى العالم، فهو إمّا بحصول صورة الشيء في الذهن، أو بحضور ذلك الشيء لدى المجرّد.
بتقسيم آخر: العلم فعليّ وانفعالي، والعلم اللائق بجنابه تعالى هو العلم الفعلي الحضوري الذي هو نحو وجود كلّ شيء، وإحاطته محاطية وجودات الأشياء وحضورها لديه تعالى؛ لأنّه لمّا كان تعالى بسيط الحقيقة، محض الوجود وصرفه ـ وصرف الشيء واجد لما هو من سنخ ذلك الشيء، ومجرّد عمّا هو من أجانبه وأباعده، وبعيد الوجود لا يكون إلّا ما هو من سنخ العدم ـ كان كلّ وجود حاضراً له أشدّ من حضوره لنفسه، إذ كما قلنا: نسبة الشيء إلىٰ فاعله بالوجوب، وإلى قابله بالإمكان.
ولا نعني بنفس الأشياء وقابلها إلّا الماهيات التي هي قابلة للوجودات الخاصة، فكما لا يشذّ عن حيطة وجوده تعالى وجود، كذلك لا يعزب عن حيطة علمه مثقال ذرّة.
قال الحكماء: إنَّ الله تعالى ظاهر بذاته لذاته، لكون ذاته بريئاً من جميع الحيثيّات، ومجرّداً عن كلّ الأحياز والجهات والأوقات، وكلّ مجرّد عالم بذاته، وذاته علّة لجميع ما سواه، والعلم بالعلّة يستلزم العلم بالمعلول.
قال المعلم الثاني: الأوّل تعالى هو الغني المغني الذي ينال الكلّ من ذاته (1).
فكما أنّ بوجود واحد مُظهر لجميع الموجودات بنحو البساطة، كذلك بعلم واحد يعلم جميع المعلومات، فكأن ذاته تعالى كالصورة العلمية التي بها ينكشف ذو الصورة الخاصة، إلّا إنّ ذاته تعالى بذاته ما به ينكشف جميع الأشياء، لا بصورة حاصلة زائدة.
وها هنا كلام ينبغي أن يذكر، وهو قول المتكلّمين: إنَّ العلم أعمّ من القدرة؛ لتعلّقه بالممتنعات دون القدرة؛ لأنّ المقدور لابدّ أن يكون ممكناً. ومعنى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20] أي كلّ شيء ممكن مستقيم قدير.
أقول: قال الحكماء: لا وجه لقولهم هذا؛ إذ الممتنع من حيث حقيقته التي هي عين اللاشيئية كما أنّه ليس مقدوراً كذلك ليس معلوماً، كيف والمعدوم المطلق لا [يخبر] (2) عنه، ومن حيث وجوده في نشأة الأذهان عالية كانت أو سافلة كما هو معلوم كذلك هو مقدور.
فإن قيل: علمه تعالى يتعلّق بذاته، وذاته معلومة له تعالى بخلاف قدرته، فكيف الاتحاد للعلم والقدرة؟
قلنا: تعلّق العلم والعالِمية بذاته تعالى ـ كما قالوا ـ معناه: أنّ ذاته عين العلم، لا أنّ ذاته شيء وعلمه بذاته شيء آخر، فكذلك تعلّق القدرة والقادرية معناه أنّه عين القدرة، فالمساواة والاتحاد محقّقة بين مفهومي العلم والقدرة من حيث المصداق والوجود، وكلامنا ليس في اتحاد مفهومي المعلوم والمقدور. فثبت أنّ كلّ ما هو معلوم لله تعالى بلغت إليه قدرته.
ثمّ إنّه ليت شعري بأيّ لسان أصف محاسن العلم ومحامده، وفي أي بيان أذكر شرافته وإنافته: العلم نعم القائد في طريق المشاهدة، ونعم الدليل في سبيل العيان، ولذا قال صلى الله عليه وآله: (اطلبوا العلم من المهد إلىٰ اللّحد) (3)، وقال: (اطلبوا العلم ولو بالصّين) (4)، وقال: (طلب العلم فريضة علىٰ كل مسلم ومسلمة).
العلم ثم العلم حبّذا رصد *** فلتطلبوا من مهدكم إلى اللحد
ولتبتغوا ولو بسفك المهج *** ولتفحصوا ولو بخوض اللجج
وحق علم لهو التوحيد *** وحقّ قبلة هو المجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|