قدّم التدريسي في كلية الفقه بجامعة الكوفة الدكتور سجاد هادي العنبكي بحثًا بعنوان "الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في تفاسير مدرسة الجمهور الدر المنثور للسيوطي اختيارًا". وجاء ذلك عبر مشاركته في المؤتمر العلمي السابع الذي حمل عنوان (الإمام المهدي -عجل الله تعالى فرجه الشريف- العدالة الإلهية الموعودة)، وذلك ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الأول، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جمعية العميد العلمية والفكرية. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وذكر العنبكي في مقدمة البحث أن أغلب الشرائع تشترك بفكرة وجود المصلح الذي يحقق أهداف الأنبياء، والدولة الإنسانية الفاضلة، لكنها تختلف بالمسمى والتشخيص، ولعل هذا الالتقاء نابع من أمرين: أحدهما هو المأثور أو الموروث الديني، والآخر هو الفطرة الإنسانية والعقل الحصيف اللذان يدلان ويرشدان إلى لابدية تحقق العدل وانتصار الحق ولو بعد حين ولا محيص من مخلّص للبشرية من الظلم والجور. وتابع الباحث "أمّا في الدين الإسلامي فقد اتضحت الرؤية وشخص المخلّص، فقد نصّ القرآن الكريم على أن هناك إمامًا يظهر في آخر الزمان يرث الأرض بمنّ الله ولطفه، بقوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)، وجاء التصريح بالاسم في أحاديث النبي الأكرم وأهل بيته (عليهم السلام)".

ويذكر الباحث أنّ بعض المعاندين والمبغضين لأهل البيت (عليهم السلام) أنكر وجود المهدي (عجل الله فرجه الشريف) مع ما زخرت به كل كتب العلماء ومن مختلف المدارس من أحاديث عن النبي (صلى الله عليه واله)، ومن تلك المصادر المهمة هي التفاسير فهي ضمّت روايات تفسيرية كثيرة، ومن تلك المصادر هو (الدر المأثور) في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ)، وقد صرّح بأنه ضمّ (بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع) وموقوف قاصدًا تفسيره الدر المنثور.