أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-29
![]()
التاريخ: 2024-07-08
![]()
التاريخ: 2024-03-13
![]()
التاريخ: 2025-02-10
![]() |
هو ثاني ملوك هذه الأسرة وباني الهرم الأكبر الذي يعد مع الأهرام الأخرى في منطقة الجيزة من عجائب الدنيا السبع. وقبل أن نتناول الكلام على حكم خوفو وأخلافه سنتكلم بشيء من الإيجاز عن الأهرام عامة، حتى يتسنى لكل زائر لمنطقة الأهرام أن يعرف شيئًا عنها. كان أول من أقام هرمًا من ملوك مصر هو الفرعون «زوسر»، وهو المعروف بالهرم المدرج بمنطقة سقارة، وقد أقام بعده «سنفرو» هرمين في منطقتي دهشور وميدوم كما ذكرنا، ولكن خوفو قد ترك هذه الجهات واختار لنفسه هضبة الجيزة ليقيم عليها هرمه الضخم، وربما كان السر في ذلك أن هذه الهضبة كانت قريبة من عين شمس مقر عبادة «رع»، وكذلك لأنها متسعة ومرتفعة لتجعل هرمه يشرف على كل ما حوله، يضاف إلى ذلك أن أحجار هذه الهضبة صالحة لقطع أحجار المباني لصلابتها ومتانتها، فكان من السهل عليه أن يقطع الأحجار منها ليقيم بها هرمه الضخم. وبمقارنة أحجار هذه المحاجر بأحجار الأهرام وجد أنها نوع واحد، وبذلك هدمت النظرية القديمة، وهي نظرية «هيرودوت» القائلة بأن أحجار الأهرام كانت تجلب إليه من محاجر الجهة الشرقية من النيل «محاجر طرة»، وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه بعض الأثريين الحالين والواقع أن الأحجار التي كانت تكسى بها الأهرام، هي التي كانت تجلب من محاجر طرة، وكذلك كانت تستعمل أحجار هذه الجهة لصنع التماثيل، ولعمل الأبواب الوهمية التي كان يكتب عليها النصوص الهيروغليفية، وذلك لملاستها وناصع بياضها وسهولة الحفر عليها، ومن ذلك يتضح أن موضوع بناء الأهرام لم يكن من الأعمال التي كانت تبذل فيها المشاق العظيمة التي كنا نقرؤها في الكتب القديمة والحديثة، والمحاجر التي قطعت منها أحجار الأهرام ظاهرة واضحة بجوار كل من الأهرام الأربعة لمن يريد أن يراها الآن بعد أن أزيحت عنها الرمال والأتربة التي غطتها منذ آلاف السنين، ومما سهل بناء الأهرام كذلك كيفية رفع الأحجار عند قدماء المصريين، إذ قد ظل العالم إلى زمن قريب جدًّا يعتقد أن المصريين كانوا يبنون المزالق فقط لجر الأحجار عليها في بناء الهرم، ولكن الكشوف الحديثة برهنت على أن المصريين كانوا قد وصلوا في هذا العصر إلى استعمال «البَكَر » لرفع الأحجار، وقد عثر في حفائر الجامعة المصرية على بكرتين إحداهما وجدت بجوار الهرم الثاني، والأخرى عثر عليها في إحدى بيوت مدن الأهرام التي كشف عن جزء منها حديثًا شرقي الهرم الرابع، ومن كل ذلك يتضح للقارئ أن أجدادنا المصريين كانوا قد وصلوا إلى مدى عظيم في فن البناء واستخدام قوى الطبيعة، وقبل أن نصف الهرم الأكبر يجب أن نذكر كلمة عامة عن الهرم وملحقاته والغرض من بنائه. اختلف علماء الآثار في تكييف شكل الهرم عند قدماء المصريين وأصل بنائه، والواقع أن أشكال الأهرام تختلف في منظرها وفي تركيبها في كثير من الأحيان، فمثلا نجد الهرم المدرج في سقارة قاعدته مصطبة مربعة فوقها عدة مصاطب تصغر تدريجا، وهناك آخر قاعدته مربعة وفوقه عدة مصاطب مربعة أصغر من الأولى، ولكن بدون قمة، وهناك الهرم الرابع ويختلف عن الأهرام كلها، فإن قاعدته المربعة تحمل فوقها تابوتًا. وأحسن بناء هرمي. تام أهرام الجيزة. ويتبع البناء الهرمي عدة ملحقات مكملة له ومن لوازمه، وبدونها لا يعتبر هرما بالمعنى الحقيقي:
أولا: يكون للهرم في الجهة البحرية أحيانًا، بابان واحد في المداميك السفلى والثاني فوقه بقليل، وكل منهما يوصل إلى حجرة الدفن، ومن المؤكد أنه كان يوجد أمام الباب محراب صغير للعبادة.
ثانيًا: في الجهة الشرقية من الهرم كان يقام معبد ضخم يسمي «المعبد الجنائزي»، وهذا المعبد كان يتصل بمعبد آخر يسمى «معبد الوادي» بطريق مبني بالأحجار الضخمة المحلية يبلغ عرضه أحيانًا نحو 25 مترًا، وفي وسطه طولًا أقيم ممر ضيق مسقوف، كان يستعمل لمرور الكهنة الذين كانوا يقومون بالمراسيم الدينية للملك من المعبد الجنائزي إلى معبد الوادي أو بالعكس، وهذا الطريق الذي كان يوصل بين المعبدين طويل جدًّا، وقد بلغ طوله نحو 600 متر للهرم الثاني. ولما كان من المستحيل اختراق هذا الطريق عرضًا كان ينحت في منتصفه نفق تحت الأرض، تسهيلًا للذين يريدون أن يعبروا الطريق عرضًا. أما المعبد الجنائزي الذي يقام ملاصقًا لجدران الجهة الشرقية من الهرم، فكان يقسم قسمين قسم يعتبر معبدًا للوجه البحري، وآخر للوجه القبلي، وعلى جانب معبد الوجه القبلي كان يحفر الملك لنفسه قاربين ليقوم فيهما بسياحته اليومية مثل الشمس؛ إذ كان الفرعون يعتبر نفسه بعد موته كالشمس؛ يولد صباحًا ويسبح في الأفق طول النهار في سفينة خاصة، ثم ينقل عند الغروب إلى سفينة أخرى ليقوم فيها بسياحته ليلا، ثم يعود إلى الدنيا ثانية ،وهكذا، ولما كان المفروض أن سفينة الليل لا ترى فقد أخفاها المصريون عن العيان، وذلك بأن جعلوا لها سقفًا، ويبلغ طول سفينة النهار نحو 29 مترًا وطول سفينة الليل نحو 31 مترًا، وقد وجد في الجهة البحرية من معبد الوجه البحري قاربان مماثلان لمركبي الوجه القبلي ولكنهما أقل حجما. وفي محاذاة الهرم من جهة الشرق كذلك كانت تنحت سفينة ضخمة للحج إلى «العرابة» (؟) وقد بلغ طول هذه السفينة المحاذية للجهة الشرقية من الهرم الثاني نحو 42 مترا.
ثالثًا: وكان من مستلزمات الهرم كذلك أن يقام حوله سور ضخم حتى لا يقرب منه أحد غير الكهنة، وهذا السور كان يبني بالحجر أو باللبن حسب مقدرة الفرعون.
رابعا: وكانت تقام بالقرب من كل هرم مدينة مبنية باللبن للكهنة والخدم الذين يقومون بأداء الواجب نحو الملك المتوفى، وقد عثر أخيرًا على هذه المدن في الجهة الشرقية من الأهرام، وكشف عن جزء كبير منها، غير أن معظمها لا يزال مطمورًا تحت الرمال، وربما تكشف لنا عن صفحة جديدة في الحضارة المصرية من ذلك العهد الغامض. ورغم ما عثرنا عليه من التماثيل الجميلة والأواني الفاخرة في معبدي الوادي والجنائزي للهرم الثاني والثالث فإنه قد وضع جزء كبير منها؛ إذ قد هشم الثوار بعد الأسرة السادسة معظم مخلفات الأسرة الرابعة. وقد عثرنا بجوار الهرم الثاني على بقايا أكثر من 200 تمثال خلاف ما نقله الألمان إلى «ميونخ» و «هلدسهيم» من بقايا هذه التماثيل. ورغم كل ما كشف حديثًا حول أهرام الجيزة، فإن معلوماتنا لا تزال ناقصة عن الهرم وكنهه، وإلى أن يكشف أحد الأهرام من كل جهاتها كشفًا علميًّا تاما فإننا سنبقى في الظلام وستبقي الأهرام سرًا غامضًا.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|