أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016
2269
التاريخ: 2023-04-28
1247
التاريخ: 2024-10-23
168
التاريخ: 2023-04-04
1120
|
يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 63]
إن أقوى المواثيق هو الذي لا ينقض وان عدم نقضه هو بنحو الضرورة وليس بشكل الدوام المحض وان مثل هذا الوثاق الضروري هو ذاتي؛ يعني أن يكون منسجماً مع هوية الإنسان؛ بحيث يكون قرينه الوجودي وليس الذاتي الماهوي. مثل هذا الميثاق المستحكم هو تلك الفطرة المعهودة التي اودعت فيما بعد بواسطة البرهان العقلي؛ ومن هنا فقد أطلق على الميثاق العقلي في التفسير الكبير للرازي اسم «أقوى المواثيق» [1] ؛ كما أن الشيخ الطوسي (رحمه الله) قد طرح العهد بلسان البرهان ونفى أحداث عالم الذر التي تكتسب فيها ذرات صغيرة الروح [2]. والمقصود من أخذ الميثاق في الآية محط البحث ومثيلاتها هو التحقق العيني لأحكام التوراة وليس مجرد القبول بها قلباً. وعلى الرغم من أن معجزات كان لها أثر كبير في قبول بني إسرائيل للدين الذي أتى به، إلا أن الإعجاز وحده غير كاف في تحقق الإيمان، بل يتعين عليه أن يتخذ العقل الاستدلالي محوراً في احتجاجه.
على هذا الأساس فإن فتوى العقل البرهاني هي آخر ما يرجع إليه في اتخاذ القرار؛ مع أن ما يؤمن مبادئ تصديقها هو الدليل النقلي أو الإعجاز الحسي؛ وذلك لأنه ما لم يكن هناك تلازم ضروري بين الإعجاز وصحة الدعوة وصدق الدعوى فإنه لن تشكل المعجزة وحدها سنداً تاماً للإيمان ومن المعلوم أن تبيين التلازم الضروري يقع على عاتق العقل البرهاني.
في حالة عدم توفر الدليل العقلي على امتناع رفع الجبل؛ يعني إنه لا يوجد دليل من الخارج يمنع انعقاد الظهور بالنسبة لجملة: «ورفعنا فوقكم الطور»، فلابد من أخذ ظاهرها من دون تردد، ومن الواضح أنه لا وجود لمثل هذا المانع؛ وذلك لأن الرب الذي فرق البحر من أجل نجاة بني إسرائيل وشق الجبل كي تخرج من وسطه الناقة كمعجزة لنبي الله صالح (عليه افضل الصلاة والتسليم)، فإن باستطاعته أن يقتلع الجبل من مكانه. فالله سبحانه وتعالى الذي رفع السماوات والأرض بغير عمد مرئي أو بعمود غير مرئي: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد: 2] [3]، ويمسك الطير في الفضاء ويعتبره آية من آياته: «{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19]، ويعطي لأمير المؤمنين (عليه السلام) من القوة ما يمكنه من قلع باب قلعة خيبر من محله ويرمي به وراء ظهره إلى مسافة بعيدة: «ثم رمى به خلف ظهره أربعين ذراعاً» [4]، ويدك الجبل بتجليه له: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] فإن قادراً كهذا يمكنه أن يقتلع جبلاً مكانه ويجعله فوق رؤوس بني إسرائيل: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأعراف: 171].
[1] التفسير الكبير، مج2، ج3، ص 114.
[2] التبیان، ج1، ص286.
[3] سورة الرعد، الآية 2. إن ما يطرح على أنه الجاذبية أو الضغط المتوازن بالنسبة لأمثال الأرض فهو بعض من أجزاء السبب المادي وليس كلها.
[4] قال ابن عمرو العاص: ما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي علي ولكنا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً ولقد تكلف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه. فأخبر النبي ص بذلك فقال: «والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكاً» فروي أن أمير المؤمنين ع ، قال في رسالته إلى سهل بن حنيف: «والله ما قلعت باب خیبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوة جسدية ولا حركة غذائية لكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضيئة، وأنا أحمد كالضوء من الضوء. والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت» (الأمالي للصدوق، ص415).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|