أكّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي، أنّ فتوى الدفاع الكفائي واستجابة العراقيّين السريعة وتضحياتهم، كانتا السبب المباشر وراء تحقّق النصر على داعش. وتحدّث سماحته، خلال كلمته لوفد طلبة العلوم الدينية، عن أهمّية استذكار فتوى النصر التي أصدرها سماحة المرجع السيستاني (دام ظلّه)، وحفظت العراق وأهله من عصابات داعش. وتطرّق سماحته إلى "الأحداث التي شهدها العراق في الفترة الأخيرة، ودور المرجعية الدينية العُليا وفتوى الدفاع الكفائي التي أصدرتها ضدّ كيان داعش، وتلبية المؤمنين واستجابتهم السريعة، وكيف هبّ الشباب الذي لم تهمّهم الدنيا ولم يدخلوا مدرسةً عسكرية، لكن يعلمون أن داعش باطل والفتوى حقّ، فاستطاعوا أن يميّزوا بين الأمرين بلا تردّد". وأضاف، أنّ "أهالي ملبّي الفتوى كانت مواقفهم صلبةً وقوية، والذي يستشهد من ذويهم يفرحون، والبعض كان عفوياً يقول أريد أن أواسي السيدة الزهراء وأمّ البنين(عليهما السلام)"، مؤكداً "أنهم استطاعوا أن يميّزوا الحقّ وينصروه من خلال إيمانهم بكلام وسيرة أهل البيت(عليهم السلام)".

وأكّد السيد الصافي، أن على الإعلام الاهتمام بقصص وتضحيات الأبطال، الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل أرضهم ومقدّساتهم، واقتدوا بأئمّة أهل البيت(صلوات الله عليهم أجمعين). وبين، أن "شخصيّة الإنسان المتديّنة لابدّ أن تجتمع فيها مجموعة عوامل تحميه من الأفكار الدخيلة على المجتمع الإسلامي"، لافتاً إلى أن "الإنسان يمرّ بمراحله العمريّة بمسائل تشوّش على رؤيته للأمور، إلى أن تكتمل الفكرة والتجربة بشكلٍ كامل لديه، ليستطيع بعد ذلك وضع الأمور في مكانها الصحيح"، مبيناً أنه "لا بدّ للإنسان أن يمتلك أدوات التمييز لكي يميّز الأشياء، وهناك خطّان واضحان خطّ لا يقبل الباطل وخطّ لا يقبل الحقّ، الخطّ الذي لا يقبل الباطل هو طريق أهل البيت والعلماء، والخطّ الذي لا يقبل الحقّ ينكشف شيئاً فشيئاً". ونوّه سماحته إلى أن "بعض الذين كانوا في صفّ خصوم سيد الشهداء(عليه السلام) كانوا يملكون الوعي، ويعلمون أن الحقّ مع الإمام الحسين(عليه السلام)، لكن حبّ الدنيا دفعهم للوقوف مع خصومه فخسروا الدنيا والآخرة". وأشار السيد الصافي إلى الدور المهمّ والمحوري للأساتذة في خلق الوعي وبناء المجتمع بناءً سليماً صالحاً، ونشر القيم والثوابت الإسلامية وتعاليم أهل البيت الأطهار(عليهم السلام)".