أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2022
2897
التاريخ: 18-2-2022
1420
التاريخ: 2023-06-10
749
التاريخ: 2023-08-29
902
|
استسلم دورنبرجر وفون براون لجيش الولايات المتحدة في جبال الألب يوم 2 مايو، بعد ثلاثة أسابيع من اجتياح القوات الأمريكية لمصنع ميتالفيرك. ونظرًا لأن معظم قيادة بيناموندا كانت بالقُرب من أحد هذين الموقعين، استطاعت الولايات المتحدة اصطياد أهم قادة البرنامج. وقرَّر قسم الذخائر أخذ مائة صاروخ «في - 2» إلى الولايات المتحدة لاختبارها، على الرغم من أنَّ معظم ما شُحن كان عبارةً عن أجزاء من الصواريخ لعدم وجود أي صواريخ كاملة تقريبًا. تمت هذه العملية بسرعة؛ إذ كان هذا المصنع السري في المستقبل منطقة تحت الاحتلال السوفييتي. عندما غزا الجيش الأحمر بيناموندا في مطلع مايو، وجد المكان مجردًا بجلاء الألمان عنه، ولكن معدات إنتاج مصنع ميتالفيرك والأجزاء المتروكة من الصواريخ كانت هي الأساس لفهم تكنولوجيا الصواريخ الألمانية. وجرى ضمُّ كوروليف وجلوشكو، اللذين كانا يرتديان الآن زيَّ الضباط في فِرَق التفتيش. وساعدوا في إنشاء معاهد خاصة للصواريخ في منطقتهم المحتلة، انجذب إليها المهندسون والعلماء الألمان الراغبون لأنها كانت تُقدِّم أجورًا أعلى ومميزات أفضل مما يُقدِّمه الأمريكان. وفيما بعد اقتيد معظم هؤلاء الألمان، ومن بينهم القليل من الأشخاص المؤثّرين في بيناموندا، إلى روسيا تحت تهديد السلاح في أكتوبر 18.1946
لم يكن لرحلات الفضاء أية صلة بالأسباب التي جعلت التكنولوجيا الألمانية مهمةً ومرغوبة في 1945، ولكنها كانت ستُمكّن من الوصول إلى الفضاء في غضون فترة زمنية قصيرة جدًّا.
على مدار صيف 1945، كانت الحكومة الأمريكية قد وضعت برنامجًا لاستجلاب الخبرات الألمانية والنمساوية، عُرف باسم مشروع «مشبك الورق». جرى تسليم الجنرال دورنبرجر للبريطانيين كسجين حرب، أما فيرنر فون براون فقد اختير ليرأس جماعة صواريخ في فورت بليس خارج إل باسو، تكساس. ووصل نحو 125 شخصا بحلول بداية 1946 لمساعدة الجنود ومهندسي مشروع «هرمس» في إعادة تجميع صواريخ «في - 2» وإطلاقها من وايت ساندس بروفينج جراوند في نيومكسيكو. 19 ساعد بعض الألمان في البداية الجيش البريطاني في إعداد وإطلاق ثلاثة صواريخ «في-2» من ساحل بحر الشمال في ألمانيا كتدريب تعليمي. ولكن سرعان ما قررت الحكومة البريطانية أنها لا تستطيع تحمل تكلفة برنامج صواريخ ضخم إلى جانب تطوير الطائرة النفاثة؛ ومن ثُمَّ جَلَبَت نحو عشرين شخصًا فقط من ألمانيا والنمسا كانوا يعملون من قبل في برامج الصواريخ. وفي الوقت نفسه، بدأ الفرنسيون في جذب المهندسين والعلماء والفنيين على مهل إلى مشروعات الصواريخ الخاصة بهم. وشكلوا جماعة ألمانية للصواريخ في فيرنون، فرنسا، التي أصبحت فيما بعد حجر الأساس لبرنامج الفضاء والصواريخ الفرنسي. 20
أثارت أخبار صواريخ «في-2» واستجلاب العاملين عليها لاحقًا اهتمام من كانوا متحمسين سابقًا للفضاء وحرّكت اهتمامًا جديدًا برحلات الفضاء في الجماهير وفي الجيش على حد سواء، لا سيما في الولايات المتحدة. ورأى المؤمنون الحقيقيون على الفور أنَّ هذا الصاروخ يُمثل الإنجاز التكنولوجي المنتظر، بغضّ النظر عن فشله كسلاح. وتنامت الإثارة عندما بدأ الجيش إطلاق صواريخ «في-2» من وايت ساندس، في نيومكسيكو، في منتصف 1946، حاملة المعدات العلمية الأولى إلى الفضاء القريب. (أطلق الألمان صواريخ «في-2» رأسيًا لأكثر من 100 ميل في 1944، ولكنها لم تكن تحمل أيّ مُعِدَّات.) بل إِنَّ المتحمسين الجدد في الأسطول والقوات الجوية (التي انفصلت عن الجيش في 1947) بدأوا مشروعات سرية لإطلاق أقمار صناعية والوصول إلى القمر. ولكن سرعان ما أُلغيت هذه المشروعات، وتقلصت أبحاث الصواريخ، حينما صَرَفَت الولايات المتحدة النظر عنها وشطبت ميزانيتها، وحاولت الرجوع إلى نمطها التاريخي من تشكيل جيش صغير وقت السلم. ولم تُغيّر الولايات المتحدة وجهة نظرها إلى أن بدأت الحرب الباردة في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين.
سرعان ما شعرت الولايات المتّحدة وحلفاؤها بأنها مُهدّدة على نحو مباشر بسيطرة سياسات ستالين على أوروبا الشرقية، وبالتدخل الشيوعي في أوروبا الغربية والجنوبية، وبانتصار الشيوعيين الصينيين في 1949 ولكن من وجهة النظر السوفييتية، فإنَّ التقدُّم الهائل لقوات المشاة الخاصة بهم قد أحبطته قنبلة الولايات المتحدة الذرية وحلقة القواعد الأمريكية المحكمة التي تُطوِّق الأراضي التي يسيطر عليها الاتحاد السوفييتي. ولذا أمر ستالين كي يَلْحق برَكْب الولايات المتحدة تكنولوجيا، ويتمكن من رد ضرباتها – بتقليد صواريخ «في - 2» وقاذفة القنابل «بي - 29» الأمريكية، وقنبلة الرجل البدين الذرية (القنبلة التي أُلقيت على ناجازاكي). أحبط خبراء الصواريخ السوفييت بأمر تقليد صواريخ «في - 2»؛ لأنهم كانوا يُفَضّلون بدءً العمل من جديد، ولكنهم لم يملكوا إلَّا أن يُطيعوا الأمر. وأثمر الإخلاء الإجباري لمعاهد الصواريخ في ألمانيا الشرقية في أكتوبر 1946 عن تسريع خبراء الصواريخ السوفييت والألمان عملهم على تجهيز صواريخ «في - 2» التي استولوا عليها للإطلاق. وبدأت عمليات الإطلاق في السهل الواقع شرقي ستالينجراد في أكتوبر 1947. وساعد الألمان، بقيادة هيلموت جروتروب من جماعة توجيه بيناموندا، في حل بعض المشاكل الخطيرة، ولكنهم سرعان ما فصلوا عن نظرائهم السوفييت. وعُزل معظمهم في معسكر على جزيرة في بحيرة روسية شمالية وشرعوا في العمل على مفاهيم مستقبلية، وتقلص تأثيرهم تدريجيًا على أعمال الصواريخ الباليستية السوفييتية التي يرأسها كوروليف وكان هذا العزل تجهيزا لعملية إرسالهم إلى بلدهم، التي بدأت في مستهل الخمسينيات من القرن العشرين؛ فقد كان من المستحيل في مثل هذه الدولة الشمولية المصابة بجنون الشك، التي لا تملك نظامًا للهجرة، أن تحتضن خبراء الصواريخ الألمان، على عكس ما فعلته الولايات المتحدة. 21
استعين بفون براون وجماعته، الذين شكلوا حوالي خُمس الألمان المسؤولين عن مشروع «مشبك الورق»، والذين جلبوا في بداية البرنامج، في تطوير قذيفة موجهة للجيش. وكانت النسخة التجريبية من القذيفة ستُطلق على صاروخ «في - 2».
شكل 2-1: جنود وفنيون أمريكان يجهزون صاروخًا ألمانيا باليستيا من نوع «في-2» للإطلاق في وايت ساندس في 10 مايو 1946. أول إطلاق ناجح في الولايات المتحدة. لم يكن صاروخ «في-2» سلاحًا شديد الفاعلية، ولكنَّه كان إنجازا ثوريا في تكنولوجيا الصواريخ ذات الوقود السائل التي سرعت ظهور الصاروخ الباليستي العابر للقارات وصاروخ الفضاء (المصدر: إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية).
ولكن عمليات التخفيض الدفاعية التي تمت في 1946-1947 تركت فون براون محبطًا من التقدم المتجمد نحو صاروخ ضخم يُمكن أن يُحقق حلم رحلات الفضاء الذي كان يراوده. كتب فون براون رواية خيال علمي حول رحلة استكشافية إلى كوكب المريخ وأضاف لها مُلحَقًا رياضيًّا تفصيليًا يُثبت إمكانية القيام بها، أملًا في إقناع الجماهير. لم يكن الخيال قطُّ من نقاط قوته، فلم ينشر سوى الملحق فيما بعد. لكن مع احتدام الحرب الباردة، زادت الحكومة الفيدرالية تمويل تطوير الصواريخ تدريجيًا وجعلت مشروع «مشبك الورق» سبيلًا من سبل الحصول على المواطنة، ماحية بذلك الماضي النازي لفون براون وغيره. في 1950، ركز الجيش على تطوير الصواريخ في ريدستون أرسينال بهنتسفيل ألاباما، ناقلا الألمانَ وعدة آلاف من الأمريكيين هناك. وفي خضم هذه الحركة، غزّت كوريا الشمالية الشيوعية الجنوب، فزادت هيستيريا مقاومة الشيوعية وزادت نفقات الدفاع الفيدرالي. وأُعيد توجيه فون براون وجماعته لصاروخ « في - 2» فائق يحمل سلاحًا نوويًّا يُطلق عليه ريدستون. هذا الصاروخ لعب دورًا حاسِمًا في بداية سباق الفضاء.
على أية حال، ينبغي ألا نُرجع الفضل إلى خط تطوير صواريخ «في- 2 » /هنتسفيل وحده، كما فعل تابعو فون براون فيما بعد على الرغم من أنَّ التكنولوجيا الألمانية قد منحت تطوير الصواريخ الأمريكي انطلاقة سريعة، فإنَّ مختبر الدفع النفاث، وشركة «إيروجت»، وشركة «ريأكشن موتورز»، ومشروع صواريخ «جنرال إلكتريك» قد نموا بسبب استثمارات الحرب العالمية الثانية. أنشأ معمل أبحاث البحرية الأمريكية في واشنطون العاصمة معدات علمية لعمليات إطلاق صواريخ «في - 2» من وايت ساندس وقرر تطوير صاروخ تجارب ضخم خاص به، وأسماه «فايكينج»، وتعاقد مع شركة «مارتن» للطائرات في ماريلاند لتجميعه ومع شركة «ريأكشن موتورز» لتصنيع محركه. استثمرت القوات الجوية الأمريكية الجديدة في محركات الصواريخ، مما أدى إلى مزيد من التوسع في إيروجت وريأكشن موتورز، وإلى إنشاء روكيتداين التابع لشركة «نورث أمريكان أفييشن»، أول شركة أمريكية لتطوير محركات الصواريخ التي تعمل بالمواد الدافعة السائلة في الستينيات. بعد أن أصبحت القوات الجوية أول قوة نووية طويلة المدى في أمريكا، سرعان ما فاق تمويلها للصواريخ القوات السابقة. وتحالفت مع شركات طائرات الساحل الغربي الكبرى مثل كونفير ودوجلاس وبوينج، التي طالبت كلٌّ منها بنصيب في صناعة الصواريخ. وسرعان ما سادت الصواريخ الضخمة ذات المواد الدافعة الصلبة والتركيب الكيميائي الجديد الأكثر فاعلية التي تمخضت عنها تجارب مختبر الدفع النفاث وإيروجت أثناء الحرب، نظرًا إلى سهولة تخزينها وإطلاقها. وأدَّى ذلك إلى بزوغ شركات مثل ثيوكول وهيركوليز باودر، وغيرها من شركات الهندسة الكيميائية في صناعة الصواريخ.22
حانت لحظةٌ حاسمة في سباق الفضاء وسباق التسلح عندما قررت كلٌّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي مواصلة إنتاج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. كان الجيش الأمريكي قد ركّز على الصواريخ الموجهة بعد عام 1945؛ لأن توجيه مركبة مجنحة في الغلاف الجوي بدا أسهل من توجيه صاروخ باليستي، مع الوضع في الاعتبار عوز صواريخ «في-2» إلى الدقة. واستغرق الأمر عدة سنوات قبل أن يكتشف الجيش الحقيقة نتيجةً للمشاكل التي واجهها الجيش في الصواريخ المتنفسة، سواء في الدفع أو التحكُّم. عندما تحسَّنَت نظم الملاحة بالقصور الذاتي، وأصبحت القذائف أخفَّ وزنًا وأكثر قوة، بات قذفُ قنبلة على مسار أسهل بكثير من قذفها دون توجيه إلى الجانب الآخر من العالم. بعد أن أجرت الولايات المتحدة أول اختبار على «القنبلة الهيدروجينية» النووية الحرارية في خريف 1952، وعَدَ مُصمِّمو الأسلحة بتحقيق إنجاز سريع لتصغير حجم الأجهزة. جعل المردود الهائل لهذه القنابل، والذي يُعَدُّ أقوى ألف مرة من القنابل التي أُلقيت على اليابان، الدقَةَ أمرًا غير ذي بال؛ فهذه القنابل تستطيع التدمير حتى وإن أُلقيت على بعد أميال من هدفها وافقت إدارة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، التي اعتلت سدة الحكم في يناير 1953، على مشروع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات «أطلس» وجعلته في صدارة الأولويات الوطنية في 1954–1955. كما وافق أيزنهاور، في 1955، رغم ما لديه من تحفظات على زيادة الميزانية الفيدرالية، على صاروخين باليستيين مُتوسّطي المدى (يبلغ مدى كلّ منهما 1650 ميلا) كسلاح مؤقت ضد السوفييت. أنتجت جماعة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التابعة للقوات الجوية بقيادة الجنرال برنارد شريفر صواريخ «ثور» من نفس العناصر المكوّنة لصواريخ «أطلس»، في حين طُولِبَت جماعة فون براون بتطوير صاروخ «جوبيتر» لصالح الجيش والبحرية الأمريكية. وأصبحت كل تلك الصواريخ التي تعمل بالأكسجين السائل والكيروسين، منصات إطلاق أقمار صناعية بعد سنوات قليلة. 23
هذه البرامج المتضاربة، خاصة «ثور» و «جوبيتر»، كانت ردود أفعال للتهديد المتزايد الذي يُمثله تطوير السوفييت للصواريخ الباليستية. وعلى غرار فون براون، نبغ كوروليف في التنسيق بين الجيش ومكاتب التصميمات وشركات الإنتاج للتركيز على هدف واضح: الصواريخ الباليستية البعيدة المدى. وبتمويل رئيسي من مدفعية الجيش السوفييتي، قلّد صاروخ «في - 2» وصنَع «آر - 1»، ثم ضاعَفَ مَداه بصاروخ «آر -2». طوّر مكتب تصميمات ميخائيل يانجل صاروخ «آر - 5» متوسط المدى، الذي اختبر للمرة الأولى في 1953، وحوله إلى صاروخ «آر - 5إم» المسلّح نوويًا، وهو ما مثَّل تهديدًا للأمريكان حول قواعدهم وحلفائهم في أوروبا الغربية وآسيا في 1955، بالتوازي مع «أطلس»، وافقت قيادة سوفييتية تالية لستالين، وهي قيادة نيكيتا خوروشوف، على أول صاروخ يستطيع إصابة أمريكا مباشرةً، وهو صاروخ «آر - الباليستي العابر للقارات. ونظرًا إلى أنه كان يحمل قذيفة نووية أثقل وزنًا، كان «آر - 7» أكبر حجمًا من «أطلس»، بمرحلة واحدة أساسية بالإضافة إلى أربعة مُعزّزات مُلحقة. وقد ثبت بعد ذلك أنه سلاح غير عَمَلي ولكنه مع ذلك كان مركبة إطلاق رائعة؛ إذ كان يتمتَّع بقدرة حمل لا يُضاهيها أي صاروخ أمريكي في السنوات الأولى لسباق الفضاء.
أثمر تسارع سباق الصواريخ عن تعزيز رسائل دعاة الفضاء التي تتنبأ بتحليق الأقمار الصناعية وربما أيضًا البشر في الفضاء في المستقبل القريب؛ فمنذ 1946، تُرسل طرود علمية وأحيانًا قرود في رحلات قصيرة (غالبًا ما تكون مميتة) إلى الفضاء من وايت ساندس وغيرها من المواقع؛ ففي عام 1949، ارتفع صاروخ التجارب «دابليو إيه سي كوربورال» الذي أنتجه مختبر الدفع النفاث محمولا على صاروخ «في-2» مسافة 250 ميلًا عن الأرض. ولحق بهم السوفييت سِرًّا في الخمسينيات؛ بل إنهم أرسلوا كلابًا في رحلات دون مدارية. ونشر دعاة الفضاء مثل آرثر سي كلارك من جمعية الكواكب البريطانية وويلي لي، الذي أضحى كاتبًا عِلميًّا أمريكيًّا ناجحًا أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، كتبًا جديدةً مؤثّرة. في 1952، حقق فون براون أخيرًا إنجازًا في سلسلة من مقالات مجلة «كوليير» وضَّح فيها رؤيته الفخيمة لمحطة فضاء ورحلات استكشافية مأهولة إلى القمر والمريخ. وتلا ذلك ثلاث حلقات قدَّمها لي عن الفضاء في برنامج والت ديزني على التليفزيون الوطني. وعلى الجانب السوفييتي، في بيئة مختلفة اختلافًا جذريا، بذل كوروليف وغيره من المتحمسين للفضاء جهدًا مُضنِيًا لإقناع المؤسسة السياسية والعسكرية بإجازة رحلات الفضاء عن طريق ربطها بإحياء شهرة تسيولكوفسكي، الذي مات عام 1953، للمرة الثانية. فألقوا خُطبًا، وعقدوا اجتماعات، وكتبوا مقالات عامة، غالبًا تحت أسماء مستعارة نظرا إلى السرية التامة التي كان يتّسم بها عملهم. وعزّزت روايات وأفلام الخيال العلمي «الستار الحديدي»، في الجانبين، رسالتهم. وبحلول عام 1955، كانت رحلات الفضاء بالنسبة إلى الأشخاص العاديين أمرًا وشيك الحدوث. 24
الخلاصة
كانت الدعاية والتأييد اللذان يبذلان من جانب المؤمنين برحلات الفضاء حاسمي الأهمية لإقناع الأشخاص العاديين والنُّخبةِ بأنَّ السفر إلى الفضاء ليس بفكرة مجنونة. ومع ذلك يستحيل تخيل الوتيرة السريعة التي نُفّذت بها هذه الفكرة دون الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. فقد أدى قرار ألمانيا غير الحكيم بتطوير صواريخ «في-2»، متبوعا بالانهيار السريع للتحالف الذي أعقبه هزيمة الرايخ بقيادة هتلر، إلى تعجيل ظهور معزّز الفضاء بعقدٍ على الأقل. وأصبح من الضروري وجود قضية جديدة تُشجّع الحكومات على تمويل الأقمار الصناعية. ومرة أخرى ستكون هذه القضية هي الحرب الباردة.
________________________________
هوامش
(18) Asif A. Siddiqi, Challenge to Apollo: The Soviet Union and the Space Race, 1945–1974 (Washington, DC: NASA, 2000); Boris Chertok, Rockets and People, vol. 1 (Washington, DC: NASA, 2005).
(19) Neufeld, Von Braun, 199–222; Brian Crim, Our Germans: Project Paperclip and the National Security State (Baltimore: Johns Hopkins University Press, 2018).
(20) Michael J. Neufeld, “The Nazi Aerospace Exodus: Towards a Global, Transnational History,” History and Technology 28 (2012): 49– 67; Olivier Huwart, Du V2 à Veronique: La naissance des fusées françaises (Rennes: Marines éditions, 2004).
(21) Siddiqi, The Red Rockets’ Glare, and his Challenge to Apollo.
(22) David H. DeVorkin, Science with a Vengeance: How the Military Created the US Space Sciences after World War II (New York: Springer Verlag, 1992); J. D. Hunley, The Development of Propulsion Technology for U.S. Space-Launch Vehicles, 1926–1991 (College Station: Texas A&M University Press, 2007). For a popular history that gives the air force and its contractors due credit, see T. A. Heppenheimer, Countdown: A History of Space Flight (New York: John Wiley & Sons, 1997).
(23) Christopher Gainor, The Bomb and America’s Missile Age (Baltimore: Johns Hopkins University Press, 2018); Jacob Neufeld, The Development of Ballistic Missiles in the United States Air Force, 1945–1960 (Washington, DC: Office of Air Force History, 1990).
(24) Howard E. McCurdy, Space and the American Imagination (Washington, DC: Smithsonian Institution Press, 1997), 29–51; Siddiqi, The Red Rockets’ Glare, 290–331.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|