أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2020
2543
التاريخ: 19-1-2023
1244
التاريخ: 17-1-2023
1376
التاريخ: 19-1-2023
1092
|
الذوق الصحفي والخبر
تعتبر الصحافة من حيث المظهر الخارجي، ومن حيث الهدف الإنساني والهدف الاجتماعي مرادفة في رأينا لكلمة "الذوق الحسن" أو "التناول الحسن" أو "التصرف الحسن" ونحو ذلك من الصفات الدالة على التهذيب.
فحسن الذوق ضروري للصحفي عندما ينظر في الحروف، والطباعة، والمداد والالوان المختلفة المستخدمة في الكتابة، والذوق ضروري للصحفي كذلك عندما يشتغل بترتيب مواد الصحيفة، وتنسيق هذه المواد، وتنظيم الاعمدة، والعنوانات الكبيرة، والعنوانات الصغيرة، ثم الصور، وكيف تؤدي الغرض منها في نهاية الامر. والذوق أشد لزوماً للصحفي أيضاً عندما يقوم بتحرير المواد المختلفة: من خبر، إلى حديث، إلى تحقيق، إلى تقرير مصوّر، إلى عمود، إلى مقال، إلى إعلان، ونحو ذلك.
والذي نجزم به منذ الآن هو أن جميع هذه الامور متروكة دائماً لحسن تقدير الكاتب، أو المحرر، أو سكرتير التحرير، أو غيره ممن يناط بهم تنظيم الشكل النهائي للصحيفة، وهو الشكل الذي يعتمد عليه في رواجها، وإقبال الجمهور عليها.
وعلى الصحفي اللبق ألا تغيب عن ذهنه هذه الحقيقة، وهي أن الذوق ضروري لكل عمل يتصل بصحيفته، وعليه أن يصدر عن هذه الحقيقة دائماً في كل عمل من الاعمال التي تتصل بالتحرير في الصحيفة، أو الإخراج، أو الإعلان، أو غير ذلك.
فأما من حيث التحرير وهو الجانب الذي يعنينا من البحث الذي بين أيدينا الآن فقد رأيت أيها القارئ كيف أن لكل خبر من الاخبار، أو حادثة من الحوادث طبيعة تخالف طبيعة الحادثة الاخرى، فمن الخطأ إذن أن تكتب جميع هذه الحوادث أو الاخبار بطريقة واحدة، أو تطبق عليها قاعدة واحدة، فإن في ذلك بعداً عن الذوق، وتجافياً عن المنطق، وإهداراً لحقوق القراء الذين ينصرفون عن الصحيفة ومن حقهم أن يفعلوا ذلك إذا وجدوها لا تحسن عرض هذه المادة الهامة من مواد الصحف، وهي مادة الخبر.
وفي الجريمة يظن كثير من الناس كما قلنا أن مهمة الصحافة هي التشنيع، او نشر عيوب المجتمع بشكل فاضح كلما أمكن ذلك، ويقولون: إن في نشرها على هذا الوجه عظة للقراء، وحفزاً للمفكرين في الإصلاح، كما يقولون أيضاً: إن وظيفة الصحيفة في هذه الحالة أشبه ما تكون بوظيفة "الكاريكاتور"، ومن عمل هذا الفن الاخير تجسيم العيوب حتى تسترعي أنظار الخاصة والعامة، وهي يفعل الناقد الادبي في قصة من القصص الاجتماعية أكثر من ذلك؟
وهذا كله صحيح إلى حد ما، ولكن أصح منه كما ذكرنا أن تراعي الصحف المحلية جانب الذوق في نشر الجريمة، وأهم من ذلك كله أن تصدر في نشرها عن رغبة صحيحة في الإصلاح، إلا أن النية الحسنة من الامور التي يصعب ضبطها في الحياة، والقصد الحسن من الميادين التي يكثر فيها الخداع والمغالطة في أكثر الاحيان، وعلى هذا ليس أمامنا إلا أن نأخذ بظواهر الاشياء، فنحكم على صحيفة تنشر الجريمة بقصد الإثارة، أو الفضيحة، بأنها صحيفة آثمة في نظر الرأي العام، ومحكمة الرأي العام دقيقة دائماً في أحكامها، قادرة على تنفيذها، على الصحف مهما عظم سلطانها!
والحق أن من أصعب الاشياء أن نضع "لحسن الذوق" أصولاً وقواعد، نرسم له خططاً ومناهج، غير أننا مع هذا وذاك نلح على الصحف بوجه عام أن تتقيد بهذه القاعدة التي لا ضابط لها، وتأخذ نفسها أخذاً حكيماً بهذا المبدأ الإنساني العام الذي يقره المجتمع، وهذا المبدأ هو مراعاة شعور الناس في جميع الظروف والاحوال.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|