أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2014
5562
التاريخ: 9-11-2014
4821
التاريخ: 8-11-2014
5335
التاريخ: 2023-08-30
1090
|
سر الالتفات من الغيبة إلى الخطاب
قال تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].
في الآيات الأولى من سورة الحمد كان الكلام بنحو (الغيبة)، وفي القسم الأخير من السورة الذي يبدأ بالآية محل البحث تحول إلى لسان الخطاب والحضور. وهذا التغيير في السياق يسمى في العلوم الأدبية البديع) بـ (الالتفات من الغيبة إلى الخطاب) وهو مجرد تفنن في الأدب ولأجل تزويق الكلام، وزمامه أيضا بيد المتكلم، فإذا أراد أن يضفي على كلامه نحوا من الجمال ويجعله جذابا وملفتا، فإنه يفرض الشخص غائبا تارة وأخرى يجعله مخاطبا لكن في هذه الآية الكريمة، ليس الالتفات من الغيبة إلى الخطاب تفننا أدبيا محضا كي يكون زمامه بيد المتكلم فيفرض الله غائبا تارة ويفرضه حاضرا تارة أخرى، بل إن زمام الأمر هو بيد المخاطب.
وتوضيح ذلك: هو أن فهم الأسماء الحسنى والاعتقاد بها في بداية هذه السورة لأجل دعوة الإنسان الغائب وجذبه إلى الحضور أمام الله سبحانه. فإذا ما ثبت لأحد أن الله سبحانه جامع لكل كمال وجودي فهو (الله) وأن له ربوبية مطلقة على كل عوالم الوجود الإمكاني، فهو (رب العالمين)، وأن رحمته المطلقة قد وسعت كل شيء، فهو (الرحمن) وأن هم له رحمة متميزة اختص بها المؤمنين والسالكين سبيله فهو (الرحيم)، وفي النهاية ستظهر ملكيته المطلقة لكل شيء في (يوم الدين) فهو مالك يوم الدين)، ولا موجود سواه أهل للخضوع والمخاطبة، فإذا آمن الشخص بجميع هذه المعارف، فإن مثل هذا الشخص الذي كان غائبة الحد الآن، سيتحول من الغيبة إلى الحضور وسيري نفسه أمام الله سبحانه ويجد نفسه جديرة بالتخاطب معه. إذن فالاختلاف في المتكلم الذي تحول من الغيبة إلى الحضور، لا في المخاطب الذي لا يغيب أبدا، لكن الذي لم يدرك هذه الأسماء الحسنى أو لم يعتقد بها فليس جديرا بالخطاب ولا يحق له أن يكون حاضرا أمام الله تعالى، لأنه هو غائب؛ وإن كان الله سبحانه هو المشهود المطلق.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|