المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإمام الحسن العسكري في ظلّ أبيه ( عليهما السّلام )  
  
1465   02:59 صباحاً   التاريخ: 2023-05-06
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص49-52
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / الولادة والنشأة /

كان شخوص الإمام الهادي مع ابنه الحسن العسكري ( عليه السّلام ) من المدينة سنة ( 234 ه )[1]، ورافقه خلال مدة تواجده في سامرّاء البالغة عشرين سنة فيكون قد عاش الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) في ظل أبيه اثنين وعشرين سنة حيث استشهد أبوه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) سنة ( 254 ه ) .

وقد عاش الظروف المأساوية القاسية التي كان يعيشها الإمام الهادي ( عليه السّلام ) وشيعته والتي كانت تفرضها السلطة الغاشمة على الإمام ( عليه السّلام ) وأتباعه من أجل إيقاف نشاط الإمام ونشاط أتباعه أو تحديده وتطويقه لئلّا يتسع نشاط مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتنتشر آثارهم بين جميع أبناء الأمة الاسلامية ذلك النشاط الذي قد يؤدي إلى المواجهة معها ؛ لذا فهي كانت تعمد إلى الاضطهاد والسجن والنفي والمتابعة وهي وسائل السلطات الجائرة على امتداد تاريخ الانسان .

1 - طفولة متميّزة

روي أن شخصا مرّ بالحسن بن علي العسكري ( عليهما السّلام ) وهو واقف مع أترابه من الصبيان ، يبكي ، فظنّ ذلك الشخص أن هذا الصبيّ يبكي متحسّرا على ما في أيدي أترابه ، ولذا فهو لا يشاركهم في لعبهم ، فقال له : أشتري لك ما تلعب به ؟ ، فردّ عليه الحسن ( عليه السّلام ) : « لا . ما للّعب خلقنا » .

وبهر الرجل فقال له : لماذا خلقنا ؟ فأجابه ( عليه السّلام ) : « للعلم والعبادة » .

فسأله الرجل : من اين لك هذا ؟ ، فأجابه ( عليه السّلام ) : من قوله تعالى أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً .

وبهت الرجل ووقف حائرا ، وانطلق يقول له : ما نزل بك ، وأنت صغير لا ذنب لك ؟ ! !

فأجابه ( عليه السّلام ) : « إليك عنّي ، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار ، فلا تتقد إلّا بالصغار ، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنّم »[2].

وروي عن محمّد بن عبد اللّه أنه قال : وقع أبو محمد ( عليه السّلام ) وهو صغير في بئر الماء وأبو الحسن ( عليه السّلام ) في الصلاة ، والنسوان يصرخن ، فلمّا سلّم قال :

لا بأس . فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر وأبو محمد على رأس الماء يلعب بالماء[3].

2 - عصر الإمام الهادي ( عليه السّلام )

عاصر الإمام الهادي ( عليه السّلام ) مدة إمامته ستّة من خلفاء بني العباس ، المعتصم منذ سنة ( 220 - 232 ه ) والمتوكل ( 232 - 247 ه ) حيث قتل على يد الأتراك ، ثم جاءت أيام المنتصر - وكانت مدّة خلافته ستة أشهر ويومين ، ثم المستعين ( 248 - 252 ه ) كما عاصر الشطر الأكبر من خلافة المعتز ( 252 - 255 ه ) حيث كان استشهاد الإمام الهادي ( عليه السّلام ) سنة ( 254 ه )[4] ، وفي هذا العام تولى مهام الإمامة ابنه الحسن بن علي العسكري ( عليهما السّلام ) .

وكانت الظروف التي تمر بها الدولة العباسية بعد تولي المتوكل ظروفا صعبة جدا ، إذ إنها كانت تعد مؤشرا على ضعفها ، وتشكل بداية لانحلالها ، فالحروب الداخلية والخارجية من جهة ، والقتال بين أبناء الخلفاء على كرسي الحكم من جهة أخرى كالذي حصل بين المستعين والمعتز والذي أدّى إلى تولي المعتز وخلع الأول عام ( 252 ه )[5]. كل واحد من هذه الصراعات كان له تأثيره المباشر في ايجاد الضعف والانحلال .

وتمثّلت الأحداث الداخلية أيضا بنشاط الخوارج والذي كان نشاطا قويا فعالا مدعما بالمال والسلاح بقيادة مادر الشاري ، وهناك أيضا الثورات والانتفاضات العلوية إلى جانب نزاعات الطامعين في السلطة .

كما أن الدولة كانت تعاني من سوء الحالة الاقتصادية نتيجة للبذخ والاسراف الذي كانت تعيشه رجالات البلاط والوزراء وحاشيتهم ، وفي أيام المتوكل قام المتوكّل بهدم قبر الإمام الحسين ( عليه السّلام )[6] ، ومنع القاصدين لزيارته عن زيارته ؛ لأن المتوكل كان يتجاهر بعدائه لآل أبي طالب ومطاردتهم ، ولم يرد تجاه تلك الاحداث أي تعليق من قبل الإمام الهادي ( عليه السّلام ) ، ويمكن أن يقال : « انه لم يرد إلينا عن موقف الإمام ( عليه السّلام ) مع الخلفاء شيء سوى ما جاء عن موقفه من المتوكل وهو أقل القليل » .[7]

وكانت للإمام الهادي ( عليه السّلام ) منزلة سامية ومكانة رفيعة القدر لدى أهل المدينة لإحسانه إليهم وعلاقته القوية معهم ، فلمّا أشخصه المتوكل وأرسل يحيى ابن هرثمة لجلب الإمام من المدينة إلى سامراء عام ( 234 ه ) اضطرب الناس وضجّوا كما يروي يحيى بن هرثمة نفسه حيث قال : « فذهبت إلى المدينة فلمّا دخلتها ضجّ أهلها ضجيجا عظيما ، ما سمع الناس بمثله خوفا على علي - أي الإمام الهادي ( عليه السّلام ) - وقامت الدنيا على ساق ، لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد ، لم يكن عنده ميل إلى الدنيا ، فجعلت أسكّنهم ، وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه ، وأنه لا بأس عليه ، ثم فتّشت منزله فلم أجد إلّا مصاحف وأدعية ، وكتب علم ، فعظم في عيني »[8].

وتعكس هذه الرواية لنا حجم ما كان يؤديه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) من دور في المدينة والذي نتج عنه حصول روابط ووشائج قوية تصل الأمة به كما كانت توصله بالأمة ، وربما كان المتوكل قد وقف على هذا التأثير البالغ للإمام ( عليه السّلام ) فكان سببا لإبعاده عن المدينة المنوّرة إلى سامراء التي أسسها العباسيون أنفسهم والتي عرفت بميول أهلها والذين كان أغلبهم من الأتراك إلى العباسيين أوّلا ، بالإضافة إلى ما عرفوا به من تطرّف في التوجه إلى السيطرة والسلطة ثانيا .

 


[1] تاريخ الطبري : 7 / 519 .

[2] حياة الإمام الحسن العسكري : 22 - 23 عن جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام : 155 .

[3] الخرائج والجرائح : 1 / 451 ح 36 وعنه في بحار الأنوار : 50 / 274 .

[4] تاريخ الطبري : 7 أحداث سنة 234 وسنة 254 ه .

[5] تاريخ اليعقوبي : 2 / 476 .

[6] تاريخ ابن الوردي : 1 / 216 .

[7] تاريخ الغيبة الصغرى : 117 .

[8] تذكرة الخواص : 360 عن علماء السير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.