العلاقة بين الحرارة والحركة عند عضد الدين الإيجي (القرن 8هـ/14م) |
849
11:46 صباحاً
التاريخ: 2023-05-01
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-01
906
التاريخ: 2023-04-25
921
التاريخ: 2023-04-29
854
التاريخ: 28-9-2020
1340
|
لا يتفق الإيجي مع الكندي والمجريطي وأبو البركات البغدادي وغيرهم ممن قالوا إنَّ الحرارة تتولد نتيجة لحركة الأفلاك، والتي تؤثر حرارتها على الهواء المحيط بالأرض، أو حتى على سطح الأرض. والسبب في ذلك أنَّ مادة الأفلاك مُغايرة تماما للمواد التي نتعامل معها على الأرض؛ لذلك لا يمكن أن يحدث توصيل حراري بينها.
قال الإيجي: «الحركة تُحدث الحرارة والتجربة تُحقِّقه، قيل فيجب أن تسخن الأفلاك ويتسخن بمجاورتها العناصر فتصير كلها بالتدريج نارًا. والجواب أنَّ مواد الأفلاك لا تقبل السخونة ولا بد مع المقتضى من وجود القابل فلا تسخن، فلا تتسخن بالمجاورة، والعناصر لملاسة سطوحها لا تتحرك بحركة الأفلاك فتتسخَّن، ولهم كلام مناقض لهذا فسيأتيك أنهم قالوا النار تتحرك بتبعية الفلك، وليس التحريك يتعين أن يكون بالتشبث فيمنعها ملاسة السطوح.»57
ثم عاد الإيجي وأكَّد على العلاقة بين الحرارة والحركة وقَدَّم شرحًا أكثر تفصيلا، وهو الفهم الذي لم يتمكن من الوصول إليه، أولئك المعارضون لتفسيره؛ حيث إنَّ المدار المقعر للقمر، وهو الأقرب لمدار الأرض، والمدار المُحَدَّب للنار في السماء أملسان تمامًا؛ كونهما يتواضعان على كراتٍ متداخلة مع بعضها بعضًا، حسب النموذج البطلميوسي الفلكي، ولا يمكن لحركة أحدهما أن تؤثر أو تسبب حركة الآخر، وعليه لا يُشترط حدوث تسخن بسبب حركاتهما.
قال الإيجي: «والجواب أنَّ مواد الأفلاك لا تقبل السخونة أصلا، ولا بُدَّ في وجود الحرارة مع المقتضى الذي هو الحركة من وجود القابل، وحينئذٍ فلا تسخن الأفلاك بسبب حركاتها فلا تسخن العناصر بالمجاورة، وليست العناصر متحركة على سبيل التبعية فإنها لملاسة سطوحها لا تتحرك بحركة الأفلاك فتتسخَّنَ بالنصب على أنه جواب النفي، والحاصل أنَّ مقعَّر فلك القمر ومحدَّب النار سطحان أملسان فلا يلزم من حركة أحدهما حركة الآخر، فإذن أجرام الأفلاك ليست مُتَسَخّنة بحركاتها ولا محركة للعناصر حتى يلزم سخونتها بوجه ما ، ولهم كلامٌ مناقض لهذا الذي ذكروه ها هنا من أنَّ العناصر لا تتحرك بحركة الأفلاك، فسيأتيك في موقف الجواهر أنهم قالوا النار تتحرك بتبعية الفلك، وليس التحريك يتعين أن يكون بالتشبث فيمنعها ملاسة السطوح؛ فإن الأفلاك عندهم يحرك بعضها بعضًا ولا خشونة في سطوحها لتكون متشبثة بسببها، فالأولى في الجواب أن يُقال النار متحركة بمتابعة الفلك دون باقي العناصر، وليس سخونة النار تُوجب سخونة الباقي لأنَّ برودة الطبقة الزمهريرية تُقاومها.» 58
_________________________________
هوامش
57- الإيجي، كتاب المواقف، ج 1، ص 592.
58- الإيجي، كتاب المواقف، ج 1، ص 599.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|